الجيش يدك أوكاراً لـ “النصرة” في ريفي حماة وإدلب روسيا: الإرهابيون يمتلكون القدرة على إنتاج الأسلحة الكيميائية
دكت وحدات من قواتنا المسلحة أمس بسلاحي المدفعية والصواريخ أوكار وتجمعات إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المنضوية بأمرتها وكبدتهم خسائر بالأفراد والعتاد في عدد من البلدات المنتشرة على الحدود الإدارية لمحافظتي حماة وإدلب.
وفيما أكد نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف أن الإرهابيين في سورية باتوا يمتلكون القدرة لإنتاج الأسلحة الكيميائية ويتلقون بالطبع الدعم المادي والتقني من الخارج، شدد عضو لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فرانز كلينتسفيتش على أن ذريعة أي عدوان أمريكي على سورية ستكون مفتعلة. في وقت حذر السيناتور الأمريكي ريتشارد بلاك من أن استمرار وجود الإرهابيين في محافظة إدلب يهدد أمن المنطقة والعالم بأكمله.
وسط هذه الأجواء، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف أنه سيجري والوفد الدبلوماسي المرافق سلسلة من اللقاءات حول سورية في جنيف اليوم “الثلاثاء”، معرباً عن تفاؤله بنتائج هذه اللقاءات.
وفي التفاصيل، نفّذت وحدة من الجيش رمايات مدفعية على محور تحرك مجموعة إرهابية تم رصدها تتحرك على الطريق الواصل بين قلعة المضيق وجبل شحشبو أقصى الريف الشمالي الغربي لحماة، ما أسفر عن إيقاع أفراد المجموعة قتلى ومصابين، وعرف من القتلى خالد الحسين الملقب بـ “أبو وليد”.
وأسفرت رمايات مدفعية وصليات صاروخية على تحصينات الإرهابيين في بلدتي اللطامنة وكفرزيتا بالريف الشمالي لحماة عن تدمير أوكار ومنصات إطلاق قذائف صاروخية لهم كانوا يستخدمونها للاعتداء على الأهالي في المناطق الآمنة، حيث ارتقى يوم الجمعة الماضي 9 مدنيين بينهم أطفال ونساء، وأصيب 20 آخرون جراء اعتداءات إرهابية نفذتها التنظيمات الإرهابية على المنازل السكنية في مدينة محردة.
وفي الريف الجنوبي لمحافظة إدلب تكبدت المجموعات الإرهابية خسائر بالأفراد والعتاد في بلدة الهبيط في منطقة خان شيخون نتيجة لعمليات نوعية لوحدات الجيش على نقاط تحصنهم ومناطق انتشارهم.
كما ذكر مصدر عسكري أن المجموعات الإرهابية المنتشرة في بلدتي اللطامنة وكفر زيتا بريف حماة الشمالي استهدفت مطار حماة العسكري بصاروخين من نوع غراد، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية، فيما لفت مراسل سانا في حماة إلى سقوط قذيفتين صاروخيتين أطلقتهما المجموعات الإرهابية في محيط قرية أرزة بالريف الشمالي وصاروخ في حديقة المعلمين بمدينة حماة، ما تسبب بإلحاق أضرار مادية بالممتلكات العامة والخاصة دون وقوع إصابات بين المدنيين، وأشار إلى أن وحدة من الجيش العربي السوري ردّت على مصادر إطلاق القذائف، وألحقت بالإرهابيين خسائر بالعتاد والأفراد.
سياسياً، أشار نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف في حديث لوكالة “سبوتنيك” إلى امتلاك الإرهابيين في سورية والعراق وثائق علمية تقنية لإنتاج الأسلحة الكيميائية ومنشآت ومعدات كيميائية.. وبالطبع هم يتلقون دعماً مادياً وتقنياً محدداً من الخارج، وقال: أنا لا أريد التكهن بشأن المشاركة المحتملة للأفراد أو الكيانات القانونية من الدول الغربية في توريد المواد الكيميائية إلى الإرهابيين في سورية، ولفت المسؤول الروسي إلى أن معلومات ميدانية ترد بشكل متواصل حول إعداد الإرهابيين لاستفزازات باستخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، كما أن الجانب السوري ينقل بانتظام معلومات دقيقة جداً بهذا الخصوص إلى مجلس الأمن الدولي ومنظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية.
