دراساتصحيفة البعث

“أنا جزء من المقاومة داخل إدارة ترامب”

 

ترجمة: سلام بدور

عن موقع الانديبندنت 9/8/2018

كشف مساعد ترامب عن همسات التعديل الخامس والعشرين، والمقاومة المتنامية لخطط الرئيس في مقال مجهول، وحسب مقال غير معروف نُشر في صحيفة النيويورك تايمز فإن كبار المسؤولين الحكوميين من البيت الأبيض في مختلف الإدارات والوكالات التنفيذية يعملون على عزل عملياتهم عن نزوات الرئيس دونالد ترامب، حيث يقول المقال بأن الرئيس سوف ينحرف عن الموضوع وعن الحدود وينخرط في التشويش المتكرر، وأن اندفاعه تنتج عنه قرارات متهورة وغير مستنيرة حيث يتوجب دائماً الرجوع إليها مرة أخرى!.

ويقول المؤلف إن كبار المسؤولين في إدارته يعملون جاهدين من الداخل لإحباط أجزاء من أجندته وميوله السيئة، إضافة إلى وجود همسات حول التعديل الخامس والعشرين والذي يحدّد الخلافة الرئاسية في دستور الولايات المتحدة ويُستخدم لإقالة الرئيس إذا وافقت حكومته على أن ذلك هو أفضل إجراء. وفي حال وجود شكوك حول قدرة ترامب العقلية، وأنه غير مستقر عقلياً، يمكنهم استخدام التعديل الخامس والعشرين من الدستور لإيقافه عن عمله.

كذلك تتفق هذه المقالة مع التقارير الأخيرة من الكتاب الذي كتبه الصحفي المخضرم بوب وودوارد والذي يشير إلى أن كبار المسؤولين قاموا بإزالة الوثائق من مكتب الرئيس لمنعه من التوقيع عليها.

وحسب المؤلف المجهول فإن أصل المشكلة هو عدم حضورية الرئيس، فكل من يعمل معه يعرف بأنه لا يرسى على أية مبادئ أولية واضحة تسترشده في صنع القرار. ويمضي المسؤول ليقول بأنه قد تمّ انتخاب الرئيس كمرشح جمهوري لكنه لا يهتم كثيراً بتلك الأفكار، ثم يصف جهداً واسعاً لتقويض السيد ترامب من قبل موظفيه من البيت الأبيض إلى إدارات ووكالات السلطة التنفيذية، وكبار المسؤولين يعترفون بشكل خاص بعدم إيمانهم بتعليمات وأفعال القائد الأعلى وفق ما يكتبون، كما أن معظمهم يعملون على عزل عملياتهم عن أهوائه.

من جهته يدعو ترامب إلى تسليم المسؤول مجهول الهوية على الفور بعد ادعاءاته بأن موظفي مكتبه قد فكروا في بدء عملية إقالته من منصبه. كذلك قال ترامب عندما كان يتحدث في البيت الأبيض بعد فترة وجيزة من نشر المقال بأن هذا المقال يعتبر عاراً حقيقياً، وهاجم مصداقية نيويورك تايمز، وسي إن إن، على الرغم من أنهما شبكتان إخباريتان تلتقيان به بانتظام، كما تساءل ترامب في وقت لاحق في تغريدة له على موقع تويتر عما إذا كانت هذه المزاعم تصل إلى درجة الخيانة، قبل أن يدعو المسؤول المجهول الهوية لتسليم نفسه إلى السلطة مستشهداً بأغراض الأمن القومي.

وردّت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض سارة هوكابي ساندرز بالضرب والتقريع على كلّ من صحيفة النيويورك تايمز والمصدر المجهول، حيث كتبت في بيان لها بأنه ما يقارب من 62 مليون شخص قد صوتوا لصالح دونالد ترامب في عام 2016 وكسب 306 من أصوات الهيئة الانتخابية مقابل 232 لخصمه، ولم يصوت أي منهم لمصدر مجتهد مجهول أو لصحيفة النيويورك تايمز الفاشلة. وأضافت ساندرز قائلة: لقد خاب أملنا ولكننا لم نندهش لأن الصحيفة اختارت أن تنشر هذا المقال المثير للشفقة والمتهور والأناني، وهذا أدنى مستوى لما يُسمّى ورقة السجل، كما قالت بأنه يجب أن يصدر اعتذار من الصحيفة كما حدث بعد الانتخابات لتغطيتها الكارثية لحملة ترامب، وما يحدث هو مجرد مثال آخر على الجهود المتضافرة لوسائل الإعلام الليبرالية لتشويه سمعة ترامب حسب قولها، فالتقرير المروع الذي نُشر في صحيفة النيويورك تايمز بعنوان “أنا جزء من المقاومة داخل إدارة ترامب” كان قد أرسل موجات صادمة عبر مؤسسة الواشنطن، وأدى ببعض المتفرجين إلى ملاحظة أن الظروف التي تمّ وضعها يمكن أن تصل إلى إسقاط سلمي لحكومة الولايات المتحدة، على سبيل المثال أشارت نيكول والاس من موقع “مسنبك” إلى أنه يمكن تعريف القبول بعبارات خطيرة، ففي بلدان أخرى يطلقون عليه اسم الانقلاب حيث انضم إلى والاس آخرون من أمثال ديفيد روثكويف خبير الأمن القومي، ونائب وزير التجارة السابق لسياسة التجارة الدولية والتنمية خلال إدارة كلينتون، حيث كتب السيد روثكويف على تويتر: لقد أقسموا اليمين الدستورية للولايات المتحدة، فالشكاوى المجهولة والمسؤوليات المزعومة التي تُستخدم لتقويض الرئيس الذي لا يحترم أياً من تلك الوعود هي مجرد اعتراف بنوع من الانقلاب الوطني، وهذه ليست الطريقة التي يجب أن تخدمنا بها الحكومات.