نصرالله: واشنطن تتعاطى مع الجميع كأدوات.. ولا أحد يراهن عليها
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن عيد “التحرير الثاني” هو عيد الشعب والجيش والمقاومة، لافتاً إلى أنّ الخطر كان يتهدد كلّ لبنان، وخصوصاً البقاع، ونوّه إلى أنه “أحببنا أن يكون إحياء عيد التحرير الثاني هذا العام في مدينة الشهداء الهرمل، التي كان لها نصيب وافر من المخاطر والعدوان والقصف والسيارات المفخخة لكنها لم تبدل تبديلاً”، وقال، في كلمة له خلال الاحتفال بالذكرى الأولى لعيد “التحرير الثاني”، “انطلاقاً من التحرير الثاني في البقاع والتحرير الأول في الجنوب لا مكان في لبنان لأي محتل ولا مستقبل لغاز أو لطامع أو معتد”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تدخلت لمنع الجيش اللبناني من المشاركة في المعركة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في الجرود، مذكّراً بأنها هددت بقطع المساعدات عن الجيش اللبناني في حال مشاركته بالمعركة ضد “داعش”.
وأوضح نصرالله أن الذي ألحق الهزيمة بتنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق هو من قاتله هناك وليس الأميركيين، مبيناً أنه عندما كان إرهابيو “داعش” يحاصرون في منطقة ما في سورية كانت الطائرات الأميركية تأتي لإنقاذهم، لافتاً إلى أن الجماعات الإرهابية في درعا والسويداء والقنيطرة كانت تقودها غرفة الموك في الأردن بدعم أميركي وإسرائيلي، وأضاف: إن ما جرى في جنوب سورية عبرة عن تخلي أميركا عن أدواتها، مشدداً على أنه لا يوجد في هذا العالم حلفاء لأميركا فهي تتعاطى مع الجميع كأدوات، ولا أحد يراهن عليها، وما يحكمها هو مصالح وهيمنة ونفط وغاز وغيرها، وعلى كل شعوب المنطقة أن تتعلّم من تجربة تعامل أمريكا مع أدواتها، مذكّراً أنّها “لا تترك فرصة لحلفائها للهروب حين يتمّ استنزافهم وتحقيق الهدف من تشغيلهم”.
وأضاف متسائلاً: “ماذا لو انتصرت جبهة النصرة وداعش في سورية والعراق وما كان مصير دول الخليج نفسها؟”، وأردف: “إنّ الذين راهنوا على داعش والنصرة يتمّ تكفيرهم اليوم من قبل الجماعتين”.
ولفت نصرالله إلى أن كل المعطيات تشير الآن إلى تحضيرات لمسرحية كيميائية جديدة في إدلب، موضحاً أن غاية الغرب من هذه المسرحية شن عدوان على سورية بينما يسكت عن الجرائم التي ترتكب بحق أطفال اليمن من قبل نظام بني سعود.
وأشار نصرالله إلى أنه في كل المعارك التي ذهبنا إليها كان عنصر الشباب هو الأساس، فبيئة المقاومة والروح القتالية لدى هؤلاء الشباب أظهرت حماسة واندفاعاً في التصدي للتنظيمات الإرهابية، لافتاً في الجهة المقابلة إلى الأزمة الحقيقية عند قوات الاحتلال الإسرائيلي والتي تكمن في العنصر البشري وعدم قدرته على استقطاب الشباب، حيث توجه العام الماضي 44 ألف جندي إسرائيلي إلى الأطباء النفسيين.
وفي هذا الإطار لفت إلى أن “خبراء استراتيجيون في كيان العدو يتحدّثون عن أن هذا الجيش ليس مستعداً للذهاب الى حرب جديدة، منذ 2006 الى اليوم لم يستطيعوا أن يبدّلوا روح الهزيمة”.
وفي الشأن الداخلي اللبناني، حذّر الأمين العام لحزب الله معتبراً أنّ ما يحاك الآن ضد لبنان هدفه تحميل الحزب المسؤولية عن حالة التردي والترهل على المستويات كافة”، وقال: “نحن بتواضع أكبر حزب في لبنان لكننا الأقل مشاركة في السلطة السياسية”.
وأشار السيد نصر الله إلى أنّ أوساط 14 آذار تقول: إن سبب تأجيل تشكيل الحكومة هو أن المحكمة الدولية ستصدر قرارات ضد حزب الله، مضيفاً: إنّ قرارات المحكمة “لا تعنينا على الإطلاق وأقول للمراهنين عليها لا تلعبوا بالنار”.
في الأثناء، أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن هناك دولاً أجنبية تعرقل الجهود المبذولة لإعادة السوريين المهجرين إلى لبنان جراء اعتداءات التنظيمات الإرهابية المسلحة إلى وطنهم، وأوضح، في كلمة في بلدة كونين الجنوبية، أن الهدف من منع عودة المهجرين الى بلدهم هو الضغط على سورية واستثمار معاناة الناس لأهداف سياسية، ودعا إلى التنسيق مع الحكومة السورية لإعادة المهجرين بعيداً عن الإملاءات الخارجية، لافتاً إلى أن ذلك من مصلحة اللبنانيين.