اعتدال رافع.. مضت إلى عزلتها الأخيرة
نعت وزارة الثقافة أمس الأديبة السورية اعتدال رافع التي وافتها المنية صباح أمس عن عمر 81 عاماً. والراحلة من مواليد عالية في لبنان 1937، وتحمل الجنسية اللبنانية والسورية. وتحمل إجازة في التاريخ من جامعة دمشق عام 1972. عملت في حقل التدريس في ثانويات دمشق وكتبت القصة والمقالة والشعر في الصحف العربية والسورية، وهي عضو في جمعية القصة والرواية باتحاد الكتاب العرب لها العديد من المؤلفات إضافة إلى مجموعاتها القصصية منها بيروت كل المدن “شهرزاد كل النساء” و”كلمات مسافرة” و”حالات” والأخيرة عبارة عن خواطر أدبية وشعرية. وكانت هيئة الكتاب قد استعادت جزءاً من مسيرتها الإبداعية للأديبة اعتدال رافع بطباعة كامل أعمالها القصصية في كتاب واحد صدر العام الماضي.
كانت تقول: ما من طقس محدد يحكم كتابتي، فأنا أكتب عندما تتراكم الأشياء في داخلي وتصل حدّ الانفجار، وعندما أحتاج للبوح ألجأ للكتابة التي حمتني من الجنون والموت، وكانت علاجها من مرض السرطان الذي أصيبت به ثلاث مرات كما تقول وليس الكيماوي أو الأشعة، فالكتابة بلسم للروح والجسد إذا كانت كتابة صادقة، ولا أكتب لغاية مادية”.
والأديبة الراحلة اختارت العزلة والابتعاد عن بريق الشهرة منذ ثلاثين عاماً تميزت بلغتها الشعرية في قصصها وامتزاجها باللغة اليومية وبالحداثة القصصية عبر تجديد في الرؤى واللغة والتعامل مع الشخصيات، مع براعة في التكثيف والاختزال واستخدام لغة السخرية. قالوا في أدبها: “رسمت الدهشة على وجوه قرائها منذ كتابها الأول، وكانت تعيش تحدياً في مواجهة الذين يطالبونها بالحدّ من غلوائها الأنثوي في كتاباتها، تتمنى أن تكون امرأة عادية تقرأ الكلمة وتعيشها بدل أن تكتبها، ترفض التنازلات لأنها تكتب حرائقها بأصابع مشتعلة، تعلّمت القراءة من شاهدات القبور، وتؤمن أن المرأة أعطت الحياة اليانعة، والرجل أعطى الحروب والدمار، متطرفة في انحيازها للمرأة”.
Comments are closed.