رياضةصحيفة البعث

رياضات غريبة وبعيدة عن المنطق.. هل تدخل الألعاب الشعبية نطاق الاولمبياد يوماً ما؟

 

 

تمثّل الرياضة سفيراً ثقافياً لأي بلد إلى باقي أنحاء المعمورة، فالكاراتيه مرتبطة باليابان، وكرة السلة بأمريكا، وألعاب القوة باليونان القديمة، ومع مرور الوقت أصبحت أغلب الرياضات ذات طابع تجاري ولو ضمنياً، ولكن بقيت هناك أنواع مختلفة من الرياضات، إن صح التعبير، تمارس بشكل شعبي تقليدي ضمن مظاهر كرنفالية، وأحياناً ترتبط بمهرجانات سنوية أو عالمية، وسنتحدث بإيجاز عن أميزها وأكثرها غرابة، ربما بانتظار تحقيق حلم ممارسيها بإقامة بطولات عالمية لها، وربما دخولها للاولمبياد.
فلعبة قصبة الركل الأكثر شعبية، حيث يقوم كل لاعب بركل قصبة ساق غريمه حتى يقع أرضاً، وظلّت هذه الرياضة تمارس في انكلترا على مدى مئات السنين، ولعبة رمي البازلاء، يقوم فيها اللاعب برمي حبوب البازلاء على هدف معين كلعبة رماية القوس، ومسابقة الوجبات السريعة، وهي لعبة تعتمد على المعدة الكبيرة، والحب الجامح للوجبات الجاهزة لتتمكن من تناول أكبر قدر من الشطائر فى أقل وقت ممكن، وتسلّق الجبال بالدراجة، وهي من أخطر الرياضات، حيث يتسابق المتنافسون على تسلّق الجبال بواسطة دراجة من عجلة واحدة، والتزلج على الصخور، ابتكرها أهالي النمسا لعدم هطول الثلوج في بلادهم، ويمارسونها في موسم التزلج في فصل الشتاء، ودحرجة قرص الجبن، يقام هذا الطقس كل عام في فصل الربيع في انكلترا، وهو عبارة عن متسابقين، يقوم كل منهم بإحضار قرص دائري كبير الحجم من الجبن، وعند سماع صافرة البداية يرمي كل متسابق قرصه من أعلى تل، ويتدحرج خلفه حتى الوصول لخط النهاية عند سفح التل، وملاكمة الشطرنج، وهي أشهر هذه الألعاب وأكثرها شعبية في وقتنا هذا، يتبارى فيها الملاكمون فى لعبة شطرنج محددة الوقت بإحدى عشرة جولة على حلبة الملاكمة، أي هي أكثر لعبة متكافئة بين العضلات الجسدية، والقدرات الذهنية.
ومن الألعاب الجماعية اولمبياد الطين، وهو عبارة عن مجموعة من الألعاب الرياضية الفردية والجماعية تخاض في الوحل، اخترعها سكان إحدى المدن الألمانية، ورياضة بوتاوشي اليابانية، ابتكرت هذه الرياضة بين عامي 1955 و1954، وتلعب بين فريقين يتجمعون حول عمود طويل، والفريق الفائز هو الذي يستطيع إمالة العمود بمقدار 30 درجة فقط، وليس بإسقاط العمود بشكل كامل على الفريق الذي يتنافس معه، وهوكي تحت الماء، كشقيقتها لعبة الهوكي المعروفة، ولكن تحت الماء.
كل هذه الأنواع الرياضية أو الثقافات التقليدية تثير تساؤلاً جميلاً: أين هي رياضاتنا التراثية أو الغريبة؟! لم تخل أية بقعة على وجه الأرض منها، وجرى الحفاظ عليها جيلاً بعد جيل، ومنطقتنا تغصّ بالحضارات الغنية بالرياضات التي كانت نواة لتطوير رياضات عالمية معروفة في وقتنا هذا، كالهوكي التي مورست في مصر القديمة على ملاعب ترابية وبعصي مقوسة، أو ركوب الخيل في بلاد الشام، والملاكمة بأيد عارية في منطقة بلاد الرافدين في العهد السومري، ويبقى لبنان هو البلد العربي الوحيد الذي لايزال يقيم مهرجانات سنوية تتبارى فيها المناطق والقرى بألعاب رياضية تراثية، كشد الحبل، ورفع “جرن الكبة”.
سامر الخيّر