ثقافةصحيفة البعث

أدب النصيحة ماهو المجتمع الدولي إذن؟!

أكرم شريم

نحن كشعوب وفي كل مكان في العالم، غالباً ما نستخدم عبارة (المجتمع الدولي) وكأننا نقول: إن كل دول العالم مجتمعة ومتفقة، وافقت على هذا الأمر أو رفضته وأن كل شعوب العالم متفقة على ذلك، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، وهي عكس ذلك كثيراً بل إنها عكس ذلك كلياً!. فلا يوجد صوت واحد لكل المجتمع الدولي، لا في الأمم المتحدة، ولا عند أية دولة عظمى من أصحاب الإقطاع السياسي العالمي أصحاب (الفيتو) الإقطاعي!. ذلك أن عبارة المجتمع الدولي إنما تعني مجموعة شعوب العالم والتي لا أثر لها في شيء مجتمعة، ولا في أي قرار دولي، كبيراً كان أم صغيراً، رئيسياً كان أم ثانوياً!. وهكذا يظهر السؤال العنوان: ما هو المجتمع الدولي إذن؟!. والجواب المباشر إنه الآن مجرد تعبير مقابل كلمة (الشعوب) فهل يعقل ذلك؟!. أليست هذه جريمة القرن يا صاحب القرن؟!.

ولنطرح هنا هذه الأسئلة:

أولاً: يوجد (711) ألف مستوطن في الضفة الغربية الفلسطينية والتي هي جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين التي أقرها المجتمع الدولي والأمم المتحدة! فماذا يفعل هؤلاء المجرمون المستوطنون في الضفة الغربية أيها العالم الحر؟!.. إذا كان العالم الحر موجوداً!.

ثانياً: يوجد (705) قرار من الأمم المتحدة لصالح القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ولم ينفذ منها حتى الآن أي قرار، فهل هذه أمم متحدة حرة أم هي أمم متحدة محتلة؟!.

ثالثاً: يوجد (186) قرار من مجلس الأمن صدرت كلها لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ولم ينفذ منها حتى الآن أي قرار ، ومن يقول: لقد بدأوا.. أو صار.. أقول له: الأكاذيب في الإعلام العالمي المحتل أكثر من الصدق الذي فيه!. فما هو المجتمع الدولي إذن؟!

رابعاً: إن الفيتو الواحد لا يمكن أن يلغي مئة دولة أو أكثر، من أصل /195/ دولة أليس هذا الفيتو بحد ذاته، هو احتلال أيضاً؟! وهل بقي بعد ذلك (ديمقراطية) أو (حقوق إنسان) أو (أمم متحدة)، أو (مجلس أمن)، أو قضاء دولي عادل في هذا العالم؟!. وهكذا تكون النصيحة اليوم أن نعمل جميعاً أفراداً وجماعات وشعوباً وحكومات شريفة على إلغاء هذا الإقطاع السياسي والعمل بحقوق المجتمع الدولي الذي يجب أن تكون له أكبر قوة سياسية وعسكرية واقتصادية وأمنية في هذا العالم، وكل قراراته تكون بواسطة الانتخابات بين الدول، وحسب نتائج التصويت المعلن فيها وفي كل مكان كي يبدأ الإنسان في هذه الحياة يعرف أخيراً معنى السلم العالمي، والأمن والأمان، بوجود المجتمع الدولي المتحد والمتعاون ودائماً وباستمرار ! وعلى عكس ما يخطط ويعمل أعداؤنا وأعداء الشعوب!.