الصفحة الاولىصحيفة البعث

قمة كورية ثالثة لإنهاء الحرب رسمياً

 

أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده للقاء الرئيس الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون في المستقبل القريب لمناقشة أهم القضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية، فيما أكد الرئيس الكوري الجنوبي، مون جيه إن، أن القمة المقبلة بين الكوريتين، التي ستعقد في بيونغ يانغ الشهر المقبل، ستكون فرصة لـ”مبادرة جريئة” من أجل إنهاء الحرب الكورية رسمياً.

وأكد مون، خلال حضوره فعالية إحياء الذكرى السنوية الـ73 ليوم استقلال كوريا والذكرى السنوية الـ70 لتأسيس الحكومة الكورية الجنوبية، أنه “سيقوم مع نظيره الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون بمبادرة جريئة لإعلان انتهاء الحرب وإبرام معاهدة سلام بين الكوريتين”، وأضاف: “إن غياب الثقة العميق لدى كل من الكوريتين يجب أن يزول للتوصل إلى اتفاقات”، مشيراً إلى أن “تحسّن العلاقات بين الكوريتين ليس من الفوائد الثانوية لعلاقات أفضل بين الولايات المتحدة وبيونغ يانغ”. وعرض مون رؤيته لتعاون اقتصادي مع كوريا الديمقراطية بعد إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، مؤكداً أن التحرير الحقيقي لا يتم إلا بإنهاء الانقسام، وقال: “يجب أن نتجاوز الانقسام من أجل بقائنا ورخائنا”، لافتاً إلى أن “الاستقلال الحقيقي هو إحلال السلام بين الكوريتين وإنشاء المجتمع الاقتصادي الموحد بينهما”.

وأشار إلى أنه يعتزم إنشاء منطقة اقتصادية خاصة في كل من إقليمي كيونغكي وكانغوون الحدوديين مع كوريا الديمقراطية بعد تخفيف التوتر العسكري، معتبراً أن ذلك من شأنه أن يسهم في خلق العديد من فرص العمل، ويمكّن الشركات الصغيرة والمتوسطة من تحقيق نمو مذهل.

واقترح مون إنشاء مجتمع السكك الحديدية الذي سيشمل دول شمال شرق آسيا “الكوريتين واليابان والصين وروسيا ومنغوليا”، مؤكداً أن هذا المجتمع سيوسع آفاق كوريا الاقتصادية، وسيسهم في الازدهار المشترك لشمال شرق آسيا، وسيؤدّي إلى إنشاء مجتمعي الطاقة والاقتصاد، ووضع نقطة بداية لنظام سلام وأمن متعدد الأطراف في هذه المنطقة.

واتفقت الكوريتان على عقد لقاء قمة بين رئيسي البلدين في أيلول المقبل في العاصمة الكورية الديمقراطية.

بدورها رحّبت الصين بالقمة المقبلة، معربة عن تطلعها لتحقيق نتائج إيجابية، وقال لو كانغ المتحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان صحفي: إن “الصين ترحّب بالاتفاق، وتثني على الجهود المبذولة من الجانبين للوصول إلى هذه النقطة”. وأضاف: “إن الصين وباعتبارها جارة قريبة سعيدة لرؤية ودعم الاتصال والحوار بين شمال وجنوب شبه الجزيرة الكورية إلى جانب بذل الجهود لتنفيذ إعلان بانمونجوم وتحسين وتعزيز التصالح والتعاون.

كما تأمل الصين بانعقاد القمة في سلاسة وأن تجني نتائج إيجابية.. وتعتقد بأن الجهود ستساعد في المضي قدماً في عملية نزع السلاح النووي والحل السياسي لقضية شبه الجزيرة الكورية”.

وكان رئيسا الكوريتين عقدا قمتين في نيسان وأيار الماضيين، وأكدا خلالهما عزمهما على افتتاح عصر جديد للسلام المستدام والمصالحة بين البلدين ووضع حدّ للحرب في شبه الجزيرة الكورية وإنهاء عهد الانقسام والمواجهة في أسرع وقت ممكن.

من جهة ثانية، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده للقاء الرئيس الكوري الديمقراطي في المستقبل القريب لمناقشة أهم القضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية.

وقال بوتين في برقية بعثها للرئيس كيم بمناسبة الذكرى الـ73 لتحرير كوريا من الاحتلال الياباني: إن “الإجراءات المشتركة لروسيا وكوريا الديمقراطية وكوريا الجنوبية ستكون قادرة على مواصلة تطوير التعاون الذي يحمل المنفعة المتبادلة بدءاً من تنفيذ المشاريع الثلاثية”.

واحتلت اليابان شبه الجزيرة الكورية سنة 1910 وانتهى بتاريخ 15 آب 1945 بعد استسلام الامبراطورية اليابانية لقوات التحالف.