أمسية موسيقية ساحرة للعزف على البيانو
دفق حار من المشاعر الناعمة تنتابنا عندما تنطلق الموسيقى، وكما يقال “كن حيث توجد الموسيقى، فالأشرار لا يغنون”، وفي “دار الأسد للثقافة” في اللاذقية قدم طلاب مركز الغوري أمسية موسيقية للعزف على آلة البيانو بإشراف أستاذهم محمد آل السلطان الغوري الذي أنشأ معهد الغوري للفنون واللغات في اللاذقية، وبعد الهجرة إلى كندا أنشأ هناك فرعاً للمعهد وهو يقيم حفلاً سنوياً يقدم فيه الطلاب ثمارهم اليانعة التي نضجت من خلال التعليم والتدريب المكثف، وفي وقفة معه قال: هذه الأمسية للعزف على البيانو، من الأمسيات الدورية لتقوية شخصية ومهارات الطلاب الفنية بكل المراحل وتشجيعهم ودعمهم من قبل الأهل والمجتمع، ومن جانب آخر لإظهار التطور الذي طرأ على مسيرتهم الفنية، بالإضافة إلى عرض المواهب التي يتم تدريبها عبر الدروس الالكترونية من خلال البرنامج الذي أطلقه عام 2013 مركز الغوري، والذي يتخطى الحدود الجغرافية ويتم استخدام تقنيات الانترنت للتواصل مع الطالب وتدريبه. في الواقع الموضوع بحاجة إلى مهارة معينة يمكن اكتسابها كمدرسين، والمطلوب تركيز عالي المستوى لكل التفاصيل والتقنيات وتواجد انترنت بسرعة عالية، ففي البداية، استقبل المجتمع هذه الفكرة باستغراب لكن مع مرور الوقت أصبحت مقبولة والنتائج فيها جيدة جداً، والأمسية كانت فرصة لعرض نتاج هذا العمل.
وعن مشاركة الطلاب في الأمسية قال الغوري: قدم عدد من العازفين معزوفات لمؤلفين عالميين مثل مندلسون، بتهوفن، شوبان، موتزارت، ولبعض المؤلفين الذين لم يسبق أن عزف أحد لهم مثل ستيفن فوستر الذي نعمل على تجديد مؤلفاته وتقديمها، وخلال الحفل كان عدد الطلاب الناشئين والشبيبة على حساب الصغار، والفكرة أن الأطفال لم يمتلكوا كفاءة فنية عالية ليكونوا قادرين على تقديم مثل هذا الحفل على المسرح، أما شروط الانتساب للمركز فتتمثل بـ: التدريب في المركز ليس له شروط إلا امتلاك الطالب آلة للعزف وليس من الضروري بيانو حقيقي وإنما يمكن الاستعاضة عنه بآلة أورغ كهربائي خمسة أوكتاف وليس أقل.
وأضاف الغوري: المركز متخصص بآلة البيانو، والسبب أننا مؤمنون بالاختصاص مثل إيماننا باختصاص الطبيب الذي أنفق سنوات عمره لدراسة اختصاصه بعمق، والمنطق نفسه أسقطناه على عملنا في المركز، ونحن أنفقنا سنوات عمرنا في العزف على آلة البيانو وطرق التدريب عليها بكل تفاصيلها لأنها آلة دقيقة جداً وحساسة وتفوق ما قد يظن البعض أن العزف عليها هو مجرد قراءة للنوتة الموسيقية، وإنما يوجد قراءة بين السطور، وهدفنا الحقيقي هو تخريج عازفين ماهرين وفنانين وليس تخريج طلاب يعزفون معزوفات مشوهة وهذا ليس من أساسيات عملنا.
ثلاث ساعات من السحر والتحليق في فضاء ليس فيه سوى ألحان البيانو يتناوب عليه طلبة متمكنون سعداء تعلو البسمة وجوههم والثقة تثبت أصابعهم وترافق جلال مثولهم أمام جمهور غفير قدموا أروع المعزوفات، وعن الأمسية قالت الأستاذة في المركز قمر طويل: يقيم مركز الغوري مثل هذه الأمسية كل سنتين يكون الطالب قد حقق من خلالها مستوى عال من التدريبات والتمارين، ولا نستطيع إقامة أمسية كل سنة لأنها تتطلب تحضيرات كثيرة. وقد رافق الأمسية عرض فيديوهات قصيرة مدة كل واحد خمس دقائق تلخص عمل المركز بفرعه الأول في اللاذقية والثاني في كندا، وتم تقديم شهادات أو ما يمكن تسميتها بجائزة استحقاق بالإضافة إلى ميداليات من كندا.
وأضافت: أعطيت دروس عزف عبر الانترنت وبعد هذه السنوات هناك طلاب حققوا نتائج جيدة مع أنه لم يكن متوقعا الحصول عليها بسبب صعوبة إعطاء هذه الدروس، إلا أن الطلاب وجدوها مريحة وحلا مناسبا للتدريب على البيانو، ونحن كأساتذة دورنا الأساسي هو تصحيح الأخطاء والانتباه إلى موقع اليدين، وأتمنى من خلال هذا الحفل أن يشعروا بالفخر بعد مضي الكثير من الوقت. وعن بعض المعزوفات قدمت سيلين بشور “18 سنة” معزوفة لشوبان ومجموعة من الأغاني القديمة من توزيعها، أما ليال “15 سنة” فاختارت مؤلفات مندلسون، وقدم آغوب “17 سنة” بعض المعزوفات الأرمنية، وطارق “16 سنة” معزوفة لبتهوفن، وأضافت سيلفانا بعض المعزوفات لبتهوفن وشوبان.
جمان بركات