المجموعات التكفيرية استكملت تصوير مشاهد كيماوية بانتظار عرضها المعلم: ذريعة أمريكية لتبرير العدوان على سورية! روسيا: لا يمكن الســماح ببقاء إدلــب بـؤرة إرهابيــة
تشير الوقائع على الأرض أن الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة قد أنجز جميع التحضيرات لفبركة مسرحية كيميائية جديدة وإلصاق التهمة بالجيش العربي السوري لتكون ذريعة لشن عدوان جديد على سورية حيث كشفت وزارة الدفاع الروسية عن معلومات موثوقة تؤكد بدء المجموعات الإرهابية تصوير مشاهد لهجوم كيميائي مفبرك في مدينة جسر الشغور بريف إدلب لاتهام الجيش السوري بارتكابه.
نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أكد في مقابلة مع مجلة “الحياة الدولية” الروسية أن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم الأسلحة الكيميائية ذريعة لتبرير العدوان على سورية، وقال: إن أهداف أمريكا ليست فقط متعلقة بها بل هي أهداف إسرائيلية تنفذها واشنطن “تفاصيل ص 10”.
مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا وخلال جلسة لمجلس الأمن حذر الغرب من شن عدوان جديد على سورية، وأكد أن بلاده لن تسمح للإرهابيين باستخدام المدنيين دروعاً بشرية، فيما شدد مندوب إيران غلام علي خوشرو أنه من حق الدولة السورية مكافحة الإرهاب على أراضيها وهو ما يضمنه ميثاق الأمم المتحدة. في وقت جددت وزارة الخارجية الروسية التأكيد على استحالة التسامح مع بقاء بؤرة للإرهابيين في إدلب، مشددة على صحة السياسة التي تتبناها الحكومة السورية بهذا الصدد.
وفي التفاصيل، ذكر مركز التنسيق الروسي في حميميم التابع لوزارة الدفاع الروسية في بيان نشره أمس أنه حصل على معلومات من الأهالي في إدلب تؤكد تصوير الإرهابيين مشاهد لهجوم كيميائي مفبرك في مدينة جسر الشغور بغية اتهام الجيش السوري بتنفيذه. ولفت إلى أن المعلومات أكدت وصول فرق إعلامية لبعض القنوات الشرق أوسطية وكذلك لفرع إقليمي لقناة إخبارية أمريكية كبيرة إلى جسر الشغور لتصوير مشاهد الهجوم الكيميائي المفبرك والذي يظهر تقديم نشطاء من إرهابيي منظمة “الخوذ البيضاء” المساعدات إلى المواطنين بعد الهجوم المزعوم ببراميل متفجرة تحوي مواد سامة.
وبين مركز التنسيق الروسي أن المشاهد المفبركة تتضمن قيام إرهابيي الخوذ البيضاء بجمع عينات التربة بشكل سريع من أجل إعطاء المشاهد صبغة واقعية مشيراً إلى أن الإرهابيين قاموا صباح أمس بنقل برميلين يحتويان على مادة كيميائية منتجة على أساس الكلور من بلدة خربة الجوز القريبة من الحدود التركية إلى جسر الشغور، ولفت إلى أنه من المقرر أن تسلم جميع مشاهد الاستفزاز الكيميائي في جسر الشغور إلى وسائل الإعلام حتى نهاية اليوم لبثها بعد تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت وزارة الدفاع الروسية كشفت السبت الماضي عن اجتماع لمتزعمي إرهابيي جبهة النصرة والحزب التركستاني بمشاركة منسقين لما يسمى منظمة الخوذ البيضاء في مركز قيادة الإرهابيين بمنطقة مدرسة الوحدة بمدينة إدلب لتنسيق سيناريوهات إجراء وتصوير مسرحيات لاستخدام مزعوم للمواد السامة ضد المدنيين بناء على أمر خاص من جهات أجنبية كإشارة لبدء تنفيذ المرحلة العملية للاستفزاز بمحافظة إدلب.
