صحيفة البعثمحليات

نقص في كادر التدريب والأمل بافتتاح وحدات إرشاد مهني في الكليات مركز الإرشاد والتوجيه المهني صلة وصل بين الطالب وأرباب العمل بشهادة 1500 خريج سنوياً

 

 

دمشق – ميس خليل

لطالما كان التواصل بین خريجي المؤسسات التعلیمیة والفعالیات الاقتصادية هاجساً ينتاب كل طالب، ولعل مركز التوجیه المدني في جامعة دمشق يضطلع بهذه المهمة بحيث يعد مركزاً ريادياً يسعى إلى الربط ما بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل وإلى ردم الهوة الموجودة بينهما، وذلك من خلال إيصال خدمات الإرشاد والتوجيه الوظيفي إلى طلاب السنوات الأخيرة من الدراسة الجامعية إضافة إلى الخريجين الجدد، وتشمل هذه الخدمات مساعدة الطلاب على الدخول إلى سوق العمل من خلال تطوير مهاراتهم المتعلقة بتسويق الذات وبالتواصل، إضافة إلى تقنيات البحث عن عمل ومهارات كتابة السيرة الذاتية وأصول الجلوس في مقابلات العمل.
مدير مركز التدريب والتوجيه المهني الدكتور عبد السلام زيدان أوضح في تصريح “للبعث” أن المركز يقدم مجموعة من الدورات التدريبیة المطلوبة لسوق العمل وبشكل مجاني، منها ما يتعلق باكتساب مهارة كتابة السیرة الذاتیة وإجراء مقابلة العمل، وأخرى لها علاقة بتنمیة مهارات التواصل والعمل الجماعي والقیادة والتفاوض وتأسیس وإدارة المشاريع المتوسطة والصغیرة، إضافة إلى دورات تقنیة حاسوبیة وبرمجیة ومجموعة من الأنشطة التي تهدف إلى ربط أرباب العمل بالطلاب مباشرة عن طريق إقامة المعارض واستضافة مندوبي الشركات لتبادل الآراء، والاطلاع على وجهات النظر والإجابة عن استفسارات الطلاب المتعلقة بمجال عملهم.
وأوضح زيدان أن التحدي الرئيسي للمركز هو أن الكادر أقل من أن يغطي العدد الكبير لطلاب جامعة دمشق، لأنه في النسب العالمية للإرشاد المهني والأكاديمي يجب أن يكون هناك مرشد مهني لكل 1000 طالب، وعندما نقول إن عدد طلاب جامعة دمشق يتجاوز 130 ألف طالب، فلاشك من المفروض أن يكون هناك في كل كلية من 10 إلى 15 مرشداً يقومون بهذه المهمة.
لذلك نطمح لافتتاح وحدات للإرشاد المهني والأكاديمي في كل تجمع للكليات تكون أقرب للطالب كون مركزنا بعيداً عن الكليات نوعاً ما وهو مطلب مهم نأمل تنفيذه قريباً من قبل جامعة دمشق، كما أننا نطمح لإعادة تفعيل أنشطة كثيرة كنا نقوم بها قبل الأزمة كتنظيم معارض فرص عمل ضمن الجامعات.
وعن الصعوبات التي تواجه عمل المركز اعتبر زيدان أنها تكمن في أن التدريب مجاني ولا يوجد هناك أتعاب تدفع للمدربين، ولكن نتيجة علاقات المركز الجيدة مع أصحاب الشركات يتم استقطابهم لعملية التدريب، ولكن على المدى الطويل ينبغي أن يكون هناك صيغة تعاون بين الجامعة والشركات لتأمين التمويل المستمر لعملية التدريب.
وأشار زيدان إلى أن كل طالب يرغب بالحصول على الدورات سیحصل عليها ولا مانع من خضوع حديثي التخرج لها، ويتم تدريب 1500 طالب سنوياً، إضافة إلى أنشطة أخرى مثل مخيمات الأعمال ورعاية المبادرات الطلابية، ولكن تعامل المركز غالباً ما يكون مع طلاب السنة الأخیرة أكثر من حديثي التخرج لأنه يفترض أن يكون حديث التخرج باحثاً عن فرصة عمل أكثر من كونه باحثاً عن تنمیة مهاراته، لافتاً إلى أن العديد من الخريجین يأتون إلى المركز للحصول على فرصة عمل ظناً منهم أنه مركز توظیف، موضحاً أن أبرز الاختصاصات المستهدفة من قبل المركز هي الاقتصاد- التربیة- الهندسة- الكیمیاء. ونوه زيدان إلى أن العديد من الشركات أبدت رغبتها بالتواصل مع الطلاب لیس لنقل خبراتها فقط وإنما للتوظیف أيضاً.