بعد “ومضة أمل” وإطلاق المرحلة الرابعة منه..”بكرا النا” تجربة فريدة
احتفالاً بعيد الجيش العربي السوري وإطلاق المرحلة الرابعة من مشروع “بكرا النا” قدمت محافظة دمشق-نادي المحافظة- الحفل الفني “ومضة أمل” على مسرح دار الأوبرا بمشاركة جميع أقسام المشروع الذي تبنّاه محافظ دمشق د.بشر الصبان، وقد بيَّنت آلاء مصري زادة المخرجة الفنية للعرض أن “ومضة أمل” كان حصيلة تعاون كل الأقسام وهو يتناول بطريقة فنية رحلة المشروع التي بدأت خلال الحرب على سورية وحتى اليوم، مسلطاً الضوء على الدور الكبير الذي قام به المشروع باحتضان الأطفال وتنمية مواهبهم للتخفيف من معاناتهم في ظل الحرب، بالإضافة إلى التعريف بالمشروع والمراحل التي مر بها والأقسام التي يتألف منها، وكذلك التطرق لما فعله الأشرار ببلدنا من خراب وتدمير وكيف جاء المشروع برعايته للأطفال محاولاَ بناء الإنسان بشكل صحيح، موضحة أنها كمخرجة حاولت التركيز في العرض على الأطفال وما يمتلكون من مواهب وطاقات استثنائية، منوهة إلى الجهود الكبيرة التي بذلها مدير المشروع محمد السباعي ورؤساء الأقسام في المشروع للخروج بهذا العرض بالتعاون مع أساتذة وفنانين كبار: بسام كوسا، فايز قزق، وفاء موصلي، د.سمير عثمان الباش، د.ميادة حسين، تولاي هارون، أمانة والي.
بناء الإنسان
وأشارت الفنانة وفاء موصلي إحدى المشرفات على المشروع أنها تعلمت من الأطفال الشيء الكثير: العفوية والبراءة، مؤكدة أن الفنان يجب أن يبقى قريباً منهم، منوهة إلى أن الطفل السوري بعد تداعيات الحرب على سورية كان بحاجة لاحتضانه عبر نشاطات فنية ورياضية وعلمية تساعده على الخروج من تأثيرات الحرب البشعة عليه بعد أن أرخت بثقلها على الجميع، مبينة أن مشروع “بكرا النا” مهم لبناء الإنسان وخاصة الطفل رجل المستقبل، شاكرة كل الجهود التي بُذِلَت لإنجاحه، وخاصة جهود نادي المحافظة الذي تحمل مسؤولية هذا المشروع الكبير، متمنية أن يزداد عدد الأطفال المنضمين له.
تجربة فريدة
وبدا الفنان أندريه سكاف سعيداً بتجربته مع مشروع “بكرا النا” من خلال العرض الفني “ومضة أمل” الذي شارك فيه إلى جانب مجموعة كبيرة من الأطفال الموهوبين في مجال التمثيل والموسيقا والرقص وكافة المجالات الفنية التي أتاحها المشروع للطفل، مؤكداً أن تجربة هذا المشروع الذي تبنّاه محافظ دمشق فريد من نوعه في احتضان الأطفال من خلال الرياضة وكافة أنواع الفنون، وهو من أهم تجارب بناء الإنسان بعد الأزمة التي عاشتها سورية، مشيراً إلى أن التعامل مع الطفل أمر ممتع، وقد تأثر بردود أفعالهم وبراءتهم وأَسِف لأنه في العرض جسَّد جانب الشر الذي حرم أطفالنا من أن يعيشوا طفولتهم. وتوجه سكاف بالشكر لإدارة نادي المحافظة وكل العاملين فيه والذي قدم عرضاً فنياً شاملاً من خلال الأطفال الذين رعاهم.
كما أكدت الفنانة نور الوزير التي جسَّدت جانب الخير في العرض أن إنجاز هذا العرض من خلال أطفال سورية الموهوبين يؤكد على أن سورية بدأت تتعافى، مبينة أنها تجسد في العرض سورية الخير والأمل والعلم والفرح قبل الحرب، مشيرة إلى أن سعادتها كانت كبيرة لأنها التقت من خلاله بأطفال موهوبين يمتلكون طاقات كبيرة تبشِّر بالخير وذلك بفضل رعاية نادي المحافظة لمواهبهم.
فريق عمل “ومضة أمل”
المايسترو ميساك باغبودريان، والمايسترو عدنان فتح الله، الفنانة ليندا بيطار، آلاء مصري زاده، عبير عودة، معتز ملاطيه لي، سالي عياش، بمشاركة مواهب مشروع “بكرا النا” .
يُذكَر أن مشروع “بكرا النا” يدعو للتشبيك بين كافة الوزارات والمؤسسات والمنظمات الحكومية والأهلية المعنية بالأطفال ووضع إستراتيجية وخطط وبرامج للمساهمة بإعادة بناء الأجيال من 3 سنوات وحتى 15 من أطفال دمشق لتحقيق أهداف المشروع بترسيخ حبّ الوطن والحفاظ على خيراته واحترام رموزه، وتأكيد مبدأ التلاقي والحوار والتعاون بعيداً عن أية اعتبارات أخرى وصولاً لبناء أسرة سورية واحدة، وتوفير مستلزمات الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية واكتشاف مواهب الأطفال ورعايتهم ليكونوا بناة مستقبل سورية المشرق، والمشروع بدأ العمل به بتوجيه من د.بشر الصبان محافظ دمشق عام 2014 واستهدفت المرحلةُ الأولى منه 1250 طفلاً وطفلة وانتهت بعشرة آلاف، بينما انطلقت المرحلة الثانية بعشرة آلاف وانتهت بثلاثين ألف طفل، في حين بدأت المرحلة الثالثة بثلاثين ألفاً وانتهت بأربعين ألف طفل، ويشار إلى أن نادي المحافظة ينظم دورات مستمرة في جميع التخصصات بإشراف خبرات محلية وخارجية بهدف صقل الكوادر البشرية لمسايرة التطورات الحديثة وفق رؤية وتخطيط وتنظيم ولا سيما في طرق التعليم والتعامل مع الطفل وبناء الجيل الواعد.
أمينة عباس