رياضةصحيفة البعث

احتراف على الورق

 

منذ تطبيق نظام الاحتراف، وتحديداً في اللعبتين الأكثر شعبية: كرة القدم، والسلة، ونحن نشاهد العجب العجاب من تصرفات وأمور لا علاقة لها بما سمعنا وقرأنا عن فضائل الاحتراف وميزاته، ومع اقترابنا من إنهاء العقد الثاني من تطبيق هذا الاحتراف المفترض، لم تكن النتائج بقدر التوقعات، فبات المال هو المحرك والهدف دون وجود أية رؤية حقيقية للتطوير، وهذا الكلام تم الحديث عنه مطولاً، ولكن في هذه الأيام تطل علينا بعض الحوادث التي تدل على أن المسافة بيننا وبين تطبيق الاحتراف الحقيقي شاسعة كوننا نفتقد الفكر القادر على التحكم الصحيح، فأهم الخطوات التي يجب القيام بها حالياً لتوعية لاعبينا وكوادرنا بموضوع الاحتراف هي إخراج نظرية الاستفادة المادية من عقولهم، واستبدالها بفكرة الحقوق والواجبات، وتطوير الذات، والبحث عن الفرصة الأفضل فنياً، ومالياً.
فعلى سبيل المثال أحد أهم لاعبي منتخبنا الوطني تعاقد في هذا الصيف فقط مع ثلاثة أندية دفعة واحدة، وتدرّب مع رابع في رحلة البحث عن العقد الأفضل، كما أن أكثر من لاعب في الدوري المحلي وقعوا عقوداً مع أكثر من ناد في التوقيت ذاته، لأن المقابل المالي يزيد ببضعة آلاف من الليرات.
هذا الاحتراف الأعوج وضع البعض في مكان لم يكن يحلمون به من لاعبين ومدربين، فعدد اللاعبين الذين يمكن تسميتهم بالنجوم قليل جداً، فيما المدربون أصحاب القدرات نادرون، ورغم ذلك تجد الأرقام المالية المقدمة لهم تفوق التصور.
طبعاً القواعد التي حددها اتحاد كرة القدم مثلاً للعقود والأمور المالية لا يمكن الحكم عليها كون تطبيقها سيكون في الموسم الجديد، لكن من اعتاد على إيجاد الثغرات في التعليمات السابقة سيجد مثلها في القواعد الجديدة إن لم تتم دراسة الموضوع بشكل شامل، ولكل مفاصل قانون الاحتراف.
على العموم هي دعوة للتفكّر من لاعبينا علّنا نصل للإجابة عن التساؤل عن سبب عدم وجود محترفين في الدوريات الأوروبية من لاعبينا المحليين، وغياب الاستمرارية مع ناد أو في دوري معين، لأن سمعة كرتنا متعلقة بتصرفات لاعبينا، وهو أمر في غاية الخطورة
مؤيد البش