الأبواب مفتوحة أمام جميع المهجّرين للعودة الآمنة الجيش يضيّق الخناق على “داعش” في عمق بادية السويداء
ضيّقت قواتنا المسلحة أمس الخناق على إرهابيي داعش في عمق بادية السويداء بعد سيطرتها على عدد من التلول والنقاط الحاكمة شمال وغرب تلول الصفا وتكبيد الإرهابيين خسائر فادحة في العديد والعتاد. تزامن ذلك مع عودة عشرات الأسر المهجرة إلى منازلها في قرية نامر بريف درعا وسط الحاجة إلى تكثيف الجهود وتعاون الأهالي مع الجهات المعنية لبدء العمل والإنتاج وتطويره في المجالات كافة، في وقت تواصل الجهات المعنية بالتعاون مع الجانب اللبناني تأمين عودة السوريين المهجرين عبر مركز جديدة يابوس الحدودي ونقلهم بالحافلات إلى منازلهم في ريف دمشق التي غادروها في أوقات سابقة هرباً من إجرام التنظيمات الإرهابية، في حين أكد وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف رئيس هيئة التنسيق لعودة المهجرين في الخارج أن عودة المهجرين السوريين إلى الوطن تشكّل أولوية بالنسبة للحكومة وأن الأبواب مفتوحة أمام جميع أبناء سورية للعودة الآمنة.
وفي التفاصيل، حققت وحدات من الجيش والقوات الرديفة تقدماً على المحور الشمالي الشرقي في عمق بادية السويداء، وحررت خلال عملياتها مرقب قبيان وحوية غصين والكسيرة وتل أبو غانم شمال تلول الصفا وشمالها الغربي بعد اشتباكات عنيفة مع إرهابيي داعش، وأسفر التقدم الجديد عن تدمير نقاط محصنة وبؤر للإرهابيين، في حين تستمر الوحدات المقاتلة في ملاحقة فلول الإرهابيين الفارين تحت ضربات المدفعية والرمايات النارية المناسبة لطبيعة المنطقة الوعرة .
وأوضح مراسل “سانا” أن إحكام الطوق على ما تبقى من فلول التنظيم التكفيري المتحصنة في المنطقة ذات الطبيعة الجغرافية الوعرة والمعقدة وقطع طرق إمدادهم ودك مقراتهم وتحصيناتهم بالأسلحة المناسبة تسرع في اندحارهم وتزيد من خسائرهم، في الوقت الذي تواصل فيه وحدات الهندسة تمشيط وتطهير المناطق المحررة والمغاور وتفكيك العبوات الناسفة والألغام والمفخخات التي خلّفها الإرهابيون.
وأفاد مراسل سانا في حمص بأن لغماً من مخلفات الإرهابيين انفجر بمواطنين اثنين خلال تنقلهما في أرض زراعية بمحيط قرية سنيسل بريف المحافظة الشمالي ما أدى إلى استشهادهما.
وبعد أن أعاد بواسل جيشنا الأمن والاستقرار إلى محافظة درعا بدأت الحياة الطبيعية تعود تدريجياً إلى مختلف المناطق.
أهالي قرية نامر شمال شرق مدينة درعا بنحو 22 كم، الذين بدؤوا بالعودة إلى منازلهم بعد 6 سنوات من التهجير القسري لهم من قبل التنظيمات الإرهابية، أكدوا الحاجة الملحة لإعادة تأهيل وإصلاح ما خربه الإرهابيون بالسرعة الممكنة لترسيخ حالة الاستقرار التي حققها الجيش العربي السوري ودعمهم لبواسله وافتخارهم ببطولاته وتضحياته التي أعادت الأمن والاستقرار لكامل ربوع محافظة درعا.
وفي لقاءات مع الأهالي يطالب أحمد القادري بلدية قرفا التي تتبع لها القرية بالإسراع في إصلاح ما خلّفه الإرهاب والمساهمة في إعادة الخدمات الأساسية وإعادة فتح الطرقات التي أغلقها الإرهابيون.
بدوره يرى يامن القادري ضرورة تشكيل لجنة لتقييم الأضرار والمساهمة بتسهيل عودة الأهالي بالتوازي مع عودة الخدمات الأساسية.
مراد الريابي يشير إلى حجم الدمار الذي خلّفه الإرهاب وحاجة القرية إلى تنظيف الطرقات وإزالة الأنقاض وإعادة خدمات الكهرباء والمياه وتأهيل الفرن والآبار المغذية للبلدة بمياه الشرب والمدارس استعداداً للعام الدراسي الجديد، مبيناً المعاناة التي سيتكبدها طلاب القرية عند الدراسة في مدارس البلدات المجاورة وحجم الضغط وكثافة الطلاب فيها.