وكشفت وزارة الدفاع الروسية قبل يومين عن معلومات موثوقة تؤكد استكمال التنظيمات الإرهابية في إدلب جميع التجهيزات لتصوير مسرحية كيميائية جديدة بغية اتهام الجيش العربي السوري.
وكانت سورية وجهت قبل أيام رسالة رسمية إلى أعضاء مجلس الأمن تتضمن معلومات دقيقة وعالية المصداقية حول تحضيرات المجموعات الإرهابية المسلحة في إدلب وريفي اللاذقية وحلب لاستخدام المواد الكيميائية السامة ضد المدنيين وعلى نطاق واسع بهدف عرقلة العملية العسكرية ضد الإرهاب في تلك المناطق.
وأوضح سيرومولوتوف أن الممثلية الدائمة لدى الأمم المتحدة أبلغت رسمياً في الـ 17 من آب الماضي مجلس الأمن عن تسليم عدة حاويات من الكلور إلى معسكر للمسلحين بالقرب من قرية حلوز في محافظة إدلب، مضيفاً: إنه ليس من باب المصادفة أن يعمد ممثلو بعض الدول الغربية وتحديداً منذ بضعة أسابيع إلى إطلاق التهديدات بتنفيذ عدوان جديد على سورية في حال وقوع هجوم كيميائي في إدلب.
وحول جهود مكافحة الإرهابيين في إدلب قال سيرومولوتوف: إنه بموجب معايير عمليات مكافحة الإرهاب في إدلب وكقاعدة عامة يجري التحضير لهذه العمليات بعناية وسرية بمشاركة جميع الأطراف مع مراعاة الجوانب الإنسانية، وتابع سيرومولوتوف: إن هناك عصابة إرهابية تستغل إنشاء منطقة خفض التوتر في إدلب وتتحصن بها، حيث يقوم إرهابيوها بتعزيز صفوفهم، ويغيرون على المدنيين، ويقومون بضرب نقاط تمركز القوات المسلحة الروسية، وروسيا لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي وألا ترد على جرائمهم، ولفت إلى أن مسؤولي النظام التركي طلبوا في الاجتماعات الثنائية من روسيا عدم استخدام القوة لتحرير إدلب من الإرهابيين.
وحول تقليص عديد القوات الروسية الموجودة في سورية في إطار جهود مكافحة الإرهاب قال سيرومولوتوف: إن تقليص الوجود العسكري الروسي في سورية مستمر ومرتبط بالنجاح في التخلص من بقايا الإرهابيين على الأرض وتعزيز القوات المسلحة السورية.
وبشأن إمكانية تنفيذ الفكرة الأميركية المتعلقة بتكوين حلف استراتيجي ضد الإرهاب في الشرق الأوسط قال سيرومولوتوف: إن الجانب الروسي يشكك في إمكانية تنفيذها، مشدداً على أن ضخ المزيد من الأسلحة والمعدات الأميركية إلى المنطقة لن يسهم في تعزيز السلام وحسن الجوار والتنمية المستدامة، بل سيشكل خطراً جسيماً بحد ذاته، وأضاف سيرومولوتوف: في الظروف الحالية هناك حاجة لعمل جماعي لإنشاء نظام متكامل للأمن الجماعي والتعاون في المنطقة على أساس التعاون المتكافئ وتدابير بناء الثقة الفعالة.
من جانبه أكد عضو لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فرانز كلينتسفيتش أن ذريعة أي عدوان أمريكي على سورية ستكون مفتعلة، مشدداً على أن الجيش السوري لا يستخدم الأسلحة الكيميائية في مواجهة الإرهابيين.
