حضور اقتصادي وسياسي لعدد من الدول العربية والأجنبية.. إقبال سوري على مستلزمات إعادة الإعمار وتوفير الطاقة.. 120 عقداً في يومين بالتوازي مع الاستفادة من التقنيات المعروضة
اهتمام كبير أبدته الوفود العربية والأجنبية في مشاركتها ضمن فعاليات معرض دمشق الدولي بدورته الـ60، حيث استثمرت كل دولة الفرصة للتعريف بمنتجاتها والتعرف إلى المنتج السوري والسعي نحو التبادل التجاري والثقافي فيما بينها، حتى من لم يستطع المشاركة لأي سببٍ كان، فضّل الحضور ولو لمجرد تسجيل موقف وتأكيد التوجه للتعاون مع سورية في خطتها الاستراتيجية المقبلة لإعادة الإعمار، بالمقابل أبدى الجانب السوري انفتاحه لأي تعاون من خلال إقباله للتعرف على كل جديد يخدم المشاريع القادمة، مثبّتاً الخطوة الأولى عبر توقيع عشرات الاتفاقيات مع جهات مختلفة والتمهيد لصفقات أخرى مستقبلاً.
اهتمام مفاجئ
لم يخفِ ممثل الجناح البرازيلي في معرض دمشق الدولي فادي أبو العينين مفاجئته من الإقبال الكبير غير المتوقع الذي شهده الجناح، والاستعداد للتعاون مع الشركات السورية خاصة في مجال تصدير المنتجات البرازيلية كسخانات مياه فورية ومختلف أنواع البياضات، مشيراً إلى أن مشاركتهم حققت النتائج المرجوة منها منذ اليومين الأولين لافتتاح المعرض، إذ طرحت الشركات السورية أكثر من 120 عقداً بهذا المجال، كما اتُّفق على صفقات عديدة مع السودان والعراق، وتم انتقاء وكيل واحد في سورية لمتابعة هذه الاتفاقيات، مؤكداً أن الأسبوع القادم سيشهد انطلاق عمليات الشحن إلى سورية، وأوضح أبو العينين أن اختيار المنتجات المعروضة جاء بناءً على ما يتطلبه الوضع في سورية وتوجهها نحو استثمار الطاقة، حيث توفر سخانات المياه التي لاقت الرواج الأكبر 70% من الطاقة ومثلها من المياه، ما دفع الجهات الحكومية السورية لإبداء استعدادها الكبير للتعاون وإمكانية استخدام المنتج في الدوائر الحكومية، فضلاً عن التسهيلات الكبيرة المقدمة في المشاركة و”الرقي” الذي تعاملت به شركات الشحن بحسب تعبيره عبر مبادرتها لتقديم نفسها وخدماتها، متخذةً أسلوباً مختلفاً عن المشاركات السابقة والتأخير الذي غلب عليها.
تعاون مستقبلي
تتوجه عيون الصين بشكل أساسي إلى ضخ مشاريع الإسمنت في سورية والمشاركة الفعالة في إعادة الإعمار بحسب تعبير مسؤولة الجناح الصيني التي لفتت إلى مشاركة أربع شركات صينية في مجالات الإسمنت والمصاعد الكهربائية والتكييف المركزي وبوابات كشف المعادن، مشيرةً إلى تسجيل اجتماعات عديدة وهامة بين الجانبين السوري والصيني شهدت عقد اتفاقيات مبدئية للتعاون المستقبلي في إعادة الإعمار الذي سيضم مشاركة فعالة للصين.
