لافروف: على الغرب مواجهة الإرهاب بدل استخدامه لتحقيق مصالح آنية الجيش يسيطر على نقاط متقدمة في تلول الصفا.. ويدمّر آليات لـ ” النصرة” في ريف حماة
اقتربت قواتنا المسلحة أمس من إنهاء وجود “داعش” في بادية السويداء بعد أن سيطرت نارياً على مناطق متقدمة في الجروف الصخرية البازلتية شديدة الوعورة المليئة بالمغاور والكهوف والجحور، وعززت انتشارها، وثبتت مواقعها في مساحات جديدة على اتجاه تلول الصفا.
وفيما أوقعت وحدات الجيش قتلى ومصابين في صفوف إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والحزب التركستاني ودمرت لهم آليات في إطار عملياتها بريفي حماة الشمالي والغربي، عثرت وحدات أخرى من الجيش خلال متابعة أعمال تأمين ما تبقى من قرى وبلدات ومزارع في منطقة الميادين بريف دير الزور الجنوبي الشرقي على أسلحة وذخائر وأجهزة اتصال من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي. في وقت شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن حل الأزمة في سورية يجب أن يكون مقبولاً أولاً وقبل كل شيء من السوريين أنفسهم، داعياً الغرب إلى مواجهة خطر إرهاب التطرف بدلاً من استخدامه لتحقيق أهداف تخدم بعض المصالح الآنية.
وفي التفاصيل، سيطرت وحدات من الجيش نارياً على مناطق متقدمة في الجروف الصخرية البازلتية شديدة الوعورة المليئة بالمغاور والكهوف والجحور، وعززت انتشارها، وثبتت مواقعها في مساحات جديدة على اتجاه تلول الصفا بالتزامن مع تدمير سلاحي الجو والمدفعية في الجيش أوكاراً وتحصينات وتحركات لتنظيم داعش، والقضاء على العديد من إرهابييه بينهم قناصون.
إلى ذلك أفشلت وحدات من الجيش محاولات جديدة لإرهابيي تنظيم داعش بالفرار من تلول الصفا بالريف الشرقي بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل وإصابة العديد منهم وتدمير آلية مركب عليها رشاش ثقيل.
وفي ريف حماة قصفت وحدة من الجيش بسلاح المدفعية مجموعة من إرهابيي تنظيم جبهة النصرة أثناء قيامها بأعمال تحصين وحفر خنادق في الأطراف الغربية لقرية تل واسط بالريف الشمالي، ما أسفر عن القضاء على عدد منهم وإصابة آخرين وتدمير 3 دشم بمن فيها.
وبالتزامن مع العمليات على تحركات وتحصينات الإرهابيين بالريف الشمالي اشتبكت وحدات من الجيش مع مجموعات من إرهابيي الحزب التركستاني في أطراف بلدة الحويز في سهل الغاب بالريف الغربي كانت تقوم بتفخيخ المنازل المهجورة والغرف المنتشرة في الأراضي الزراعية في المنطقة، ما أسفر عن مقتل عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين قبل أن يلوذ الباقون بالفرار بعيداً عن خطوط التماس مع وحدات الجيش العربي السوري.
وتنتشر في عدد من قرى وبلدات ريف حماة الشمالي مجموعات إرهابية يتبع أغلبها لتنظيم جبهة النصرة والحزب التركستاني، وتضم في صفوفها مئات الإرهابيين المرتزقة الذين تسللوا عبر الحدود المشتركة من الأراضي التركية بتسهيل وتمويل ودعم من نظام أردوغان الإخواني.
وفي ريف دير الزور تابعت عناصر الهندسة أعمال تمشيط ما تبقى من مناطق لتأمينها ورفع المفخخات والألغام من مخلفات إرهابيي داعش تمهيداً لاستكمال عودة الأهالي إلى المنطقة الذين غادروها تحت ضغط اعتداءات التنظيم التكفيري، وتم العثور خلال أعمال التمشيط على أسلحة وذخائر وأجهزة اتصال من مخلفات التنظيم الإرهابي في ريف منطقة الميادين الشرقي تضمنت عبوات ناسفة وقوالب لتصنيعها ورشاشات دوشكا وبنادق آلية وذخائر متنوعة وأجهزة اتصالات لاسلكية وفضائية.
سياسياً، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمام منتدى للدبلوماسيين الشباب على هامش المنتدى الاقتصادي الشرقي المقام في مدينة فلاديفوستوك شرق روسيا: إنه ينبغي للأقنية السياسية للحوار مع الولايات المتحدة بشأن سورية أن تساعد على إيجاد أرضية مشتركة للتسوية فيها، ولدينا في هذا السياق قناة اتصال مهنية جداً بين قواتنا المسلحة بين البلدين حول الوضع في سورية، مشدداً على أنه تمت دعوة روسيا من قبل الحكومة السورية الشرعية غير أن وجود الولايات المتحدة العسكري في سورية غير مشروع، وأضاف: إنني افترض أن الاتصالات بشأن سورية التي ما زلنا نحتفظ بها عبر القنوات السياسية ستساعدنا في إيجاد نهج مقبول للطرفين ومقبول أولاً، وقبل كل شيء من وجهة نظر السوريين أنفسهم.
ودعا الوزير الروسي الدول الغربية إلى مواجهة خطر إرهاب التطرف بدلاً من استخدامه لتحقيق أهداف تخدم بعض المصالح الآنية، مشدداً على أننا نواجه الآن تهديدات الإرهاب والاتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة، وآمل أن يسود الفهم للحاجة إلى محاربة هذا الشر بشكل مشترك بدلاً من مواجهة بعضنا البعض في هذا الوضع أو ذاك، كما هو الحال في سورية على سبيل المثال.
وأوضح لافروف أنه بعد احتلال العراق تحت ذريعة ملفقة ظهر تنظيم داعش، وبعد أن تعرضت سورية لهجوم من قبل المتطرفين بدعم من دول إقليمية ودول غربية ظهرت جبهة النصرة إحدى أكثر الجماعات الإرهابية شراً وفعالية، محذراً من أن التوقعات التي تفترض أنه بالإمكان استخدام هؤلاء الإرهابيين لتحقيق أهداف اليوم ومن ثم السيطرة عليهم غداً ليست سوى وهم، وهذا لن يحدث أبداً، كما اعتبر لافروف أن العلاقات الروسية الأمريكية مصابة بالتسمم في الوقت الراهن بسبب السياسات التي تتبعها الإدارات الأمريكية، وقال: إنه في العلاقات مع الشركاء أصبح للولايات المتحدة بالفعل شعار دائم عندما يكون هناك شيء غير صحيح أعلن على الفور عن عقوبات وتدابير ذات تأثير إجباري، مشدداً على أنه لا يمكن للولايات المتحدة الاعتماد على نجاح مثل هذه السياسة على المدى الطويل.
يشار إلى أن المنتدى الاقتصادي الشرقي في دورته الرابعة يعقد في جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية بجزيرة روسكي بمدينة فلاديفوستوك في الفترة من الـ 11 إلى الـ 13 من أيلول الحالي.