نوفل وهدى العماري يلفتان إلى أن القرية التي تم تطهيرها من الإرهاب منذ خمس سنوات لم يستطع أهلها العودة إليها بسبب الاعتداءات الإرهابية التي كانت تطالها من المناطق المجاورة، واليوم بعد دحر الجيش الإرهاب من المنطقة وعودة جزء كبير من الأهالي تحتاج القرية إلى تدخل سريع من الجهات المعنية لمساعدتهم بعمليات ترميم منازلهم وإزالة الأنقاض التي تحتاج إلى آليات هندسية وعمال وأدوات عمل يمكن أن تؤمنها بلدية قرفا بالتعاون مع المحافظة.
رئيس مجلس بلدة قرفا محمد الغزالي، التي تتبع لها قرية نامر، يشير في تصريح لمراسل سانا إلى أن مجلس البلدة يستقبل طلبات المواطنين الذين تعرضوا لأضرار في ممتلكاتهم ليصار إلى تنظيم الضبوط الشرطية أصولاً، وبالتالي تعويضهم بحسب الأصول المرعية، موضحاً أن عدد سكان القرية 4200 نسمة عاد منهم حتى الآن 50 أسرة، ويبيّن الغزالي أنه يتم العمل حالياً على تنظيم كشوف تقديرية بالأضرار التي طالت الأملاك العامة والخاصة، مشيراً إلى أن ثلاث مدارس بحاجة إلى ترميم جزئي ومدرسة واحدة بحاجة لإصلاح كلي.
ويلفت الغزالي إلى أنه يتم تزويد الأهالي العائدين إلى القرية بالمياه من خلال بئر وصهريج، في حين تم إعداد الكشوف اللازمة لإجراء الصيانات اللازمة للبئرين الآخرين وتزويدهما بمعدات العمل من لوحات كهربائية ومحركات ضخ الغاطسات وغيرها والتي سرقها أو خربها الإرهابيون.
وفي إطار الجهود التي تبذلها الجهات المعنية لتأمين الخدمات للمواطنين يتشارك فرع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية كجهة إشرافية مع فرعي الشركة العامة للطرق والجسور والإنشاءات العسكرية في درعا كجهات إنتاجية وتنفيذية في أعمال إعادة تأهيل وإنجاز أوتوستراد دمشق درعا خلال أيام، وهو ما سيسمح بوضع الطريق بعد تأهيله في الخدمة مع أول أيام عيد الأضحى المبارك.
وتشمل أعمال تأهيل الطريق تنفيذ وصلات طرقية في الأماكن التي تعرضت للتخريب على يد الجماعات الإرهابية التي استهدفت الأوتوستراد بعدة تفجيرات تسببت في انهيار أجزاء منه كجسور خربة غزالة ومحجة وصيدا وإحداث حفر كبيرة نتيجة للعبوات الناسفة التي زرعت سابقاً عليه، وتم إيجاد حلول إسعافية مؤقتة لهذه الأضرار، وعاد الأمان إليها بعد تحريرها من الإرهاب، حيث باشرت الجهات المذكورة أعمال إعادة تأهيل الأوتوستراد لفتحه بجانبيه أمام حركة المواطنين ونقل البضائع والمنتجات من درعا إلى دمشق وبالعكس.
في الأثناء أفاد مراسل سانا من مركز جديدة يابوس الحدودي بأنه بعد استكمال الجهات المعنية كل التحضيرات الضرورية لإعادة الحياة الطبيعية إلى المناطق التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب في ريف دمشق وصلت أمس دفعة جديدة من السوريين المهجرين العائدين إلى منازلهم وقراهم في قريتي بيت جن ومزرعة بيت جن بريف دمشق، مبيناً أنه تم إنشاء نقطة طبية في المركز الحدودي لتقديم الخدمات الصحية للقادمين، إضافة إلى توفير سيارات تقدّم الطعام والشراب لهم ريثما يتم نقلهم عبر حافلات إلى منازلهم.
وأشار الدكتور نادر نشواتي من مديرية صحة ريف دمشق إلى أن المديرية أمنت كادراً طبياً متخصصاً لمراكز الإقامة المؤقتة والنقاط الحدودية لتقديم الرعاية الصحية والطبية للمهجرين العائدين إلى منازلهم وقراهم في ريف دمشق، مبيناً أن مديرية الصحة قامت بتجهيز عدد من سيارات الإسعاف وعيادات متنقلة لتقديم العلاجات والأدوية واللقاح والصحة الإنجابية والتغذية.
بدورها رئيسة شعبة الصحة النفسية في مديرية صحة ريف دمشق ليال غنيم، أوضحت أن المديرية وضعت برنامجاً متكاملاً للمهجرين العائدين إلى سورية لتقديم الدعم النفسي الاجتماعي لهم والإصغاء الكامل لكل الاحتياجات المطلوبة وربطها بالجهات العامة ونقل من يحتاج إلى المشافي ومراكز الإقامة المؤقتة لمن ليس لديه مأوى.
