ممثلاً الرئيس الأسد.. الهلال يشارك في احتفالات الذكرى السبعين لتأسيس كوريا الديمقراطية مباحثات موسّعة بين وفد قيادة الحزب و”العمل الكوري”: انتصار سورية وكوريا الديمقراطية يسهم في بناء عالم خالٍ من الظلم والعدوان
يواصل وفد قيادة الحزب برئاسة الرفيق المهندس هلال الهلال الأمين القطري المساعد زيارته إلى جمهورية كوريا الديمقراطية. وقد عُقدت في مجلس الشعب الأعلى في بيونغ يانغ، أمس، جلسة مباحثات موسّعة بين وفد قيادة الحزب وحزب العمل الكوري، حيث أعرب الرفيق تشي ريونغ هيه نائب رئيس اللجنة المركزية لحزب العمل الكوري عن ترحيبه وترحيب القيادة والشعب الكوري الديمقراطي بوفد الجمهورية العربية السورية، مشدداً على اعتزاز كوريا الديمقراطية بالمواقف الشجاعة والمسؤولة للرفيق بشار الأسد الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس الجمهورية والشعب العربي السوري تجاه كوريا الديمقراطية، مشيراً أن العلاقات التي رسّخ دعائمها القائدان الكبيران حافظ الأسد وكيم إيل سونغ تشهد مزيداً من التقدّم والتطور لما فيه مصلحة البلدين الصديقين، وذلك خلف القيادة الحكيمة للقائدين الكبيرين بشار الأسد وكيم جونغ أون، مؤكداً أن هذه العلاقة تنمو يوماً بعد يوم في مواجهة الغطرسة الامبريالية الأمريكية وعدوانيتها على الشعوب المحبة للسلام.
من جانبه، هنأ الرفيق الهلال، ممثل الرفيق بشار الأسد الأمين القطري للحزب رئيس الجمهورية، الشعب الكوري، الذي يحتفل بالذكرى السبعين لتأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
ونوه أن مرور سبعين عاماً من الكفاح والصبر والبناء هي فرصة لتعزيز يقين العالم أجمع بأنه لا يمكن إلحاق الهزيمة بشعب يصرّ على أن يكون كريماً في وطنه، مستقلاً في قراره، سيداً في تحديد مصيره.
كما نقل الرفيق الهلال تحية ومحبة السيد الرئيس بشار الأسد إلى القائد كيم جونغ أون ولقيادة حزب العمل الكوري وللشعب الكوري الصديق وتمنياته الطيبة بالنجاح والتوفيق في متابعة مسيرته الظافرة، وأكد أن انتصار كوريا الديمقراطية في حماية استقلالها، وانتصار سورية على الإرهاب، هما انتصاران في معركة واحدة، هدفها بناء عالم جديد خالٍ من العنصرية والظلم والعدوان، عالم تعيش فيه الشعوب في إطار الحب والاحترام المتبادل والأمن والتعاون، وهذا هو هدف الإنسانية الذي لا يعلو عليه هدف.
كما أعرب الرفيق الهلال عن ارتياح الجانب السوري وتضامنه مع الجانب الكوري الديمقراطي فيما توصل إليه من إنجازات على صعيد إعلان “بان مونزوم”، وخاصة ما أكده الإعلان من مبدأ استقلالية الأمة الكورية وحريتها في تقرير مصيرها وتعزيز أجواء المصالحة والتعاون بين أبناء الشعب الواحد في الشطرين، لافتاً إلى أن ما تعرّضت له جمهورية كوريا الديمقراطية من تآمر دولي من قبل القوى الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، هو ذاته ما تعرّضت له سورية منذ بدء الأزمة فيها، ولكنها انتصرت بفضل صمود شعبها وجيشها وقيادتها.
ونوّه الرفيق الأمين القطري المساعد بأن نضال الشعب الكوري أثناء الحرب العدوانية عليه في بداية الخمسينيات أدى إلى خلق نظام عالمي أكثر توازناً، وأن تصدي الشعب العربي السوري اليوم بقيادة الرفيق بشار الأسد للحرب الإرهابية التي تشن عليه أدى إلى نهاية نظام القطب الواحد العدواني، منتقلاً بالعلاقات الدولية إلى نظام عالمي جديد أكثر انفتاحاً وتوازناً، وأضاف: “إن قضيتنا ستنتصر ليس لأنها قضية عادلة فحسب، وإنما لأن هناك شعوباً وقادة أقوياء قادرون على التصدي كما ستنتصر قضية الشعب الفلسطيني، الذي أصبح نضاله الطويل مثالاً للبطولة و الفداء”.
وفي ختام المباحثات تم التوقيع على اتفاق تعاون بين حزب البعث العربي الاشتراكي وحزب العمل الكوري، كما دار نقاش حول العلاقات المتميّزة بين البلدين، وسبل تعزيزها على الصعيد الحزبي والحكومي.
حضر المباحثات من الجانب السوري الرفيق المهندس حسين عرنوس عضو القيادة القطرية وزير الأشغال العامة والإسكان، والرفيقة المهندسة هدى الحمصي عضو القيادة القطرية، والرفيق تمام سليمان سفير الجمهورية العربية السورية لدى كوريا الديمقراطية، ومن الجانب الكوري الديمقراطي الرفيق تشي ريونغ هيه عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية لحزب العمل الكوري نائب رئيس اللجنة المركزية، والرفيق كيم يونغ جيه وزير الاقتصاد الخارجي رئيس جمعية الصداقة الكورية السورية.
