روسيا تدعو إلى المساعدة في عودة المهجّرين: تصريحات مفوض شؤون اللاجئين سخيفة
وسط أجواء الضجيج الإعلامي، ومحاولات بعض المنظمات الإنسانية ترهيب المهجرين السوريين خارج الحدود وتحذيرهم من العودة إلى وطنهم وذلك للاستمرار في المتاجرة بمعاناتهم، سخرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من تصريح المفوض الأممي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي حول الخطر المزعوم الذي يواجه المهجرين السوريين الراغبين في العودة إلى بلدهم ووصفته بـ السخيف، لافتة إلى أن المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية تتعامل بازدواجية بهذا الشأن، داعية الأمم المتحدة إلى الإسهام بعودة المهجرين إلى وطنهم دون تسييس، وأكدت أن الأمم المتحدة تدعم حملة التضليل الإعلامي حول “الخوذ البيضاء” ومحاولات الترويج لها بوصفها منظمة إنسانية، وهي في حقيقة الأمر مجرد أداة لحرب دعائية هجينة ضد سورية . وفيما دعت وزارة الخارجية الروسية الاتحاد الأوروبي إلى المساعدة على إعادة المهجرين إلى وطنهم، ولفتت إلى أن الحكومة السورية تعمل بنشاط على تهيئة ظروف عودتهم، أكد لبنان أن عودة المهجرين ممكنة وظروفها متوافرة.
وفي التفاصيل، أشارت زاخاروفا في إحاطة إعلامية أمس نقلتها وكالة سبوتنيك إلى وجود أنباء حول مشاركة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إجلاء مجموعة كبيرة من عناصر “الخوذ البيضاء” الإرهابية من سورية الذين يقدمون أنفسهم كمنظمة إنسانية، وهم في الحقيقة أدوات لحرب إعلامية دعائية هجينة تشنها عدد من الدول على سورية، وأكدت أن السبب وراء تهريب عناصر من “الخوذ البيضاء” الإرهابية هو تورطهم في الحملة الدعائية المضللة حول الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في سورية.
كما أعلنت زاخاروفا أن روسيا تعتبر مشاركة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في عملية عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم “أمراً سابقاً لأوانه” مشيرة إلى أن موقف إدارة المفوض الأممي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي حول ضرورة تحقيق شروط سياسية معينة لعودة المهجرين تثير تساؤلات كثيرة لدينا. وسخرت من تصريح غراندي حول الخطر المزعوم الذي يواجه المهجرين السوريين الراغبين في العودة إلى بلدهم ووصفته بـ “السخيف”، لافتة إلى أن المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية تتعامل بازدواجية بهذا الشأن من خلال مسارعتهم إلى المشاركة بعملية تهريب عناصر منظمة “الخوذ البيضاء” ورفضهم المشاركة في عودة المهجرين السوريين بموجب ذرائع واهية.
ودعت زاخاروفا مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى الإسهام بعودة المهجرين السوريين إلى وطنهم دون تسييس هذه العملية، مبينة في الوقت ذاته أن الوضع في سورية على الأرض يسير نحو الاستقرار والتحسن بشكل ثابت بفضل عمليات الجيش العربي السوري الناجحة ضد الإرهاب.
من جهة أخرى أكدت زاخاروفا أن روسيا تتخذ التدابير اللازمة لضمان أمنها بكل الوسائل المتاحة بما فيها السياسية والدبلوماسية والعسكرية، مشيرة إلى أن ميزانية الدفاع الأمريكية الجديدة تحدد مسار واشنطن نحو الهيمنة في العالم.
وفي وقت لاحق دعت وزارة الخارجية الروسية الاتحاد الأوروبي إلى المساعدة على إعادة المهجرين السوريين إلى وطنهم، وقال ممثل الوزارة نيقولاي بورتسيف خلال اجتماع مشترك لوزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين: إن مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف أبلغ المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية والهجرة والمواطنة في الاتحاد الأوروبي ديميتريس أفراموبوليس بأن دعم مبادرة روسيا لإعادة المهجرين إلى وطنهم يصب في مصلحة الاتحاد الأوروبي، وأضاف: إن عودة المهجرين السوريين تصب في مصلحة الاتحاد الأوروبي، حيث ستقلل العبء السياسي والمالي المرتبط بإقامتهم ليس فقط في دول الاتحاد الأوروبي، ولكن أيضاً في الدول المجاورة لسورية، مشيراً إلى أن استخدام الأموال التي تخصصها المفوضية الأوروبية لاستقبال المهجرين يمكن إعادة توجيهه للمساعدة في إعادة من لديه الرغبة بالعودة إلى سورية.
ولفت بورتسيف إلى أن أغلبية المهجرين السوريين في الأردن مستعدون للعودة إلى وطنهم بمجرد تهيئة الظروف المناسبة للمعيشة وأن الحكومة السورية تعمل بنشاط على تهيئة هذه الظروف.
وفي بيروت أكدت وزارة الخارجية اللبنانية أن عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم ممكنة وظروفها متوافرة، مشددة على أن الوضع في سورية أصبح مستقراً في الكثير من المدن والمحافظات السورية، وأشارت الوزارة في بيان لها إلى أن كلام فيليبو غراندي المفوض السامي لشؤون اللاجئين الذي يعارض عودة اللاجئين في الظروف الحالية يجافي الحقيقة، وقالت: إن شروط عودة المهجرين السوريين الآمنة والكريمة توافرت أكثر من أي وقت مضى، والخارجية اللبنانية تتطلع إلى العمل مع المفوضية لوضع مسألة عودة المهجرين على طريق الحل النهائي والمستدام.
من جهة ثانية أكد رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان نجيب جبرائيل أن صمود سورية في مواجهة الإرهاب أنقذ المنطقة بأكملها، وقال: إن سورية حققت نصراً ساحقاً على الإرهاب بسبب تماسك شعبها وجيشها وقيادتها، مضيفاً إن ما تتعرض له سورية هو حرب شرسة من قبل قوى عدائية دولية ولولا صمودها وانتصارها على قوى التكفير والظلام لتعرضت مصر لضربة قوية من جانب الإرهاب، وشدد جبرائيل على وحدة الصف بين سورية ومصر في مواجهة أعداء المنطقة وضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين.
وفي براغ أكد وزير الخارجية التشيكي يان هاماتشيك أن الوزارة لا تخطط لإجراء أي تغييرات في السفارة التشيكية في دمشق، وأوضح هاماتشيك في تصريح له لدى السفارة الكثير من الأعمال، وهي تنجزها بشكل جيد، وهذا ما يزعج البعض، مشدداً على أن المطالبة بسحب السفيرة ايفا فيليبي من دمشق ليست في مصلحة تشيكيا ولا في مصلحة حلفائها، بل على العكس وجودها يخدم هذه المصالح.