وكانت سورية وجهت قبل أيام رسالة رسمية إلى أعضاء مجلس الأمن تتضمن معلومات دقيقة وعالية المصداقية حول تحضيرات المجموعات الإرهابية المسلحة في إدلب وريفي اللاذقية وحلب لاستخدام المواد الكيميائية السامة ضد المدنيين وعلى نطاق واسع بهدف عرقلة العملية العسكرية ضد الإرهاب في تلك المناطق.
نيبينزيا: الغرب يستعد لتدخل عسكري
إلى ذلك قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن أمس حول نتائج قمة الدول الضامنة لمسار أستانا، روسيا وإيران وتركيا، في طهران: إن عدداً من الدول الغربية يستعد لتنفيذ تدخل عسكري في سورية وشن ضربة على مواقع حكومية بذريعة الرد على استخدام دمشق المزعوم للمواد السامة، مجدداً التأكيد على أن سورية لا تمتلك أي أسلحة كيميائية بعد أن تخلصت منها في عام 2014 وهو ما أكدته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وأوضح نيبينزيا أن التنظيمات الإرهابية في سورية تحضر لاستفزازات باستخدام الكيميائي في إدلب مدعومة من رعاتها الأجانب بهدف اتهام الجيش العربي السوري مؤكداً أن لدى روسيا أدلة دامغة على إجراء مثل هذه التحضيرات، وشدد على أنه لا يمكن السماح للتنظيمات الإرهابية باستمرار احتجاز المدنيين في إدلب دروعاً بشرية ومواصلة استفزازاتها ضد الجيش السوري واستهداف القاعدة الجوية الروسية في حميميم.
وأوضح نيبينزيا أن البيان الختامي لقمة الدول الضامنة جدد التزام الدول الثلاث باستقلال ووحدة وسلامة الأراضي السورية وأنه لا بديل للحل السياسي للأزمة وأرسل رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن هذه الدول مستمرة في بذل قصارى جهدها للتخلص من الإرهاب في سورية بشكل نهائي والمساهمة في عملية إعادة الإعمار والمضي قدماً في العملية السياسية ما يمكن السوريين من تحديد مستقبلهم بأنفسهم، وقال: عقدنا محادثات خاصة بشأن إدلب التي يوجد فيها عشرات آلاف الإرهابيين من داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى وكان هناك تصميم مشترك بين روسيا وإيران وتركيا على إنهاء ما تبقى من الإرهاب في جميع الأراضي السورية لأن استمرار هذا الإرهاب يهدد أمن المنطقة برمتها. ولفت نيبينزيا إلى أن الدول الثلاث بحثت أيضاً خلال القمة مسألة تيسير عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم مشيراً إلى أن الحكومة السورية هيأت الظروف المناسبة لعودتهم.
وأكد نيبينزيا ضرورة عدم تفويت فرصة المصالحة التي أعلنتها الدولة السورية لكل من هو مستعد للحوار وقال: نأمل في أن تلقى هذه الدعوة آذاناً صاغية في إدلب، مطالباً المجموعات الإرهابية بوقف قصف المدن والبلدات لافتاً في هذا السياق إلى أن القصف الذي استهدف قبل ايام مدينة محردة بريف حماة أسفر عن استشهاد تسعة أشخاص بينهم أطفال إضافة إلى إصابة العشرات فيما أودى القصف الذي طال بلدة السقيلبية بحياة ثلاثة مدنيين.
