4 ملايين طالب يقرعون أجراس العودة إلى المدارس في 15 ألف مدرسة وزير التربية لـ”البعث”: لا ندعي الكمال في ظل تأهيل 786 و500 مدرسة قيد الصيانة وورشات الدعم النفسي
رسم أكثر من أربعة ملايين طالب وطالبة لوحة تحدٍ في باحات المدارس والمقاعد الدراسية، حيث قرعت أمس أجراس 15 ألف مدرسة لتعلن بداية عام دراسي جديد متزامناً مع انتصارات الجيش السوري في الميدان محرراً ومهيئاً الأرض بعد دحر الإرهاب وعلى كل من أراد تخريب الوطن وتدمير المدارس لنشر الجهل والتخلف، إلا أن إرادة السوريين أقوى من إجرامهم فعلى مدار ثماني سنوات بقيت مدارسنا بإصرار أبنائها وعزيمتهم منبراً للعلم والمعرفة ونشر المحبة والخير ومتابعة التحصيل العلمي الذي حرصت عليه وزارة التربية، فاستحقت أن تكون وزارة الدفاع والبناء التربوي بامتياز من خلال التصدي لمفرزات الحرب، حيث تضمنت الخطة الدرسية للعام الدراسي 2018-2019 إضافة ساعة للدراسات والتنشئة الاجتماعية في الحلقة الأولى من التعليم الأساسي نظراً لأهمية هذه المادة في التنشئة الاجتماعية وتعزيز الانتماء للوطن وتقدير الذات، كما تمّت مواءمة عدد الساعات المخصصة لكل مادة بما يتناسب واحتياجات المناهج المطوّرة، إضافة إلى زيادة مدة أيام الدوام الرسمي من 171 في العام الماضي إلى 179 يوماً، مع إعادة النظر بعدد الساعات الأسبوعية حيث تمّ إجراء عملية تقييم أداء الموجهين الاختصاصيين والتربويين في القطر بناء على متابعة الأداء ومدى الكفاءة في تنفيذ خططهم لرفع أداء المعلمين والمدرسين، حيث رصدت نقاط القوة والضعف لديهم وتمّ تزويدهم بالتوجيهات اللازمة لتحسين أدائهم في العام الدراسي القادم. ويؤكد وزير التربية الدكتور هزوان الوز أهمية التكامل في العملية التربوية بين عناصر المنهاج كلها، والذي يعد التقويم عنصراً أساسياً فيه وبالنظر إلى ضرورة مواكبة التقويم للتطوير الحاصل في المناهج التي أصبحت النشاطات والمبادرات وأوراق العمل سمة بارزة من سماتها للارتقاء بالعملية التربوية، تمّ إصدار البلاغ الوزاري المتعلق بتوزيع الدرجات على أعمال الفصل والامتحان للصفوف الانتقالية وفق الآتي (60% درجة أعمال الفصل، و40% درجة امتحان الفصل)، حيث توزعت درجة أعمال الفصل وفق الآتي: 10% شفهي- 10% وظائف وأوراق عمل- 20% نشاطات ومبادرات- 20 % مذاكرة).
تأهيل و توعية
وفي حوار خاص أوضح وزير التربية أنه تمّ تأهيل 786 مدرسة منها: 660 مدرسة من الموازنة الاستثمارية لوزارة التربية، و40 مدرسة من موازنة الخطة الإسعافية و 86 مدرسة بالتعاون مع المنظمات الدولية، بما فيها المناطق المحررة حديثاً، إضافة إلى 500 مدرسة قيد التأهيل ( منها 295 خطة استثمارية والباقي من الخطة الإسعافية). ومع إعادة تأهيل المدارس، لم تغفل الوزارة مجال التعليم وبناء القدرات حيث تمّ الإعداد لتنفيذ حملة العودة إلى التعليم بالتعاون مع منظمة اليونيسيف والاستمرار بتنفيذ أنشطة الحد من التسرب المدرسي والتي تستهدف عودة المتسربين إلى مدارسهم.
دعم نفسي
وبين وزير التربية أنه تم تنفيذ 44 ورشة عمل حول الدعم النفسي الاجتماعي في حالات الطوارئ للمرشدين النفسيين والاجتمّاعيين ووضع خطة لتنفيذ تدريبات تستهدف المناطق الأكثر حاجة (الغوطة الشرقية- شمالي حلب- الرقة- دير الزور…)وتنفيذ 25 ورشة تدريبية لمهارات الحياة و5 ورشات تدريبية حول المشورة النفسية، كما سيتمّ تنفيذ ورشات عمل حول التعلم النشط في بعض المحافظات، واستهدفت مدارس برنامج دروس التقوية، علماً أنه تم تنفيذ ورشة عمل لإعداد مدربين حول صعوبات التعلم.
مفاضلة وتدريب
وفي مجال الإعداد والتدريب تم البدء بالتحضير للإعلان عن شروط التقدم للفحوص الفنية التي تؤهل الطلاب الناجحين فيها لمفاضلة معاهد وزارة التربية (التربية الفنية التشكيلية والتطبيقية – التربية الموسيقية – التربية الرياضية) للعام الدراسي 2018/2019، وبالتنسيق مع المواعيد التي تصدر عن المجلس الأعلى للتعليم التقاني، إضافة إلى تنفيذ خطة التربية بإدراج مناهج دراسية مطورة للصفوف (الثاني – الخامس – الثامن – الثاني الثانوي) حيث تمّ تدريب المعلمين والمدرسين خلال صيف 2018 عبر /7/ ورشات ميدانية في المحافظات كافة وبمعدل /5/ أيام من التدريب الفعلي لكل ورشة تدريبية في الفترة من 1/7/2018م ولغاية 16/8/2018م، علماً أنّه تمّ تدريب ما يقارب الأربعين ألف معلم ومدرس، وقد تمّيز التدريب في هذا العام أنه تمّ وفقاً للاختصاص، وشمل تدريب هذا العام المناهج المطورة للمعلمين والمدرسين للصفوف (الأول – الرابع – السابع – الأول الثانوي) الذين لم يتدربوا خلال العام الماضي، إضافة للمعلمين والمدرسين المعينين الجدد.
