عمليات تهويد القدس القديمة تتسارع
في ظل صمت عربي ودولي مطبق، اقتحمت مجموعات من المستوطنين المسجد الأقصى من باب المغاربة عبر مجموعات متتالية، تحت حماية قوات الاحتلال، ونفّذوا جولات استفزازية، فيما جدّدت بحرية الاحتلال استهداف الصيادين الفلسطينيين في البحر شمال قطاع غزة بنيران أسلحتها الرشاشة، حيث أطلقت النار باتجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين في البحر قبالة السودانية شمال القطاع، واعتقلت خمسة منهم، وصادرت مركباً كانوا يعملون على متنه.
وتتعمد قوات الاحتلال استهداف الصيادين في بحر غزة بإطلاق النار عليهم وملاحقتهم والاستيلاء على مراكبهم لمنعهم من مزاولة مهنة الصيد التي تعد مصدر رزقهم الوحيد في ظل الحصار الجائر الذي تفرضه على القطاع.
كما اعتقلت قوات الاحتلال خمسة فلسطينيين من مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية عمليات الاستيطان الإسرائيلية المتواصلة في مدينة القدس المحتلة، محذّرة من خطورة ذلك على مستقبل المدينة بصفتها عاصمة دولة فلسطين، وقالت: “إن سلطات الاحتلال تسارع في تمرير عشرات المخططات الاستيطانية وبشكل خاص في الأحياء القريبة من البلدة القديمة وأسوارها بهدف تهويد القدس المحتلة”.
وحذّرت الخارجية الفلسطينية من مخاطر استيلاء سلطات الاحتلال على عشرات الدونمات من أراضي الفلسطينيين في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى وغيرها من المخططات الاستيطانية على المنطقة الجنوبية المحاذية للمسجد بما في ذلك تعميق فصل الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة عن بعضها البعض في محيط استيطاني يضرب وحدة المدينة وهويتها، ويهدد مستقبلها بصفتها عاصمة دولة فلسطين، وأشارت إلى أنها ستواصل العمل على المستوى الدولي من أجل اتخاذ الإجراء القانوني المناسب في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.
كما جدّدت الحكومة الفلسطينية مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل والضغط على كيان الاحتلال لرفع الحصار الجائر عن قطاع غزة، وقال المتحدّث باسم الحكومة يوسف المحمود: “إن النداء التحذيري الذي أطلقه القطاع حول توقف المصانع وانهيار القطاعات الحياتية يستدعي تحركاً عالمياً أحد عناوينه تحمّل المجتمع الدولي بكل مؤسساته ومنظماته مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني”.
ودعا البيان إلى إنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني في مواجهة الأخطار التي تهدد الشعب الفلسطيني ومصالحه الوطنية.
وتفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2007 حصاراً جائراً على قطاع غزة يشمل مختلف المواد الغذائية والطبية ومواد البناء والوقود، وأحبطت العديد من المبادرات الإنسانية لكسر الحصار، واعتقلت المشاركين فيها، ما تسبب بمعاناة أهالي القطاع وفقدان مقومات الحياة الأساسية.
إلى ذلك، حذّر المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة من أن مرضى السرطان وأمراض الدم يواجهون الموت بسبب الحصار، وأكد أن الوضع في غزة خطير لمرضى السرطان، ويتحمّل الاحتلال مسؤولية موتهم البطيء، داعياً حكومة رام الله إلى القيام بواجباتها برفد القطاع بالأدوية اللازمة لعلاج مرضى السرطان.
وأشار القدرة إلى أنه يجب على المريض الفلسطيني تقاسم الدواء في الضفة والقطاع، مضيفاً: “نواصل اتصالاتنا مع كافة الجمعيات، ولكن لا بوادر حتى الآن لحل الأزمة الإنسانية الخطيرة”.
وفي وقت سابق، حذّرت وزارة الصحة في غزة من الخطر الذي يتهدد مئات مرضى السرطان إن لم يجرِ إنهاء الأزمة الدوائية لهم على نحو فوري.
وكان القدرة قد أعلن، أمس، توقف تقديم العلاج الكيميائي لمرضى السرطان في مستشفى الرنتيسي التخصصي بعد نفاد العلاجات الكيميائية اللازمة بسبب الحصار.
في الأثناء، أعلنت سرايا القدس أن المقاومة الفلسطينية قررت الرد الموحد من جميع الأجنحة العسكرية للفصائل على اعتداءات العدو الإسرائيلي في تثبيت لمعادلة القصف بالقصف والدم بالدم، وأضافت: “إن هذه المعادلة الدفاعية التي اعتمدتها الفصائل من خلال غرفة العمليات المشتركة هي للتأكيد على حقّها في الدفاع عن نفسها وأبناء شعبها”، مشيرةً إلى أن الزمن الذي يحاول العدو الصهيوني فيه فرض معادلاته على الأرض قد ولّى بلا رجعة.