وتوجه عدد من العائدين الذين اضطروا إلى ترك منازلهم نتيجة الإرهاب بالتحية والشكر للجيش العربي السوري الذي أعاد الأمن والأمان إلى مناطقهم، مشيرين إلى أنه مع أول فرصة سنحت لهم جمعوا أمتعتهم وأسرعوا بالعودة إلى سورية بعد أن وفرت لهم الجهات المعنية الإجراءات الميسرة التي سهلت عملية عودتهم إلى أرض الوطن.
إلى ذلك أكد وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف رئيس هيئة التنسيق لعودة المهجرين السوريين في الخارج خلال مؤتمر صحفي لعدد من وسائل الإعلام الأجنبية بمبنى وزارة الإدارة المحلية والبيئة أمس أن الأولوية والجهد ينصبان على إعادة السوريين من الخارج، والحكومة تعمل على تبسيط إجراءات عودتهم بأسرع وقت ممكن وتأهيل أماكن السكن عبر برامج من شأنها إيجاد فرص عمل وتحسين سبل العيش، مبيناً أنه مع اتساع رقعة الأمان وتعافي الوطن وتحرير معظم المناطق من الإرهاب تعمل مؤسسات ووزارات الدولة على إعادة تأهيل المناطق والخدمات والمؤسسات، مشيراً إلى أنه بفضل هذه الجهود عاد أكثر من ثلاثة ملايين مهجر داخلي إلى منازلهم بعد تحرير مناطقهم من الإرهاب في حلب وريفها وريف الرقة ودير الزور وريف دمشق وحمص واللاذقية.
وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين أكد الوزير مخلوف أنه بإمكان السوريين الموجودين في الخارج العودة بكل أمان وأن ما ينطبق على السوريين الموجودين داخل الوطن ينطبق على من هم خارجه، والجميع تحت سقف القانون وكرامتهم محفوظة، مشيراً إلى أننا نشهد يومياً عودة للسوريين عبر المعابر الحدودية بشكل إفرادي وأحياناً جماعي، كما حصل في القلمون مع العائدين من لبنان مؤخراً.
من جهته أوضح نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد عضو الهيئة أن السوريين الذين غادروا الوطن خلال الأزمة أجبروا على الخروج منه بسبب الإرهاب الذي أصاب مناطقهم، مضيفاً إن الإجراءات الاقتصادية أحادية الجانب المفروضة على سورية أثّرت سلباً على حياة السوريين، ومؤكداً أن أي مساعدات تقدم لسورية يجب أن تكون غير مشروطة.
ودعا المقداد السوريين للعودة إلى وطنهم، مؤكداً أن الحكومة السورية ستسهل عودتهم بكل السبل مع الأمم المتحدة التي تصر كما نحن نصر على أن تكون العودة طوعية وتحفظ الكرامة للجميع.
بدوره دعا عضو الهيئة مدير الإدارة السياسية بالجيش العربي السوري اللواء حسن حسن الحكومات الغربية التي فرضت إجراءاتها القسرية على سورية إلى التراجع عنها بما يساعد السوريين على العودة، وإيجاد فرص عمل من خلال تأمين متطلبات المعامل والمشافي، وهذا يشكل أساساً في تحفيز السوريين للعودة.
سياسياً أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين يخطط لزيارة برلين يوم الـ 18 من آب الجاري لإجراء مباحثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
بدوره أكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان زايبرت أن ميركل وبوتين سيبحثان في الـ18 من آب الجاري المسائل الحيوية للسياسة الدولية بما في ذلك حل الأزمة في سورية والوضع في شرق أوكرانيا، إضافة إلى موضوع الطاقة.
بدوره بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأزمة في سورية وقضايا دولية أخرى.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: إن لافروف وغوتيريس بحثا أجندة الأمم المتحدة مع التركيز بشكل خاص على تسوية الأزمة في سورية وآفاق زيادة فعالية نشاط المنظمة الدولية بما في ذلك الحد من النزاعات وحفظ السلام، وأوضح البيان أن عملية تسوية النزاعات تعتمد بشكل مباشر على استعداد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لاتخاذ جهود مشتركة على أساس القانون الدولي وأهداف وميثاق الأمم المتحدة.
وفي براغ أكد عضو اللجنة الخارجية للتجمع النقابي لتشيكيا ومورافيا وسيلزكو مارتين بيتش أن الانتصار الذي تحققه سورية الآن على الإرهاب هو لكل من يؤمن بالحرية والسيادة والسلام في العالم، وقال: إن النصر النهائي والشامل لسورية على الإرهاب وشيك، وسيمثل ضربة موجعة لـ “إسرائيل” وأحلامها بالهيمنة في المنطقة وللنظام السعودي الذي ينتمي إلى القرون الوسطى، ويقوم الآن بإبادة اليمن، وشدد على أن إرهاب الدولة الذي تمارسه الولايات المتحدة والنظام السعودي وكيان الاحتلال الإسرائيلي تمت هزيمته في سورية، وقريباً سيلقى العدوان التركي المصير ذاته.