رسالة للمهزومين
أجاد الكثيرون في إطلاق الصفات على معرض دمشق الدولي في دورته الستين وتأكيدهم بأنه دليل على تعافي الاقتصاد السوري، وفتحه نافذة واسعة للتواصل من جديد مع العالم.
ونرى من جهتنا أن معرض دمشق الدولي هذا العام بعدد الدول والشركات المشاركة في فعالياته هو رسالة للمهزومين في حربهم على سورية على مدى أكثر من سبعة أعوام.
وكان لافتاًً اعتراف بعض أعداء سورية بهزيمتهم من خلال السماح لشركاتهم بالمشاركة في معرض دمشق على أمل أن يفتحوا ولو ثغرة صغيرة تتيح لهم الفوز بعقود في إعمار سورية..!
كما كان لافتاً مشاركة شركات بصفة مستقلة عن دولها التي لا تزال تتآمر على سورية، ولا نستبعد أن تضغط هذه الشركات التي تبحث عن فرص استثمارية كبيرة وطويلة الأمد على حكوماتها لتغيير سياساتها تجاه الحكومة السورية..!
أكثر من ذلك.. تشير معلومات مؤكدة أن البعض الذي لا يزال يجاهر حتى اليوم بالعداء لسورية في الإعلام يتوسط سراً للسماح له بالمشاركة في إعادة الإعمار، في حين باشر البعض الآخر بتأسيس شركات وهمية للتسلل إلى سورية للفوز بعقود إعمار دسمة.!
ونجزم بأن معرض دمشق الدولي الذي أثبت أنه الأول والأضخم في المنطقة سواء في عدد الدول والشركات المشاركة أو المساحات المحجوزة أو حجم الحضور السياسي والدبلوماسي والاقتصادي أو العدد الهائل لزواره.. سيغير قناعات رجال الأعمال والمستثمرين الأجانب والعرب الذين سيضغطون على حكوماتهم كي تفتح لهم الطريق إلى الأسواق السورية..!
وكان لافتاً في هذا السياق تصريحات رجال مال من دول لم تُقصّر بالتآمر على سورية، إعلانها بل اعترافها بأن معرض دمشق الدولي دليل على انتصار سورية وهزيمة أعدائها..!
ولم يصدق الكثيرون بأن دولة مثل سورية تعرضت لحرب كونية لأكثر من سبع سنوات يمكن أن ينتفض اقتصادها، وينبعث مثل طائر الفينيق..حتى قبل أن تنتهي هذه الحرب وتعلن حكوماتها الانتصار رسمياً..!
ولعل البداية الأولى للانبعاث والنهوض عودة عجلة الإنتاج في المدن الصناعية بعد إعادة تأهيلها من جهة، والوفود الاقتصادية التي تتقاطر يومياً إلى سورية من جهة أخرى لاستكشاف فرص الاستثمار فيها، أو توقيع رجال الأعمال لاتفاقيات مشتركة مع نظرائهم أو مع الحكومة، تتيح لهم توريد تقنياتهم وآلياتهم المتطورة مع خبراتهم في الإعمار، أو إعادة بناء وترميم الشركات والمعامل المدمرة..!
وإذ كان الغرب يسعى منذ عام 2011 إلى تدمير الدولة وخاصة بناها الاقتصادية ومرافقها العامة لإخضاعها سياسياً وجعلها ألعوبة بيده مثل جميع دول المنطقة كمقدمة لكسر محور المقاومة.. فقد بدأ يعترف علناً بهزيمته وبهزيمة أتباعه الإقليميين..!
ويحاول هذا الغرب منذ فترة ابتزاز سورية: لانهاية للحرب إلا بمنحنا حصة من النفط والإعمار..!
ولكن.. معرض دمشق رد على هذا الغرب: سورية لا تزال قوية وهي بمساعدة الحلفاء والأصدقاء ستعيد بناء سورية من دون تدخل أحد آخر مهما كان هذا الآخر إلا بموافقتها..!
علي عبود