نقل التقنيات
وكان من اللافت مشاهدة علم ألمانيا على أحد الأجنحة المشاركة على الرغم من التوجهات السياسية الأوروبية، إلا أن مسؤول الجناح والمدير الإقليمي لشركة wkp الألمانية لتأسيس معامل صناعة البلوك الخفيف د. حاتم سليمان لا يعتقد أن هذه التوجهات ستؤثر على المشاركة ذات الطابع التجاري والاقتصادي، إذ أكد أهمية التعاون الاقتصادي ولاسيما في مرحلة إعادة الإعمار وانفتاح سورية على جذب الاستثمارات. وفي توضيحه للهدف من المشاركة لفت سليمان إلى التوجه عبر هذا النوع من المعامل نحو تخفيف العبء على المستثمر وتقليل التكلفة الاستثمارية والمساهمة في نقل التقنية وتكوين مصادر داخل البلد لصناعة المواد الحديدية التي تحتاجها معامل الإسمنت الخفيف، إلى جانب تدريب كوادر سورية للعمل في هذا المجال ولاسيما في ظل وجود ثلاثة مصانع استراتيجية للشركة في روسيا ما سيجعل تبادل المعرفة بطريقة سلسة نظراً للعلاقات السورية الروسية. ويضيف مدير الشركة أن المشاركة شهدت لقاءات مع نقابة المهندسين ووزير الصناعة ووفد من رئاسة مجلس الوزراء تم التركيز خلالها على إعادة الإعمار واستمرار البناء في سورية والاستفادة من هذه المعامل من جهة تقليل تكاليف الإنشاءات بما يعادل 30% مقارنة بمواد البناء الأخرى، وإمكانية العزل الكبيرة للحرارة والصوت التي يتميز بها المنتج المعالج كيميائياً إلى جانب توفير استهلاك الطاقة، وأكد سليمان أهمية هذه المشاركة في لفت انتباه المستثمرين المحليين السوريين إلى فاعلية المنتج ونقل التقنية الألمانية لداخل البلد بشكل مباشر.
تبادل المشاركات
واستثمرت سورية استضافتها للوفد السوداني ضمن فعاليات معرض دمشق الدولي لتحجز لها مكاناً في معرض الخرطوم الدولي الذي سينطلق بعد أشهر قليلة، إذ لفت مدير الشركة السودانية للمناطق والأسواق الحرة عمر إبراهيم الحاج عمري إلى توقيع مذكرة تفاهم بين شركة السودان للأسواق الحرة والمؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية السورية لتبادل المساحات والمشاركات في معرضي الخرطوم ودمشق الدوليين. ويعرض جناح السودان المنتجات الأكثر شهرة مثل الصمغ العربي والسمسم والمنغا والمنتجات الجلدية، في حين يرتكز التوجه على تبادل الخبرات في مجال المعارض وتسهيل زيارات رجال الأعمال بين البلدين وعقد الاستثمارات أثناء المعارض، كما تم التواصل مع عدد من رجال الأعمال الذين طلبوا معلومات وأسعاراً للمنتجات السودانية بهدف فتح مجال التصدير لعدة دول من بينها سورية.
مشاركة سياسية
واقتصر وجود فنزويلا في المعرض على المشاركة السياسية حسب ما أوضح سفير جمهورية فنزويلا في دمشق عماد صعب إذ تهدف إلى التأكيد على التعاون والتضامن بين البلدين والاطلاع على الصناعات السورية لفتح المجال أمام أي تعاون اقتصادي محتمل، حيث شهد الجناح زيارات للعديد من رجال الأعمال والشركات السورية والدولية.
تزايد الإقبال
بيّنت مديرة جناح أرمينيا كارون كوركجيان أن عدد الشركات المشاركة في المعرض هذا العام تفوق نظيراتها التي شاركت في الدورة الماضية بكثير نظراً للانطباع الإيجابي للأخيرة، حيث يشارك في المعرض 33 شركة تقدم كل منها منتجاتها كالحديد ومواد البناء والحجر والرخام الطبيعي والمواد الغذائية والأعمال اليدوية، بعد أن اقتصرت مشاركة الدورة الماضية على “البروشورات” التعريفية فقط، كما لاقت مشاركة الشركة الأرمينية لمعدات استثمار الطاقة الشمسية إقبالاً لافتاً من رجال الأعمال السوريين لإمكانية التعاون المستقبلي.
ريم ربيع