40ألف تلميذ مستفيد
وعلى صعيد التعليم الأساسي فقد عينت “التربية” خريجي كلية التربية (معلم صف) والبالغ عددهم /300/ معلم ومعلمة. وتأمين الحاجة من المعلمين الوكلاء العرضيين بصورة مؤقتة. إضافة إلى إصدار الدليل الإجرائي لتلاميذ الفئة /ب/. مع إقامة دورات تمّديد العام الدراسي لأبناء الغوطة الشرقية وعفرين ودير الزور والرقة وإدلب والتي بلغ عدد المستفيدين منها ما يزيد على 40 ألف تلميذ وتلميذة، وإقامة الدورات الداعمة للصف التاسع لأبناء دير الزور والرقة والبالغ عدد المستفيدين منها (4025) تلميذاً وتلميذة، مع إقامة دورات المكملين دراسياً والبالغ عدد المستفيدين منها (30096) تلميذاً وتلميذة.
معرض ومهن جديدة
ولفت وزير التربية إلى أنه تم الانتهاء من التحضير لمعرض الباسل للإبداع والاختراع الذي سيقام بالتزامن مع معرض دمشق الدولي في الفترة من 6-15/9/2018م. وفي مجال التعليم المهني والتقني كشف وزير التربية عن إحداث مهن جديدة اعتباراً من العام الدراسي 2018-2019 م في محافظات /حماة – ريف دمشق – درعا – حلب/ ، مع تمديد العمل بمذكرة التفاهم بين وزارة التربية وغرفة صناعة دمشق وريفها حول مشروع تطوير التعليم المزدوج لتعميق ممارسة المهنة لمدة عامين اعتباراً من 15/5/2018م.
مسابقات وتعيينات
استطاعت وزارة التربية تأمين الأطر التدريسية والإدارية لمديريات التربية من خلال إجراء المسابقات والاختبارات، حيث أعلنت عن إجراء مسابقة لتعيين عدد من المواطنين لديها من حملة الشهادات الجامعية في مديريات التربية بمعدل /8618/ فرصة عمل تم توزيعها مناصفة بين ذوي الشهداء والمصابين بحالة العجز التام وباقي المتقدمين من الاختصاصات كافةً حيث تم تعيين /11325/ ناجحاً بالدفعة الأولى، وتمت موافاتنا بالتشكيلات الاسمية للمومأ إليهم. حيث بين وزير التربية أنه تم تعيين /5504/ في الدفعة الثانية وقرارات تعيينهم قيد الإنجاز والتأشير والمباشرة بداية العام الدراسي. ولم تكتفِ الوزارة بمسابقة الفئة الأولى فبعد انقطاع لسنوات عدة أعلنت عن إجراء مسابقة لتعيين عدد من المواطنين لديها من حملة المعاهد في مديريات التربية بمعدل /7964/ فرصة عمل تم توزيعها مناصفة بين ذوي الشهداء والمصابين بحالة العجز التام وباقي المتقدمين من الاختصاصات كافةً، حيث صدرت قرارات الناجحين في المسابقة المذكورة أعلاه، وحالياً يتم استكمال الإجراءات اللازمة ليصار إلى إصدار قرارات المقبولين للتعيين.
وتابع وزير التربية حديثه عن التعيينات، حيث تتابع الوزارة مديريات التربية للإعلان عن حاجتها لتعيين عاملين من الفئات (الثالثة-الرابعة –الخامسة) لسد النقص الحاصل والعدد الذي تم تعيينه حتى الآن (3000) عامل وعاملة، مع متابعة أوضاع العاملين الوظيفية (تعيين- تثبيت- نقل- ندب- إعارة- تفرغ- إنهاء تفرغ –تعديل وضع- تسوية أوضاع العاملين…) حيث تم نقل /2090/ عاملاً وعاملة من جميع الوظائف ( الإدارية – التعليمية) بين مختلف المحافظات.
بظروف استثنائية
ونوه وزير التربية بجهود الكادر التربوي والتدريسي من “إداريين ومعلمين ومدرسين”، ولاسيما أنهم تابعوا عملهم الذي لم ينقطع خلال العطلة الصيفية، وخاصة في الامتحانات العامة التي استمرت على مدار نحو شهرين. معتبراً أن الوزارة أنجزت فيما مضى مجمل ما يلزم لانطلاقة العملية التربوية على النحو الذي يطمح وطننا إليه، ولاسيما أننا على مختلف المستويات إدارةً مركزيةً ومديريات تربية في المحافظات، أعددنا مجمل ما يمضي بهذه العملية قدماً إلى الأمام، بدءاً من البناء المدرسي، إلى الكتب المدرسية، إلى تشكيلات المدرسين، فإلى الوسائل التعليمية، والى كل ما يعني الشأن التربوي الذي يحقق قيمتين في وقت واحد: قيمة البناء التربوي، وقيمة الدفاع عن الوطن بالتربية نفسها.
وختم وزير التربية حديثه بأن الوزارة لا تدعي الكمال بقدر ما نثق بأننا أنجزنا ما يجب إنجازه، بل ما أستطيع أن أقول، بكثير من الاعتزاز، إنه فوق ما يجب إنجازه في ظروف نعرفها جميعاً، بل في ظروف استثنائية بامتياز.
حوار علي حسون