“الإشراف على التأمين” تعاود نشاطها التثقيفي.. عمل الاكتوراي احترافي بحت ولا وجود لسوريين متخصصين به
دمشق – فاتن شنان
افتتحت هيئة الإشراف على التأمين أولى ندواتها التثقيفية ضمن الاثنين التأميني بندوة تحت عنوان “دور مقدمي الخدمات التأمينية في قطاع التأمين”، بعد انقطاع دام لأكثر من شهرين، وذلك لأسباب متعددة، أهمها إعادة النظر في المحاور والمواضيع المستهدفة، ورسم استراتيجية جديدة تنهض بالوعي التأميني لدى المجتمع، وقد عزا نائب مدير عام الهيئة ومدير مقدمي الخدمات عادل خضر اختيار هذا المحور نظراً لـ”اللبس” الحاصل بين مفهومي “مقدمي ومزودي الخدمات”، إذ يعد مقدمو الخدمات التأمينية عصب العملية التأمينية ومحورها، ولا يمكن أن تمارس شركات التأمين أو أن تتم أية عملية دون عملهم، بينما المزودون هم بمنزلة هيكل العملية التأمينية.
لا تداخل
وبين خضر أن كل عنصر من مقدمي الخدمة يختص بعمل معين، نافياً وجود تداخل بين مهامهم وآليات عملهم كما هو شائع، فمنهم من يبدأ عمله مع بداية العملية التأمينية، وبعضهم يمارس دوره خلال دورة حياة عقد التأمين، معتبراً أنهم بمثابة الضابط والراعي لأعمال شركات التأمين.
فروقات
وعرض خضر خلال الندوة تعاريف لكل عنصر من مقدمي الخدمات، والبالغ عددهم ثمانية عناصر، إلى جانب مهام وآليات عمل كل منهم، وحاول خضر توضيح الفروق فيما بينهم، ولاسيما أن الخلط الكبير بين عمل وكيل ووسيط التأمين، إذ إن الأول يعمل لصالح شركة التأمين ومعتمد من قبلها، ومخول بتسويق وبيع وثائق التأمين ويبلغ عددهم 123 وكيلاً مرخصاً، أما الأخير فهو الشخص المخول بالتباحث مع شركة التأمين نيابة عن طالب التأمين إن كانت شركة أو أفراداً لإجراء وإتمام عقد التأمين، مقابل أجر يتقاضاه من الجهة المعتمد لديها، ويشترط في ممارسة عملهم حصولهم على الترخيص من الهيئة، لافتاً إلى وجود 3 أشخاص فقط يعملون بصفة وسيط تأمين. أما مستشارو التأمين والبالغ عددهم ستة مستشارين، فأكد خضر أن مهمتهم تنحصر بمعاينة الممتلكات المطلوب التأمين عليها ودراستها وتقدير الاحتياجات التأمينية لها، إضافة لدورهم في تحديد نوع التأمين وحدوده في ضوء الكشف عليها، إلى جانب تحديدهم للحد الأقصى للخسارة المحتملة عند تحقق الخطر.
لا أثر سلبي
وأوضح خضر في تصريح خاص لـ”البعث” أهمية العلم الاكتواري الذي تستند إليه شركات التأمين بتسعير منتجاتها التأمينية، مشيراً إلى أنه عمل احترافي بحت يحتاج لدرجة عالية من العلم والمعرفة والتخصص بعلم الرياضيات، ويمكن اعتباره من أكثر الأعمال صعوبة ومهنية؛ ولذلك أعداد المختصين بهذا العلم قليلة ومحدودة بشكل عام، وأن متطلبات الترخيص لهم تتسم بالدقة وتتناسب مع خصوصية عملهم. وبالرغم من وجود أربعة اكتورايين فقط من جنسية لبنانية متعاقدين لدى الهيئة، إلا أن قلة عددهم ليس لها أثر سلبي على عمل التأمين بحسب خضر، وذلك لعدم حاجة الشركات لعملهم بشكل دائم، إذ يرتبط عملهم بتسعير المنتجات ودراسة الأخطار وتقييمها فقط، أما فيما يتعلق بوسطاء التأمين فأكد خضر أن قرار الهيئة حول فتح باب الترخيص لشركات الوساطة سيكون له أثر كبير على زيادة عدد الوسطاء والبالغ حالياً أربعة وسطاء فقط، وذلك من خلال إتاحة مجال الترخيص وفق القرار لشخصيات اعتبارية وشركات على خلاف ما كان يعمل به في السابق لجهة حصر الترخيص بالأفراد فقط، مشيراً إلى وجود عروض قيد الدراسة لدى الهيئة لشركات محلية تسعى للحصول على الترخيص.