نضال خليل: الأبيض والأسود سيد التصوير
النورس المحلق فوق الفضاء الأزرق كان حاضراً في معرض الفنان نضال خليل ا”ألحان ضوئية” المقام في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- وقد اتخذ طابع التوثيق بأسلوب واقعي بفنية التصوير الضوئي لمعالم طرطوس وريفها وامتدت لوحاته إلى مناطق من الدريكيش، فصوّر منازلها الحجرية، واهتم خليل بتصوير لقطات لآثار مرّ عليها الزمن مثل الواجهة البحرية لطرطوس القديمة، وجسر الحاج حسن في القدموس الذي يعود تاريخه إلى أربعمئة عام خلت فاقتنص لحظة الغروب التي تشكّل حلقة على وجه المياه كما بدت في اللوحة، كما صوّر بانوراما للمدينة من جهة جزيرة أرواد.
حفل المعرض بالتوثيق الإنساني المرتبط بفصول معينة مثل توثيق مراحل حصاد القمح وتحضير السليقة وصناعة القوارب وشباك الصيد والقشّ، وامتد الجانب الإنساني بتوثيق وجدانيات لتأملات بورتريه المسنّ ولملامح الطفولة البريئة في لحظات خاطفة، وتعمق أكثر بالبيئة الريفية بتصوير مصباح الكاز ودلة القهوة.
وتحدث الفنان خليل عن المعرض فقال: بعد الحرب الإرهابية أردت أن أنقل شعاع ضوء من طرطوس إلى دمشق، ليتعانق سنديان طرطوس مع ياسمين دمشق، وأعرّف من خلال التوثيق ببيئة طرطوس وريفها.
وعن عنونة المعرض بألحان ضوئية بيّن بأن الموسيقا لغة العالم ولكل صورة لحن خاص بها ربما بصوت المياه أو الهواء، والضوء أساس الصورة فتلتقي الموسيقا مع الضوء،كما تنعكس شخصية الفنان من خلال اللقطات إذ يستشف المتلقي قسوته أو حنانه، وهذا ما جعلني أعتمد في معرضي على التنوع بالإيقاع الزمني والمكاني والإنساني.
وحول تقنية التصوير بالأبيض والأسود والتي شغل الإنسان المحور الأساسي فيها، أوضح بأن الأبيض والأسود سيد التصوير، لأنه يعبّر عن روح الأشياء دون تأثير الألوان الجذابة، وفيما يتعلق بالمقارنة بين الأبيض والأسود والملون، أضاف: أردت أن يرى المتلقي الفارق بينهما، ومن خلال متابعتي لتفاعل الزائرين وجدت أن شيئاً ما شدهم إلى تقنية الأبيض والأسود مما يؤكد على ذائقة الجمهور.
ملده شويكاني