صحيفة البعثمحليات

أنقذوا الشارع من دراجات الموت؟!

 

استفحلت إشكالية الدراجات النارية في عموم محافظة طرطوس، لتشكل أكثر من ظاهرة خطرة في مناطق الدريكيش وصافيتا وقراها، عندما تحولت هذه المكنات إلى أداة للأذى والقتل المباشر للمارين على الطرقات وفي الحواري وحتى الأزقة، حيث وصلت المسألة إلى درجة وقوع ما يزيد عن ست ضحايا من الكبار والصغار في عدة أيام.

ومع أن الأخبار المتناقلة والمتداولة عن كثير من المحافظات الأخرى لا تسر الخاطر لتعنت المراهقين والشباب الطائش في عملية قيادة هذه الدراجات المنتشرة كالنار في الهشيم، وبالتالي ارتكاب أفظع الأفعال التي تؤذي المواطنين وتعرقل حركة المرور والحياة العامة، إلا أن ثمة مناطق تأتي كمثال يقبل التعميم عن مدى خطورة ما يتعرض له المواطن والأطفال، ولاسيما تلاميذ المدارس من حوادث مؤسفة من جراء هكذا رعونة، عدا ما يلحق السائق نفسه من نتائج جراء الحوادث المتكررة كل يوم، وهذا ما تجلى في قرية المعمورة العائدة لمنطقة الدريكيش من يوميات تؤرق الأهالي خوفاً على أبنائهم، فلا تغرب شمس يوم إلا على حصاد ضحية بين متوفى ومعاق وجريح في حال الخطر!

في حسابات البعض لا يمكن نكران ضرورة الدراجات النارية للفلاحين والعمال والموظفين وحتى عناصر الجيش، لزوم التنقل وخدمة العمل والوصول إلى الأشغال في ظل صعوبة وقلة المواصلات في بعض المناطق والأرياف والمدن، لكن أن تتحول هذه الدراجات إلى لعبة بأيدي مراهقين وطائشين وشباب مجون وحتى مخالفين ومطلوبين للعدالة في حرمة الطرقات، فهنا المصيبة الكبرى، في زمن مطلوب من وزارة الداخلية والوحدات والأجهزة والمخافر الشرطية – التي لطالما قامت بحملات لمصادرة الدراجات المخالفة وملاحقة راكبيها – أن ترفع من درجة التصدي والمواجهة لهذه الظاهرة ومكافحتها ومنع استمرارها في ترهيب الناس وأذيتهم في أي مسار وطريق يتخذون. بالتوازي مع تحرك الجمارك لوقف تدفق الدراجات المهربة عبر الحدود..

وهذا رجاء ومطلب يجتمع عليه السواد الأعظم من المجتمع المتضرر من هذه اللعنة القاتلة؟

“راصد”