اقتصادصحيفة البعث

جهد مسؤول

 

انسيابية الزيارة لمعرض دمشق الدولي بدورته الحالية عكست جهود اللجنة المنظمة لجهة تلافي أخطاء الدورة السابقة لجهة انخفاض عدد البوابات التي كانت مقتصرة في الدورة السابقة على ثلاث فقط، وتجاوز عددها هذا العام عشر بوابات، وعدد الباصات الموزعة على مراكز الانطلاق من محافظتي دمشق وريفها التي ناهز المئة والخمسين باصاً.
ثمة ارتياح ملحوظ من قبل زوار المعرض سرعان ما يلمسه المراقب لحركة الزوار بدءاً من لحظة انطلاق الباصات مروراً بدخول المعرض والخروج منه، وانتهاءً برحلة العودة، يضاف إلى ذلك قطار المعرض وما أضفاه من بعد سياحي جذب الكثيرين لهذه التجربة الحضارية.
بدا المشهد العام للمعرض المفعم بالأجواء الكرنفالية والتي يشكل الزوار القوام الأساسي لنجاحها، أكثر متعة هذا العام، نظراً لراحة الزوار الناتجة عن انسيابية الحركة العامة كما أسلفنا، ما ساهم بالنتيجة بكسر حالة الجمود المرتبطة بالاقتصاد كعلم مبني على النظريات، وكنشاط أسه المصلحة وقوامه الحسابات والأرقام، وأمبلاجه بيانات ومؤشرات تعكس مدى أدائه الفعلي، إذ حظيت ساحات وحدائق مدينة المعارض ببعد اجتماعي متداخل مع آخر سياحي، عبر بشكل أو بآخر عن عادات السوريين وما يجمعهم من ألفة أضفت رونقاً خاصة على هذا الحدث.
ولعل أبرز ما لفت أنظار الزوار وخاصة السوريين في هذه الدورة هو الطائرة السورية المصنعة محلياً من قبل المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، ما يعزز مسؤولية حث الخطى باتجاه المزيد من الابتكار والتصنيع المحلي، خلال الدورات السابقة، ولاسيما في ظل تخصيص جناح خاص بالابتكارات السورية الذي يفترض أن يكون نواة لأي جديد.
لقد أكدت النسخة ستون كما غيرها من النسخ السابقة على حقيقة أن المعرض ليس حدثاً اقتصادياً فحسب، بل هو حضاري بكل معنى الكلمة، ويتداخل فيه النشاط الاقتصادي مع الثقافي والسياحي والابتكاري العلمي، ونعتقد أنه إذا ما تم الاشتغال على هذا المنحى وتطويره عاماً بعد عام، أننا قد نصل إلى مرحلة يصبح فيها المعرض مقصداً سياحياً يجذب سياح العالم في هذا التوقيت من كل عام بقصد السياحة بالدرجة الأولى.
إنها دمشق أيها السادة… أقدم عاصمة مأهولة بالتاريخ… ليس مستغرباً أن تواكب التطور العالمي بكل أبعاده، وتعكس ما يجود به أبناؤها من قيم حضارية ومنتجات ابتكارية.
حسن النابلسي