تحقيقاتصحيفة البعث

طرطوس لاتزال بعيدة عن طي ملف صرفها الصحي المزمن؟!

تندرج مشكلة التخلص من مخلفات الصرف الصحي ضمن المشاكل المزمنة التي لم تجد طريقها للحل في محافظة طرطوس، فخط التلوث البياني في تصاعد مستمر، ومثلها مدينة بانياس، فكارثة التلوث تتركز على الشواطىء التي تنتهي المصبات على رمالها، لتبث روائحها ومخلفاتها على امتداد رمالها.

ولو توقفنا في طرطوس

موضوع معالجة مخلفات المدينة ليس بجديد، وفي ذلك دلالة على وعي الجهات المسؤولة التي أمسكت بزمام ملف معالجة تلوث مدينة طرطوس منذ مطلع عام 1982 من القرن الماضي، حيث باشرت فعلاً بأعمال تمديد خطوط الصرف الرئيسية والفرعية في المدينة آنذاك، وبنت محطة ضخ مشوار، واستوردت تجهيزاتها إبان اندلاع الحرب على سورية، وتعاقدت على بناء محطة ضخ العجمي، وتدرس الآن محطة الغمقة الغربية بعد أن استقر الرأي على موقع المحطة، لكنها، أي الجهات ذات العلاقة، لم تعرف بعد كيف تقفل هذا الملف المفتوح المزمن منذ ستة وثلاثين عاماً بالتمام والكمال؟!.

لكن ماذا عن محطة المعالجة؟

من المعلوم أن نواتج ضخ محطات طرطوس الثلاث من الصرف سيتم ضخها شمالاً باتجاه نهر الحصين، حيث سيتم بناء محطة لمعالجة هذه المخلفات، والتخلص منها بطريقة بيئية مدروسة تتيح الاستفادة من مياهها لأغراض الري، والمخلفات الصلبة لأغراض السماد الزراعي، وفق معالجات محددة.

منصور منصور، مدير الشركة العامة للصرف الصحي بطرطوس، شرح وبشكل “مكرر” عن واقع محطة المعالجة، حيث أكد أنه  تم التعاقد على تنفيذ محطة معالجة طرطوس المركزية مع شركة طهران ميراب الإيرانية على مساحة تمتد لـ 110 دونمات لرفع التلوث عن شاطىء مدينة طرطوس، وتخديم حوالي 200000 نسمة خلال 1095 يوماً، أي خلال ثلاث سنوات، بقيمة إجمالية 2.499 مليار ليرة +11379924 يورو وفق الأسعار الحالية،  بموجب العقد الموقع مع الشركة الإيرانية عام 2008، وإشراف الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية، بموجب العقد الموقع عام 2010، وقد أعطي أمر المباشرة للشركة المنفذة، وسلم موقع العمل بتاريخ 19/3/2009، وتم إعداد الدراسة التفصيلية من قبل شركة طهران ميراب، وتسليمه لشركة الدراسات التي قامت بأعمال تدقيق: “السور– مبنى الإدارة– مبنى الكلورة– الحراسة– الورش والمستودعات– ضواغط الهواء– الكهرباء– مخططات الدراسة الطرقية والتخطيط الشاقولي لموقع المحطة– مخططات المقاطع الطولية لتصوينة المحطة– تقرير الجيوتكنيك”، وهي دراسات منتهية وجاهزة للتنفيذ، كما يؤكد مدير شركة الصرف، حيث قامت الشركة المنفذة بحفريات السور، والمبنى الإداري، ومبنى الكهرباء، وصب بعض القواعد، لكنها توقفت بتاريخ 12/7/2012 عن العمل، وغادر عناصرها الموقع بسبب الظروف التي كانت سائدة حينها.

وفي هذه الأثناء، والكلام لمدير شركة الصرف الصحي، استكملت شركة الدراسات تدقيق وتدارك ملاحظات الشركة المنفذة، وتم الانتهاء من كامل الأعمال بتاريخ 23/7/2015، وأعيد تسليم موقع العمل لشركة طهران ميراب بتاريخ 20/8/2015، حيث قامت بتنفيذ أعمال الحفريات، وقواعد السور، والمبنى الإداري، بالإضافة لحفريات حوض الترسيب الأولي، وحوض التهوية، وحوض الترسيب النهائي، وتنفيذ بيتون نظافة لحوضي الترسيب الأولي والتهوية، حيث بلغت قيمة الإنفاق 17514248 ليرة للأعمال المدنية، و523125 يورو أتعاب الدراسة التفصيلية، ولم تتم متابعة الأعمال من قبل الجهة المنفذة.

مشروع هام

منصور يعتبر أن مشروع محطة معالجة طرطوس من المشاريع الهامة لمدينة طرطوس لمساهمته في رفع التلوث عن شاطىء المدينة، والتخلص من الروائح والمخلفات على طول الشاطىء، كما يتم العمل بالتوازي لاستكمال منظومة الصرف الصحي التي ستسهم في رفع مخلفات الصرف، إضافة لمدينة طرطوس عن ضواحي طرطوس المعروفة بالشيخ سعد، ودوير الشيخ سعد، بعد استكمال محطة ضخ مشوار، والعجمي، والغمقة الغربية.

بالمختصر

مدينة طرطوس لاتزال بعيدة لسنوات عديدة أخرى عن طي هذا الملف المزمن، مع الأسف، ما لم تتم إعادة الحياة لمشروع طال سباته كثيراً!.

أما باقي مدن وأرياف المحافظة التي تجمع بين صفتي السياحة والزراعة فلها حكايات أخرى، ومحطة قريبة قادمة؟!.

وائل علي