خالد النجاد.. متسع للحب والجمال
يتجاوز الرسام بأدواته الواقع المألوف حين يحصر في إطار لوحته مضمونا أو جانبا من الواقعي يقع على المرآة ساطعا، ليفعل فعل المبالغة في إظهار هذا المضمون والذهاب عميقا في تصوير أدق تفاصيله، والمبالغة في إظهار الخفي من العلاقات بين هذه التفاصيل التي تكتمل أمام هذا الحدس الجديد المتمثل في لوحة التصوير الزيتي، هذا المدهش من الرسام وحرفيته كان وافرا في معرض الفنان الشاب خالد نجاد الذي عني بتأليف لوحة من جوهرة جمال الواقع “المرأة”، حين أعاد تزيين هذا الواقع بما يليق فيه من صناعة الحضور والتألق، فالتزيين بالمجوهرات والعقود الثمينة والحرير أمر ليس بالغريب عن هذا العالم المتباهي بأنوثته.
في احتفال بالمرأة والجمال والصورة المترفة بالحياة والعذوبة افتتح معرض الفنان نجاد المميز بهذه الحفاوة الزائدة بما يمكن أن يكون موازيا ومختلفا عن يوميات مزدحمة في المباشرة والفوضى والقلق، حيث تأنس الروح إلى جلالة وروعة الجمال، صور رسمها الفنان بحرفيته العالية مكتسحا عدسة الكاميرا بفرشاته وحواسه الدقيقة في رهافتها، وقد كتب الفنان باسم دحدوح في دليل المعرض: “في وقت الحروب يتم الإصغاء، فقط لصوت المدافع، حيث لا يهتم الناس في العالم أجمع إلا بأصوات وصور الحرب، وفي خضم ذلك نجد أنفسنا في هذا المعرض نتنفس شيئا من الطيب يشعل بدواخلنا توقا نحو الجمال.. معرض يردنا ولو لحين إلى إنسانيتنا ويضعنا أمام تساؤل كبير.. مع وقع طبول الحروب، هل هناك فسحة ومتسع للحب والجمال”.
أكسم طلاع