ترمي إلى الاستحواذ على السوق المحلية والمجاورة.. الشركة العامة للكبلات تضع رؤيتها للسنوات الخمس القادمة
في الوقت الذي ظهرت فيه أغلب شركات القطاع العام مهمشة وعاجزة عن النهوض والمساهمة في إنعاش الاقتصاد الوطني والخروج به من حالة الإنهاك بعد سنوات الحرب، أخذت الشركة العامة للكبلات منحى مختلفاً من خلال مجموعة خطوات اتخذتها مؤخراً، وبدا أنها ستؤدي دوراً مهماً يعوّل عليه في مرحلة إعادة الإعمار.
أرباح
تعمل الشركة اليوم بكامل خطوط إنتاجها، وتنفذ خططها الاستثمارية والتسويقية والإنتاجية بشكل جيد وحسب المتاح، وذلك لكبح الاحتكار وزيادة الأسعار عن الحد الطبيعي، وبين مدير الشركة عبد القادر القدور أن الشركة تستخدم في صناعة منتجاتها آلات متطورة حديثة، وتسعى دائماً لتطوير خطوط الإنتاج وتحديثها لمواكبة التطورات العالمية لهذه الصناعة، وأكد القدور أن الشركة مجهزة بأحدث الأجهزة المخبرية اللازمة لفحص المواد الأولية ولإجراء الاختبارات على المنتجات النهائية والنصف مصنعة، واستطاعت الشركة تحقيق أرباح في العام الماضي تجاوزت الـ 337.4 مليار ليرة حيث أنتجت 5354 طناً من منتجاتها المختلفة بقيمة أكثر من 347.16 مليار ليرة وباعت 5601 طن، كذلك أنتجت الشركة خلال النصف الأول ما يقدر بـ5 مليارات مقدرة أرباحها خلال هذه الفترة بنحو 170.1 مليون ليرة.
عقود ورؤية
وكباقي الشركات وضعت شركة الكبلات خططاً ومشاريع لمرحلة إعادة الإعمار وبدأت بإنجاز قسم منها، حيث تم استبدال آلة سحب ألمنيوم كبيرة بطاقة شهرية /135/ طناً وشراء وتركيب آلة سحب ألمنيوم متوسط بطاقة إنتاجية /50/ طناً شهرياً، إضافة إلى التعاقد على آلة سحب وعزل خاصة بإنتاج الكبلات الهاتفية /50/ طناً شهرياً وهي قيد التوريد، وأضاف القدور أنه تم التعاقد على آلة سحب نحاس متعددة 14 خطاً بطاقة إنتاجية /100/ طن شهرياً، وعلى آلتي جدل شعري بطاقة إنتاجية /100/ طن وكذلك التعاقد على آلة عزل /90/ بطاقة إنتاجية /100/ طن قطر من 6 مم لغاية 45 مم، من جهة أخرى وضعت الشركة رؤيتها للسنوات الخمس القادمة والتي تركزت على الاستحواذ على السوق المحلية والمجاورة عبر تطوير وتوسيع خطوط التوتر المنخفض وإمكانية إحداث معمل لإنتاج حبيبات البلاستيك وإنتاج كبلات معزولة ذات التوتر المتوسط، وإمكانية إحداث معملي صهر وإنتاج قضبان الألمنيوم والنحاس بدلاً من استيرادها بالقطع الأجنبي ودعم الليرة السورية، إلى جانب إنعاش مشروع صناعة الكبلات الضوئية بالتعاون مع وزارة الاتصالات، إضافة إلى ما تعمل عليه الشركة لتحديث وتطوير الآلات والخطوط الإنتاجية القديمة وإزالة نقاط الاختناق وذلك لتلبية حاجات السوق المحلية والعربية ورفع الطاقات الإنتاجية وتنوع الإنتاج ورفع مستوى الجودة لتلائم التطور العالمي لهذه الصناعة، وزيادة الإيرادات إلى 22 مليار ليرة والأرباح إلى أكثر من 10 مليارات بنهاية 2022 في حال تم تنفيذ هذه المشاريع.
منافسة للمنتج المحلي
استطاعت الشركة إنجاز العديد من الأعمال خلال العام الماضي والتي وفرت الجهد والوقت وقللت الهدر وساهمت في الوقت نفسه بتطوير العمل، برأي رفيق علوني رئيس الاتحاد المهني لنقابات عمال الصناعات المعدنية والكهربائية، فقد تم تصنيع آلة تفريغ براميل مع حاضن لمادة البتروجيلي وتصنيع عداد متري دقيق للكبلات وتحديث ثلاثة آلات وتحويلها من نظام التغذية الكهرباء D.C إلى AC لعدم توفر القطع التبديلية إلى جانب تطوير ثلاثة لفات من قياس 630، وتحدث علوني عن جملة من المشاكل التي تقف في طريق عمل الشركة أهمها مشكلة تأمين المواد الأولية وفي حال توفرها لا يكون بالسرعة المطلوبة، كذلك فإن فتح الاعتمادات بشكل جزئي، والحصول على الموافقة المسبقة من الوزارة ومن لجنة القطع الأمر الذي يستغرق وقتاً طويلاً ويؤثر بشكل سلبي على عمل الشركة؛ لذا من الضروري إعفاء المواد الأولية ومدخلات الإنتاج من الموافقة المسبقة بالإعلان من الوزارة وكذلك لجنة القطع حيث تستغرق هذه العملية وقتاً طويلاً ما يؤدي إلى تأخر وصول المادة في الوقت المناسب.
تخصيص
ودعا علوني إلى ضرورة تخصيص الشركة بالقطع اللازمة للمواد الأولية ومستلزمات الإنتاج منذ بداية العام لكامل الخطة وإجراء مسابقة لتعيين يد عاملة جديدة، والعمل على إلزام كافة الوزارات بتسديد ديونها من شركات ومؤسسات القطاع العام والإعفاء من الرسوم والضرائب المفروضة على المواد الأولية ومدخلات الإنتاج أو تخفيضها للحد الأدنى ليتم تحقيق العدالة والمنافسة للمنتج الوطني، والتأكيد على بلاغ رئاسة مجلس الوزراء بتأمين احتياج القطاع العام من المواد التي يوزعها هذا القطاع وعدم تلزيم هذه المواد لمتعهدين إلا بعد اعتذار شركات القطاع العام، وإصدار تعميم جديد بخصوص تأمين الكبلات من شركتي دمشق وحلب.
ميس بركات