أيمن زيدان يوثق” تفاصيل” طفولته وصباه
لأن الكتابة بالنسبة له ليست قراراً بل لحظة إلهام تباغت وتفاجئ صاحبها فتملي عليه ما يخطه على الورق أوضح الفنان أيمن زيدان على هامش حفل توقيع كتابه الثالث “تفاصيل” في معرض الكتاب الذي أقيم مؤخراً في مكتبة الأسد الوطنية بأنه ليس كاتباً محترفاً، وهو يحاول أن يعبر عما تجول به روحه من خلال الكتابة التي يلجأ إليها على الرغم من انشغالاته الفنية الكثيرة.
وبعيداً عما هو متخيل أشار زيدان إلى أن كتابه “تفاصيل” الصادر عن مؤسسة سوريانا مؤسسة سوريانا للإعلام والإنتاج الفني، يعبّر عبر 103 صفحات من القطع المتوسط، عن تجربة ذاتية حقيقية، وهو شبه توثيق لحياته الشخصية توقف فيه عند محطات من حياته وبعض اللحظات المسروقة من تفاصيل الطفولة وبدايات الشباب، منوهاً إلى أنها محطات مهمة تلقي الضوء على فترة يستطيع القارئ من خلالها أن يستشف الزمن التاريخي وحال الأسرة البسيطة بأحلامها وكل التحديات التي واجهتها في تلك الفترة، معتقداً أن فيها رصداً لتفاصيل يمكن أن تعبر عن غالبية الأسر المتوسطة التي توجهت من الريف إلى المدينة وما واجهته من تحديات، موضحاً أنه اختار من هذه التفاصيل الكثيرة ما هو أكثر تأثيراً وقد اختار منها ما ينتقل من المستوى الشخصي إلى المستوى العام بحيث يقرأ القارئ الكتاب لا ليعرف من هو أيمن زيدان وإنما لقراءة تفاصيل تعبر عن مرحلة تاريخية كاملة (بتفاصيلها وشخصياتها).
وما بين الكتاب الأول لزيدان “أوجاع” الصادر عام 2015 والثاني ” ليلة رمادية” بيّن أن الأول كان مجموعة قصص قصيرة من مخيلته الشخصية تنتمي لفترة الأربعينيات، في حين تحدث في كتابه الثاني “أوجاع” وعبر مجموعة من القصص عن ارتدادات الحرب ليوثق في كتابه الثالث “تفاصيل” لحظات تخصه مستمدة من طفولته وصباه وبداية دخوله العمل الفني وقد جاء في مقدمة الكتاب على لسانه: “تفاصيل.. لوحة حياة غادرها معظم أبطالها وهجرتها الأزقة والدروب.. وما تبقى منها سوى الحنين” ولم ينكر زيدان غلبة الحزن على ما يكتبه انطلاقاً من أن هذا الزمن ليس جديراً بالفرح: “وقد أرخت الحرب بظلالها على أحلامنا وحياتنا ولهذا فإن الكاتب يجب أن يكون صادقاً وحقيقياً على المستوى الوجداني حيث الفرق كبير برأيه بين الأمل والوهم، متمنياً أن يكون في الحياة عناوين كثيرة للفرح حتى يرصدها ويكتب عنها مع تأكيده على أن السوريين رغم الحرب ما زالوا يحبون الحياة ويمارسونها ثقافة.
أمينة عباس