“حفلة جنون ترامب” تطال غوغل وفيسبوك وتويتر
يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستعدّ لإطلاق نيرانه في جميع الاتجاهات في سبيل صرف النظر عن المشكلات الحقيقية التي يعانيها حكمه، بعد أن باتت تهدّد مصيره السياسي بالكامل، موجّهاً تحذيره هذه المرة إلى عمالقة الانترنت “غوغل وتويتر وفيسبوك”، وداعياً إياهم إلى أن يكونوا حذرين، وزعم أنها تفرض رقابة على أصوات المحافظين.
وكان البيت الأبيض دعا منتصف العام الماضي عدداً من الشركات التكنولوجية “فيسبوك، غوغل، آبل” للاجتماع بالرئيس الأميركي، وأشار إلى أن الشعب الأميركي لابدّ أن يكون على تواصل مع الحكومة عن طريق التجارب الرقمية التي يمكنها حلّ المشكلات بشكل فعّال.
وحذّر ترامب من أن الديموقراطيين قد يقومون بـ “تغييرات سريعة وعنيفة”، في حال فقد الجمهوريون الأكثرية داخل الكونغرس خلال الانتخابات المقرّرة في تشرين الثاني المقبل، وأضاف: “إن برنامجه المحافظ سيكون على المحك في حال خسر الحزب الجمهوري انتخابات منتصف الولاية”.
وقال ترامب أيضاً: “إن الديموقراطيين سيلغون كل ما قمنا به، وسيفعلون ذلك بشكل سريع وعنيف، سينهون كل شيء”.
وهي ليست المرة الأولى التي يحذّر فيها ترامب من حصول عنف في حال لم تجر الأمور كما يريدها، فخلال الحملة الانتخابية عام 2016 أعلن أن أنصاره “سيقومون بأعمال شغب” في حال لم يفز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية.
في الأثناء، اعتبر النائب اللبناني السابق إميل إميل لحود أن “العالم يعيش فترة جنون غير مسبوقة في التاريخ الحديث، ولعل أبرز ملامحها وجود رجل، أقل ما يقال فيه أنه غير متوازن، على رأس الولايات المتحدة”، ولفت في بيان له إلى أن “عزل ترامب بات ضرورياً، ليس بسبب مسلسل فضائحه الجنسية، بل بسبب أسلوبه في التعاطي مع البشر وكأنهم حشرات يستطيع أن يبيد منهم من يشاء متى يشاء، وهذا سلوك يذكّر بشخصيات من التاريخ كان مصيرها أسود”.
وفي سياق حديثها عن مستوى العنصرية الذي بلغه ترامب في التعاطي مع الأقليات، أكدت صحيفة الاندبندنت البريطانية أن سياسات ترامب على مدى السنتين الماضيتين من حكمه تميّزت بـ”العنصرية والتسبب بزيادة النزاعات في العالم”. وقالت الصحيفة في مقال للكاتبة لوينا ووترز: إن “مزاعم ترامب التي أطلقها بأنه أكثر رئيس عمل لأجل الأقليات منذ عقود في البلاد تثير الكثير من التساؤلات لأنه ومن خلال استعراض جملة من قراراته وألفاظه العنصرية بحق تلك الجماعات يظهر مقدار عنصريته وكرهه لهذه الأقليات”.
وكان ترامب نشر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” زعم فيها أنه عمل لأجل الأقليات في الولايات المتحدة أكثر من أي رئيس آخر منذ عقود.
وأوضحت الكاتبة أن استطلاعات الرأي منذ تولي إدارة ترامب السلطة أظهرت أن أكثر من 50 بالمئة من الأمريكيين يعتقدون أن رئيسهم “عنصري”، كما كشف العديد من الدراسات أن وجهة نظر ترامب حول كراهية الأجانب لأمريكا تحرّض على العنف العنصري، وخاصة من خلال القرارات العنصرية والمخالفة لحقوق الإنسان التي وقّع عليها بخصوص حظر الهجرة والسفر من عدة دول في الشرق الأوسط وتطبيق سياسة عدم التسامح مع البالغين الذين يعبرون الحدود بشكل غير قانوني وفصل القاصرين عن أهلهم بعد توقيفهم.
وأشارت الكاتبة إلى أن ترامب ورغم تعرّضه لانتقادات دولية واسعة “ما زال مصرّاً على الاستمرار في سياساته الانفعالية تاركاً الباب مفتوحاً أمام قرارات ومواقف تسهم في زعزعة الأمن والاستقرار في العالم”.
وكان كتّاب أمريكيون اعتبروا أن “ترامب هو أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، حيث جمع كل الصفات السيئة التي اتسم بها الرؤساء الذين سبقوه”.