فلسطين: مخططات الاستيطان الجديدة إعلان حرب
اقتحم عشرات المستوطنين، أمس، بحماية قوات الاحتلال، المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمال مدينة نابلس بالضفة الغربية، وطالب وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني يوسف ادعيس المجتمع الدولي بتحرّك عاجل لوقف اعتداءات قطعان المستوطنين المتواصلة على المقدسات العربية والفلسطينية مندداً بالاقتحامات الاستفزازية التي ينفذها المستوطنون الإسرائيليون بحماية من قوات الاحتلال، فيما هدمت جرافات الاحتلال بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، وللمرة الـ132، منازل الفلسطينيين وخيمهم في قرية العراقيب الواقعة في منطقة النقب بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وشردت أبناءها، بينما اعتقلت قوات الاحتلال عدداً منهم بذريعة التصدي لها خلال عمليات الهدم.
ويؤكد أهالي قرية العراقيب استمرارهم بمعركة الصمود على أراضيهم وإعادة بناء منازلهم ونصب الخيم مجدداً، مشددين على رفضهم لمخططات سلطات الاحتلال التي هدمت عشرات القرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 بهدف تشريد أهلها ومصادرة أراضيهم التي تقدر مساحتها بمئات آلاف الدونمات وذلك ضمن مخططها لتهويد هذه القرى.
ومجدداً، أكدت الحكومة الفلسطينية أن مخطط سلطات الاحتلال الإسرائيلي الجديد لإقامة 20 ألف وحدة استيطانية في القدس المحتلة يمثل إعلان حرب على المدينة ومعالمها، وقال المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود: “إن مخطط سلطات الاحتلال الجديد لإقامة هذا العدد الكبير من الوحدات الاستيطانية في القدس المحتلة عاصمة فلسطين الأبدية يشكل عدواناً جديداً يضاف إلى دائرة العدوان المستمر على المدينة المقدسة وإعلان حرب على وجودها وعلى معالمها العربية والإسلامية ومحاولة لطمس تلك المعالم”.
وحملت الحكومة الفلسطينية الإدارة الأمريكية مسؤولية استمرار تصعيد سلطات الاحتلال الممنهج والمدروس في التوسع الاستيطاني بما يؤدي إلى تقويض قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس المحتلة.
من جهتها، طالبت الخارجية الفلسطينية مجلس الأمن الدولي بالتحرك الفوري لوقف عمليات الاستيطان الإسرائيلي، وانتقدت تقاعس المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالاستيطان وخاصة القرار 2334 لعام 2016 الذي يطالب الاحتلال بوقف فوري لكل عمليات الاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتقصير المجتمع الدولي أيضاً في وضع حد لانتهاكات سلطات الاحتلال للقانون الدولي، الأمر الذي يشجعها على مواصلة جرائمها بحق الفلسطينيين ومواصلة عمليات الاستيطان وخاصة في القدس المحتلة ضمن مخططها لتهويد المدينة المقدسة.
وكانت سلطات الاحتلال أعلنت، أول أمس، عن مخطط لإقامة 20 ألف وحدة استيطانية في القدس المحتلة ضمن خططها لتهويد المدينة المقدسة في انتهاك لقرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016 الذي يطالب الاحتلال بوقف فوري لكل عمليات الاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في سياق متصل، أكد المطران عطا اللّه حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس أنّ القدس عاصمة فلسطين والتي كانت عاصمة لفلسطين وستبقى على الرغم من كل الإجراءات الاحتلالية الغاشمة والإجراءات الأمريكية الجائرة، ورأى، خلال استقباله وفداً من أبناء الرعية الأرثوذكسية من الزبابدة وطوباس وبرقين، أنّ زيارتهم تأتي تأكيداً لهذا الموقف المبدئي، قائلاً: “انتماؤنا سيبقى للقدس وستبقى القدس عاصمتنا الروحية والوطنية وستبقى فلسطين وطننا الذي نسكن فيه بأجسادنا ولكنه ساكن في قلوبنا وفي عقولنا وفي ضمائرنا”.
وأضاف: “إنّ المسيحيين الفلسطينيين يفتخرون بانتمائهم للمسيحية المشرقية الحقة التي بزغ نورها من هذه الأرض المقدسة”، وتابع: “نحن مسيحيون وسنبقى كذلك مفتخرين بانتمائنا للكنيسة الأولى ومتشبثين بتراثنا الروحي، كما أننا نفتخر بانتمائنا لفلسطين أرضاً وقضية وشعباً وتراثاً وانتماءً وأصالةً”، وتوجّه للوفد قائلاً: “كونوا على قدر كبير من الوعي والحكمة والرصانة والاستقامة فهنالك من يتربصون بنا ويخططون لتهميشنا وإضعافنا والنيل من انتمائنا لهذه الأرض”، وتابع: “أوقافنا تسرق منا وإنّ استهداف الأوقاف هو استهداف لوجودنا ومن يسرقون أوقافنا لا يريدون الخير لنا وهم ذاتهم المتآمرون على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”، وأوضح أنّ الذين يسرقون الأوقاف هم ذاتهم الذين يستهدفون المقدسات والأوقاف الإسلامية. واختتم قائلاً: “كلنا مستهدفون لأننا فلسطينيون ننتمي لهذه الأرض ويراد لنا أن نتحوّل إلى ضيوف في وطننا ونحن نقول بأن الفلسطيني ليس ضيفاً في وطنه بل هو ابن أصيل لهذه البقعة المقدسة من العالم وسنبقى ملتصقين بهذه الأرض وستفشل كافة المؤامرات الهادفة إلى تمرير “صفقة القرن” المشؤومة، كما غيرها من الصفقات والمشاريع الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية”، مضيفاً: “في فلسطين لا توجد أقلية أو أكثرية، وإنما هناك شعب واحد يناضل من أجل الحرية”.