وأوضح نيبينزيا أن البيان الختامي لقمة الدول الضامنة جدد التزام الدول الثلاث باستقلال ووحدة وسلامة الأراضي السورية وأنه لا بديل للحل السياسي للأزمة وأرسل رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن هذه الدول مستمرة في بذل قصارى جهدها للتخلص من الإرهاب في سورية بشكل نهائي والمساهمة في عملية إعادة الإعمار والمضي قدماً في العملية السياسية ما يمكن السوريين من تحديد مستقبلهم بأنفسهم، وأعرب عن أمله بأن يتم الاستماع إلى هذه الرسالة التي وجهتها الدول الضامنة لمسار أستانا من قبل جميع الأطراف لضمان تسوية ثابتة وطويلة الأمد في سورية معتبراً أن هذا الموقف له أهمية خاصة اليوم على خلفية التهديدات بشن ضربة عسكرية على سورية بذريعة الرد على استخدام دمشق المزعوم لمواد سامة. ولفت نيبينزيا إلى أن مسألة تيسير عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم كانت من بين أهم البنود على أجندة قمة طهران وخاصة بعد أن هيأت الحكومة السورية الظروف المناسبة للعودة، وأشار نيبينزيا إلى أن كل الظروف الضرورية لإعادة الإعمار في سورية باتت مهيأة لكن الدول الغربية تقوم باستفزاز سياسي بدلاً من التركيز على هذه القضية مشددا على ضرورة ألا يكون هناك ابتزاز سياسي في هذه القضايا لكن هذا بالضبط ما تقوم به بشكل سافر العواصم الغربية.
وفي رده على كلمات مندوبي الدول الغربية قال نيبينزيا: بصراحة لا تشعرنا مخططات التحالف الغربي بشأن سورية بثقة.. فما نسمعه هو تهديدات واضحة موجهة إلى دولة ذات سيادة وكذلك إلى روسيا لافتاً إلى أن أي عملية للجيش العربي السوري في إدلب تهدف لمكافحة العناصر الإرهابية. وأضاف: سمعت تحذيرات من أنه قد يتم استخدام القوة ضد الدولة السورية ليس فقط استناداً إلى مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية لكن عموماً في حال تنفيذ عملية عسكرية في إدلب مؤكدا ضرورة عدم التلاعب بالمفاهيم وقال: نحن نتحدث ليس عن عملية عسكرية في إدلب لكن عن اجتثاث الإرهاب من المنطقة.
علي خوشرو: الالتزام بصيغة أستانا
بدوره أكد مندوب ايران الدائم لدى الأمم المتحدة غلام علي خوشرو خلال الجلسة: إن الدول الثلاث روسيا وإيران وتركيا أكدت خلال قمة طهران استمرار التزامها القوي بسيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها وضرورة المضي في صيغة أستانا لتحقيق الاستقرار في جميع الأراضي السورية، وشدد على أن القضاء على الإرهاب في إدلب جزء لا يتجزأ من مهمة استعادة الأمن والاستقرار في سورية مشيراً إلى أن الدول الثلاث أكدت خلال القمة تصميمها على مواصلة التعاون في القضاء على كل التنظيمات الإرهابية في سورية.
وحذر علي خوشرو من أن محاولة بعض الدول استخدام القوة ضد سورية استناداً إلى فبركات ومزاعم استخدام الكيميائي سوف تعقد الوضع أكثر، لافتاً إلى أن الدولة السورية تخلصت من هذه الاسلحة قبل أربعة أعوام بإشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وجدد التأكيد على أن السوريين وحدهم من يقرر مستقبل بلدهم من خلال عملية سياسية يقودها السوريون أنفسهم دون تدخل خارجي وهو ما أكدته قمة طهران للدول الضامنة.
ريابكوف: لا يمكن بقاء بؤرة الإرهابيين في إدلب
من جانبه قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف خلال أول مؤتمر أممي بشأن قانون وسياسة الفضاء إنه لا يمكن لنا التسامح مع بقاء بؤرة الإرهابيين في إدلب وهذه هي سياسة دمشق وهي صحيحة تماماً، معلناً أن العسكريين الروس يعملون على حل هذه القضية بشكل دقيق وفعال مع تقليص الخطر على المدنيين قدر الإمكان ومنع الإرهابيين من فرصة الفرار وإعادة تنظيم قوتهم.
