رياضةصحيفة البعث

عادة مستمرة تنهك كرة الانكليز.. المدربون الأجانب غزوا ملاعبهم.. والنتائج تدافع عنهم

 

انطلق الدوري الانكليزي لهذا الموسم بطموحات الأندية الكبيرة، وأحلام الأندية الصغيرة، فالمستحيل لم تعد كلمة يعرفها هذا الدوري بعد إنجاز ليستر سيتي عام 2016، وكالعادة ينصبّ الاهتمام الإعلامي والجماهيري بالأندية الستة الكبار، ولكن الملاحظ هذا العام ظاهرة بدأت منذ 25 عاماً واستفحلت اليوم، مدربون أجانب غزوا الأندية الانكليزية، وصنعوا أمجادهم، وتركوا بصمتهم على الأندية التي تعاقبوا عليها.
وسيحاول القادمون الجدد من المدربين الأجانب ترك انطباع مؤثر عن سنتهم الأولى، أوناي ايمري مدرب أرسنال، وماركو سيلفا مدرب ايفرتون، وماوريتسيو ساري مدرب تشيلسي، فيما يسعى باقي المدربين الأجانب إلى تحسين مواقعهم، والعودة إلى منصات التتويج، وخاصة في الفرق الكبرى، كجوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد، ويورغن كلوب مدرب ليفربول، بينما سيؤكد بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي على أحقية فريقه بالتتويج ببطولة الدوري، وغيرها من البطولات.
ويضم الدوري الانكليزي الممتاز أكثر من 15 مدرباً أجنبياً أبرزهم: (غوارديولا، ومورينيو، وكلوب)، بينما اعتمدت 4 فرق فقط على مدربين انكليز: (كارديف سيتي، بيرنلي، كريستال بلاس، بورنموث)، في إشارة واضحة لتزايد عدد المدربين الأجانب بشكل مستمر، ففي موسم 2014 مثلاً كان هناك 10 مدربين فقط.
ويتصدر المدرب الهولندي غوس هيدينك مدرب تشيلسي السابق قائمة أفضل خمسة مدربين أجانب في تاريخ البطولة، يليه البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب تشيلسي السابق أيضاً، ثم التشيلي مانويل بيلليغريني مدرب مانشستر سيتي السابق، وفي المركز الرابع الايطالي كارلو أنشيلوتي عندما كان مدرباً لتشيلسي، وأخيراً الايطالي الآخر روبرت مانشيني المدرب السابق لمانشستر سيتي، طبعاً روعيت بهذا الترتيب نسبة فوز المدرب، وإنجازاته مع ناديه.
وأشار نجم مانشستر يونايتد، ومدربه السابق رايان غيغز إلى وجود عدد مبالغ به من المدربين الأجانب في الدوري، ما يؤثر سلباً على فرص المدربين البريطانيين، مؤكداً أنه من المهم حصولهم على الفرصة المناسبة، قائلاً: هناك العديد من المدربين الأجانب الرائعين في الدوري الانكليزي، ولكن يبقى هناك عدد كبير من المدربين البريطانيين الرائعين خارجه.
والمثير للهلع أنه منذ فوز ليدز يونايتد ببطولة الدوري مع المدرب الانكليزي هوارد ويلكنسون عام 1992، ظلّ الدوري بعيداً عن أيدي أبناء جنسيته، فلم يستطع أي مدرب انكليزي مذذاك تحقيق هذا الإنجاز.
ورغم فشل بعض المدربين الأجانب مع أنديتهم خلال الموسم الماضي في حصد بطولات خارجية، إلا أنهم مازالوا يسيطرون على المراكز الأولى لجدول ترتيب الدوري، في ظلّ ابتعاد المدربين الانكليز عن المنافسة على اللقب، حتى إن الموسم الماضي انتهى دون وجود أي مدرب انكليزي في أول 10 مراكز لأول مرة في تاريخ البطولة.
وظلّت نسبة حضور المدرب المحلي في البطولة تتقلص مع مرور المواسم، في ظل تألق الأجانب، لدرجة جعلت المنتخب نفسه يستنجد بمديرين فنيين أجانب للمرة الأولى في تاريخه عام 2001 بعد تعيين السويدي زفين اريكسون كمدير فني للمنتخب.
وترى بعض الصحف الانكليزية أن المشكلة الأهم هي انتقال ملكية النوادي الانكليزية، وبخاصة العريقة منها، إلى رجال أعمال أجانب، متناسين النتائج الجيدة التي حققها المدربون الأجانب، أي أن القدرات المالية الضخمة لانتداب مدربين ولاعبين نجوم، وعدم قناعة رؤساء الأندية بأن المدرب الانكليزي ارتقى إلى مستوى الدوري الممتاز، هما السببان الرئيسان بهذه الظاهرة.

سامر الخيّر