استقبال شعبي حاشد لوفد قيادة الحزب
وكان قد احتشد الآلاف من أبناء الشعب الكوري في ساحة مطار بيونغ يانغ، محمّلين بباقات الزهور ولافتات الترحيب في استقبال وفد قيادة الحزب برئاسة الرفيق الأمين القطري المساعد، ممثلاً للرفيق الدكتور بشار الأسد الأمين القطري للحزب، الذي وصل السبت إلى جمهورية كوريا لمشاركة الشعب الكوري الشقيق أفراحه بالذكرى السبعين لتأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، حيث استقبل الوفد السوري استقبالاً رسمياً وشعبياً، وتقدّم المستقبلين الرفيق تشي ريونغ هيه عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية لحزب العمل الكوري نائب رئيس اللجنة المركزية.
عرض عسكري في بيونغ يانغ
وبهذه المناسبة، أقيم في العاصمة الكورية الديمقراطية عرض عسكري، حضره الرئيس الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون، بمشاركة عشرات آلاف الجنود، إضافة إلى قطع مدفعية ودبابات.
ويحتفل أبناء الشعب في جمهورية كوريا الديمقراطية في التاسع من أيلول بذكرى تأسيس بلدهم عام 1948، مع التصميم على مواصلة التنمية الاقتصادية في مختلف المجالات، وتعزيز القدرات الدفاعية الذاتية لمواجهة المؤامرات من قبل القوى المعادية.
مثال لعلاقات الصداقة بين الدول
وتأتي زيارة الوفد مناسبة لإطلاع القيادة الكورية والرأي العام الكوري على التطورات في سورية والمنطقة العربية، والإنجازات التي تتمّ في إطار مواجهة الإرهاب وداعميه، والتوجّه نحو إعادة الإعمار، وبناء مستقبل سورية.
ومن المعروف أن العلاقات الحزبية بين حزب البعث وحزب العمل الكوري، وكذلك العلاقات الحكومية بين البلدين الصديقين، علاقات قديمة ومتجذّرة في واقعهما، وكانت مثالاً لعلاقات الصداقة بين الدول، وشملت مختلف أشكال التعاون الثنائي، الاقتصادي والتجاري والتكنولوجي والرياضي والثقافي والإعلامي، استناداً إلى الاحترام المتبادل لآمال وتطلعات شعبي البلدين، ودفاعاً عن قضاياهما العادلة.
وفي الشأن السياسي يشكّل موقف بيونغ يانغ الداعم لسورية أحد أبرز مرتكزات السياسة الكورية الديمقراطية، حيث أكدت مراراً وقوفها إلى جانب سورية في مواجهة الإرهاب، ودعمها الحق السيادي غير القابل للتفاوض باستعادة الجولان السوري المحتل.
وفي المقابل أكدت الجمهورية العربية السورية في أكثر من مناسبة دعمها مطلب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية العادل بتسوية الوضع في شبه الجزيرة الكورية سلمياً، ودعوتها الولايات المتحدة إلى إبرام اتفاقية سلام ترسّخ الثقة، وتنهي حالة الحرب بين الكوريتين، وتعيد الأمن والاستقرار إلى ربوع شبه الجزيرة الكورية، والتي تعاني من التوتر بسبب سياسات الولايات المتحدة العدائية تجاه كوريا الديمقراطية، ومحاولاتها المستمرة تأجيج الخلافات في المنطقة لتحقيق أجنداتها الخاصة، عبر إجراءات استفزازية، مثل المناورات العسكرية المتكررة مع كوريا الجنوبية، ونشر منظومة ثاد الصاروخية على مقربة من الحدود الكورية الديمقراطية، إضافة إلى تهديداتها الصريحة والواضحة ضد بيونغ يانغ، لرفضها الانصياع للإملاءات الأمريكية، وتمسّكها بحقها في الدفاع عن أمنها القومي في مواجهة الاستفزازات الأمريكية المتواصلة.
إنجازات الشعب الكوري تتراكم
وفي الوقت الذي يطلق فيه ترامب تهديداته الفارغة، ويصر على سياساته الرعناء، تواصل كوريا الديمقراطية نهضتها الوطنية على جميع الصعد، وخاصة فيما يتعلّق بخدمة شعبها، حيث تطبق بيونغ يانغ نظام التعليم الإلزامي المجاني منذ عشرات السنين، إضافة إلى نظام العلاج المجاني، الذي يوفّر للسكان خدمات علاجية بلا مقابل، كما تم إلغاء الضرائب في البلاد تماماً منذ أكثر من 40 عاماً، وتعمل أيضاً على بناء المساكن على نفقتها وتقدّمها للشعب بلا مقابل، كما يتمتع الكوريون بالحضارة المعاصرة، مستخدمين أحدث مرافق اللهو والتسلية والمراكز الثقافية الجماهيرية، التي تم تشييدها وفق أحدث المباني العصرية، وأحدث التجهيزات والمرافق.
ويتمتع جميع أفراد المجتمع في كوريا الديمقراطية بالحرية السياسية والحقوق بملء إرادتهم، فيما يواصل الرئيس الكوري الديمقراطي كيم جونغ اون قيادة حزب العمل بنجاح، وسط تأييد منقطع النظير من أبناء الشعب الكوري لسياسته، كما يحظى بمحبة الشعب واحترامه منذ تسلّمه الحكم في بلاده في كانون الأول عام 2011.