عون: الاستمرار بمحاربة الإرهاب وحل القضايا الدولية عبر الحوار
دعا الرئيس اللبناني ميشال عون، خلال كلمة له ألقاها في جلسة خاصة مفتتحاً بها أعمال الدورة الأولى للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، إلى “دعم ما طالب به مراراً، وخصوصاً على منبر الأمم المتحدة، بجعل لبنان مركزاً دائماً للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والأعراق”، وأكد ضرورة الاستمرار في الحرب على الإرهاب في المنطقة، ووقف الحروب والنزاعات فيها، مشدداً على أهمية الحوار كسبيل لحل القضايا الدولية. وأشار عون إلى أن الجيش اللبناني تمكّن من خلال عملياته العسكرية النوعية من دحر الإرهابيين في المناطق الشرقية وتحقيق الأمن والاستقرار في تلك المناطق، لافتاً في ذات الوقت إلى أن لبنان يسعى إلى العودة الكريمة والآمنة للمهجّرين السوريين إلى ديارهم ويرفض المماطلة بهذا الشأن، مطالباً “بتفعيل قرارات الدعم المادي التي اتخذت خصوصاً في مؤتمر بروكسل”. وإذ شدد عون على ضرورة وقف الحروب والنزاعات والتطرّف في المنطقة وحل القضايا الدولية من خلال الحوار والاحترام المتبادل والعودة إلى تطبيق المبادئ العالمية لحقوق الانسان، قال: إن السياسات الخالية من مقياس العدالة تؤدي إلى التشكيك بصحة تطبيق الديمقراطية في الدول التي تعتبر رائدة في اعتمادها، مبيناً أن هذه السياسات دفعت كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى تهويد القدس وإعلانها عاصمة له وإقرار قانون الدولة اليهودية ضارباً عرض الحائط بالقرارات الدولية، لافتاً في هذا السياق إلى قرار الإدارة الأمريكية وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا للضغط عليهم وبهدف توطينهم في الدول المجاورة.
كما لفت إلى “أن الشعب الفلسطيني لا يزال منذ العام 1948 يعيش في المخيمات في دول الشتات، وخصوصاً في لبنان، بانتظار تنفيذ القرارات الأممية، وها هي ملامح هذا الحل بدأت تظهر بعد 70 عاماً من الانتظار، منبئة بمشروع التوطين”، محذّراً من اعتماد المجتمع الدولي “سياسة وهب ما لا يملك لمن لا يستحق”.
كذلك تحدّث عون عن التحديات التي تواجه لبنان في المرحلة الراهنة، فشدد على أنه وضع على رأس أولوياته “مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمحاسبة”، كاشفاً عن أن “العمل الأساسي سينطلق مع الحكومة الجديدة التي تقع على عاتقها مسؤولية تطبيق خطة النهوض الاقتصادي ومقررات مؤتمر “سيدر”، لإرساء الاستقرار والازدهار في البلاد.
بالتوازي، أدان حزب الله تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون بشأن المحكمة الجنائية الدولية، وقال في بيان: “إن الولايات المتحدة وعلى لسان مستشار الأمن القومي فيها أعلنت أنها تعتبر نفسها فوق كل اعتبار، وأن شعارات القانون الدولي والمجتمع الدولي ما هي إلا ثرثرات تستخدمها ساعة تقتضي مصالحها ذلك، وأنها لا تعترف بها إلا عندما تكون أداة طيعة لتحقيق مآربها الاستعمارية والتسلطية”.
وأوضح حزب الله في بيانه أن تصريحات بولتون تؤكّد أن السياسة الأمريكية “ترتكز على مصادرة دساتير العالم ورفض الانصياع للقوانين والمنظمات الدولية” وأن المنطق المتحكم في الذهنية الأمريكية يقوم على عدم إعطاء الحق للضعيف، وعلى شريعة الغاب التي تمجّد القوة وتسحق المظلوم.
كما أصدر حزب الله بياناً آخر انتقد فيه سلسلة المواقف الأمريكية المعادية للفلسطينيين، موضحاً أن الإدارة الأمريكية تواصل عدوانها على القضية الفلسطينية ابتداء من قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة مروراً بوقف تمويل المنظمات الإنسانية التي ترعى شؤون اللاجئين وصولاً إلى التضييق على الشعب الفلسطيني ومحاصرته في سياق تآمري متصاعد يعتمد زيادة الضغوط على الفلسطينيين لدفعهم للتنازل عن حقوقهم وتصفية قضيتهم.