وتزداد المؤشرات والمعطيات يوماً بعد آخر حول الإعداد لسيناريو مسرحية كيميائية من قبل التنظيمات الإرهابية بالتعاون مع جماعة “الخوذ البيضاء” ذراع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي وتخطيط من المخابرات البريطانية ومعها الأمريكية والتركية لاستجرار عدوان غربي على سورية بعد اتهام الجيش العربي السوري بتنفيذ الهجوم.
ورداً على ما نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أول أمس نقلاً عن مسؤولين أمريكيين لم تكشف هويتهم بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يفكر فيما إذا كانت القوات الأمريكية ستضرب القوات العسكرية الروسية في سورية، وماذا يمكن أن تكون الذريعة لذلك قال كلينتسيفيتش للصحفيين أمس في موسكو: ليس لدي أدنى شك في أن هناك أخباراً مزيفة أخرى.. والصحيفة تحاول على الأرجح تصعيد الوضع من خلال تنفيذ مهمة مطلوبة معينة، وأنا بالتأكيد لا أعتبر ترامب رئيساً مثالياً، ولكن بحكم موقعه يجب أن يدرك أن الضربة ضد القوات الروسية في سورية محفوفة بعواقب غير متوقعة، وأضاف: الحرب هي الحرب، وكل شيء ممكن فيها، فالقوات الروسية في سورية مستعدة لأي تطورات للأحداث.
في الأثناء أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف أنه سيجري والوفد الدبلوماسي المرافق سلسلة من اللقاءات حول سورية في جنيف اليوم وغداً، معرباً عن تفاؤله بنتائج هذه اللقاءات.
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا دعا دبلوماسيين من الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانا روسيا وإيران والنظام التركي إلى جنيف لإجراء مشاورات معهم، وسيشارك من الطرف الروسي فيها إضافة إلى لافرينتييف نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين.
ونقل موقع روسيا اليوم عن لافرينتييف قوله في مطار جنيف: إن اللقاءات ستجري على كلا المستويين الرسمي وغير الرسمي يومي 10 و11 أيلول، ورداً على سؤال من الصحفيين أشار لافرينتييف إلى أن الحديث عن قرارات من مشاورات وفد الدبلوماسيين الروس مع دي ميستورا سابق لأوانه.
وكان البيان المشترك لقمة الدول الضامنة لمسار أستانا الذي عقد في طهران يوم الجمعة الماضي، أكد الالتزام بوحدة وسيادة الأراضي السورية والاستمرار في محاربة الإرهاب وبأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
إلى ذلك قال السيناتور الأمريكي ريتشارد بلاك: إن القضاء على الإرهابيين في إدلب ضروري ليس فقط من أجل مستقبل سورية، بل من أجل مستقبل الحضارة البشرية بأكملها، وفنّد بلاك اتهامات الغرب للحكومة السورية بشأن استخدام أسلحة كيميائية، مشيراً إلى أن صحفيين يتمتعون بالمصداقية مثل سيمور هيرش تحققوا من الهجمات المزعومة بالغازات السامة وكشفوا زيفها.
وأوضح بلاك أنه قام بدراسة جميع الهجمات المزعومة باستخدام أسلحة كيميائية على مدى السنوات السبع الماضية، وأن كل هذه الهجمات التي نفذها الإرهابيون تمت بالتعاون مع النظام التركي أو وكالات الاستخبارات الأجنبية، مؤكداً أن الولايات المتحدة لا تحارب الإرهاب، بل تتحدث عنه فقط، وتستخدمه كسلاح رئيسي في الحروب التي تشنها في منطقة الشرق الأوسط.
ودأب داعمو الإرهاب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة على الإيعاز لعملائهم من الإرهابيين بإعداد مسرحيات حول استخدام أسلحة كيميائية بهدف اتهام الدولة السورية واستجلاب عدوان خارجي ضدها، ولجأ هؤلاء مؤخراً إلى تكرار الأكاذيب في مجلس الأمن في محاولة لإنقاذ ما تبقى من التنظيمات الإرهابية في سورية ولا سيما في إدلب.