وحذر ريابكوف من أن البعض في الغرب لم يتراجع بعد عن سيناريو استفزاز عسكري جديد في سورية، مشيراً إلى أن موسكو ستواصل العمل من أجل منع ذلك الاستفزاز، وأوضح أن مستجدات الوضع في سورية ومضي حكومتها قدماً في تحرير آخر بؤر الإرهابيين يستدعي كما يبدو معارضة وقلق ممن لا يهتم بأن تكون سورية دولة موحدة وذات سيادة وباستعادة الحياة الطبيعية فيها وعودة المهجرين إليها، مشدداً على أنه من غير المقبول لأولئك الذين يرون بالوضع الحالي فرصة لنسف عملية التسوية من جديد.
وانتقد نائب وزير الخارجية الروسي تجاهل دول الغرب للحقائق التي تقدمها روسيا بشأن التحضيرات الجارية للقيام باستفزاز كيميائي جديد في إدلب مشيراً في الوقت نفسه إلى استمرار الحوار بين موسكو وواشنطن بخصوص سورية بغية تطبيع الأوضاع فيها.
كما انتقد ريابكوف بشدة التهديدات الأمريكية الجديدة التي أطلقها مستشار الأمن القومي في البيت البيض جون بولتون أول أمس بشن عدوان جديد على سورية وأقوى من الذي سبقه مؤكداً أن مثل هذه التهديدات تشكل بوضوح سياسة ابتزاز وتهديد.
ونبه نائب وزير الخارجية الروسي إلى أن النهج الأمريكي غير البناء في سورية يصب في مصلحة الإرهابيين ويهدد الأمن الإقليمي واعتبر ريابكوف أن تهديدات بولتون ليست الاولى من نوعها وهي بمثابة إظهار عضلات وتلاعب وقح بالحقائق وتهدف لابتزاز الدول الضامنة لتسوية الازمة في سورية وخاصة روسيا وإيران موضحاً أن موسكو سبق واتخذت جميع الإجراءات الاحترازية استعداداً لأي خطوات من قبل الولايات المتحدة.
ولفت ريابكوف إلى أن مواقف روسيا والنظام التركي بخصوص إدلب غير متطابقة بشكل كامل وبنسبة مئة بالمئة إلا أنه اعتبر أن هذا الأمر طبيعي حيث يسعى الطرفان لإيجاد أرضية مشتركة في الموضوع.
الإعلام الأمريكي فقد مصداقيته
من جهة ثانية أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن الكرملين يعتمد فقط على التصريحات والبيانات الرسمية مشيراً إلى أن تقارير وسائل الإعلام الأمريكية فقدت مصداقيتها، وقال في مؤتمر صحفي رداً على أنباء لوسائل إعلام أمريكية بإمكانية الاعتداء على القوات الروسية الموجودة في سورية: لم نعد نأخذ تقارير وسائل الإعلام على محمل الجد لأنها فقدت مصداقيتها تماماً ونحن نسترشد بالبيانات الرسمية.
مشروع روسي لدعم السكان في سورية
من جانبها أعلنت وزارة الحالات الطارئة الروسية أنها تقوم بالتعاون مع وزارة الخارجية بإعداد مشروع متعدد الأطراف لتعزيز استعادة الأمن والاستقرار ودعم السكان في سورية.
ووفقاً لبيان صادر عن مكتب الخدمة الصحفية في الوزارة فإن الوزير يفغيني زينيشيف أوضح خلال اجتماعه مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشراكة الإنسانية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى رشيد خاليكوف أن وزارة الحالات الطارئة بدأت بالتعاون مع وزارة الخارجية بوضع مشروع متعدد الأطراف لتعزيز استعادة السلام ودعم السكان في سورية، وأشار زينيشيف إلى نجاح العمل المشترك للوزارة مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالعمل في تعزيز المبادرة الروسية في العام 2012 والخاصة بإنشاء شبكة عالمية من مراكز الإدارة في الأوضاع المتأزمة حيث تشارك في هذا البرنامج حاليا 15 دولة وخمس منظمات دولية.