انتخابات المجالس المحلية تكرس انتصار البندقية والتنمية المجتمعية إقبال كثيف على الصناديق ومسؤوليات كبيرة على عاتق الناجحين لإعادة الإعمار والبناء
جاءت انتخابات المجالس المحلية بعد ثماني سنوات لتكرّس الحالة الوطنية والشعور العالي بالمسؤولية والمساهمة في مسيرة البناء الديمقراطي، ولاسيما أنها تأتي بالتوازي مع انتصارات الجيش في الميدان وتحرير أغلب المناطق وعودة الأمن والأمان، حيث شهدت المناطق المحررة ومراكزها الانتخابية إقبالاً كثيفاً على صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في إطار استكمال بناء دولة المؤسسات وتعزيز الديمقراطية وترسيخ الوحدة الوطنية، والاستمرار في عملية التنمية الشاملة التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد وتوسيع دائرة المشاركة الجماهيرية في قيادة الدولة والمجتمع. وأكد مواطنون من مدينة داريا أن مشاركتهم في الانتخابات مساهمة فاعلة في إعادة الإعمار وبناء ما دمّره الإرهاب، آملين من المرشحين الناجحين أن يكونوا على قدر عالٍ من المسؤولية في تأمين الحاجات الأساسية للمواطنين والنهوض بمستوى الخدمات المقدمة.
ولفت مدير منطقة داريا تكليفاً العقيد سامي العلي في تصريح لـ”البعث” إلى أن وزارة الداخلية قدّمت كل المستلزمات اللازمة لوزارة الإدارة المحلية لإنجاح العملية الانتخابية، مع استنفار وجهوزية كاملة في اليوم الانتخابي لتقديم التسهيلات وتبسيط الإجراءات على المواطنين وترفيق الصناديق وحمايتها، علماً أنه في منطقة داريا كانت هناك 8 مراكز انتخابية وشهدت العملية الانتخابية إقبالاً مميزاً من الأهالي لاختيار ممثليهم.
وشدّد مواطنون من الغوطة الشرقية على اختيار ممثليهم وممارسة حقهم الانتخابي في اختيار أعضاء مجالسهم المحلية وتحقيق آمال المواطنين في عودة الحياة من جديد والتطلع لمستقبل أفضل.
من جهته أشار مدير المجالس المحلية في وزارة الإدارة المحلية والبيئة بسام قرصيفي إلى أن المجالس المحلية يقع على عاتقها الدور الأساسي لتحقيق تطلعات المواطنين في بناء غدٍ أفضل وقيام مجتمع متمسكٍ بمبادئه وقيمه وحريص على تكريس الحياة الديمقراطية، منوهاً بالإقبال الملفت لجيل الشباب على صناديق الاقتراع، ولاسيما أن المرحلة المقبلة تتطلّب منا جميعاً وخاصة جيل الشباب، شباناً وشابات منظمات وأحزاباً، تعميق وترسيخ قواعد ومبادئ نظام الإدارة المحلية وإزالة الصعوبات التي تعترض طريقها.
واعتبر قرصيفي في حديث لـ”البعث” أن الانتخابات العامة تمّت بمنتهى الشفافية والديمقراطية، ولاسيما أن القانون كفل للناخبين عبر إشراف قضائي كامل على العملية الانتخابية حرية ممارسة الحق الانتخابي في أجواء حرة ونزيهة وهادئة، معولاً على وعي المواطن السوري وتقدير سليم للمسؤولية وإصراره على تعزيز الإنجازات التي تحققت في بلدنا على طريق البناء والتقدم وفق برنامج الإصلاح الشامل الذي أعلن عنه السيد الرئيس بشار الأسد في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والقضائية والإعلامية والإدارية للخروج من الأزمة الحالية أقوى مما نحن عليه، وأكثر منعة وتلاحماً وقدرة على الاستمرار في بناء هذا الوطن بسواعد جميع أبنائه ليبقى قلب العروبة النابض قوياً عزيزاً كريماً.
وبيّن قرصيفي أن عدد الدوائر الانتخابية 88 على مستوى المحافظات، فيها 6551 مركزاً انتخابياً فتحت أبوابها أمام المواطنين للإدلاء بأصواتهم لاختيار ممثليهم في انتخابات مجالس الإدارة المحلية التي يتنافس فيها أكثر من 40 ألف مرشح على 18478 مقعداً، علماً أن نجاح العملية الانتخابية جاء بعد أن قامت الوزارة بكل الإجراءات والاستعدادات اللازمة لسير العملية الانتخابية لمجالس الإدارة المحلية. وفي دمشق أوضح أمين عام المحافظة الدكتور بشار الحفار أن عدد المراكز الانتخابية في العاصمة وصل إلى 900 مركز انتخابي، حيث سارت الانتخابات بكل هدوء وإقبال كثيف من المواطنين على الدوائر الانتخابية البالغ عددها خمس دوائر انتخابية تتوزع عليها المقاعد المحددة بمئة عضو لمجلس المحافظة حسب عدد سكان كل منطقة من المدينة. وأكد الدكتور الحفار على مسؤولية المجالس المحلية وإعطائها دوراً فاعلاً في إيصال صوت المواطنين للجهات التنفيذية لحلّ مشكلاتهم وقضاياهم، واختيار الأشخاص الأكفأ القادرين على رفع سوية أدائهم مستقبلاً في دفع عملية إعادة الإعمار قدماً والتي بدأت تشهدها البلاد بعد الانتصارات الكبيرة التي حقّقها الجيش العربي السوري على الإرهاب ومرتزقته.
وفي ريف دمشق أشار أمين عام مجلس محافظة ريف دمشق أحمد العبد الله إلى أن عدد المراكز 641 مركزاً وعدد الناخبين الذين يحق لهم الانتخاب 1143979 مواطناً، علماً أنه في دوما كان 10 مراكز وداريا 8 وفي مناطق الغوطة الشرقية عدة مراكز في كل منطقة، لافتاً إلى الإقبال الكثيف على صناديق الاقتراع، ولاسيما أن المحافظة نفضت الغبار عنها بعد تحريرها بالكامل على أيدي الجيش العربي السوري، مما شكّل حالة إصرار وعزيمة من المواطنين لانتخاب ممثليهم والمساهمة في إعادة إعمار الوطن.
علي حسون