ثقافةصحيفة البعث

بعد نجاح حفلها الأخير.. أوركسترا الغيتار هي الأحدث في معهد صلحي الوادي

 

هي أحدث أوركسترات معهد صلحي الوادي للموسيقا، سبقتها أوركسترا النفخيات وأوركسترا الآلات الشرقية التقليدية وأوركسترا الكلاسيك الأقدم.. ويوضح قائد الفرقة يزن الجاجة أن آلة الغيتار هي آلة غير أوركسترالية، أي لا تشارك في الأوركسترا السيمفونية، لكنها في بلدنا آلة شعبية ومحبوبة من الناس، لذلك اتُّخذ قرارٌ بتشكيل أوركسترا خاصة بها لتكون أوركسترا معهد صلحي الوادي للغيتار نواة لأوركسترا دمشق للغيتار، وهذا طموح ليس ببعيد ويمكن تحقيقه في حال الحصول على الدعم الكافي من الجهات المعنية.

أوركسترا النخبة

بدأت الأوركسترا في الفصل الثاني من العام الدراسي الماضي، وتم تشكيلها من الطلاب المتفوقين بقسم الغيتار في المعهد، وبالتالي فهي برأي الجاجة أوركسترا نخبة، الهدف منها أكاديمي بحت لوضع طلاب آلة الغيتار في حالة العزف الجماعي لما له من تأثير موسيقي تعليمي ونفسي وتربوي على طلاب الموسيقا بشكل عام، مشيراً إلى أن للأوركسترا حتى الآن وبحكم أنها جديدة مشاركتين فقط، الأولى ضمن ختام فعاليات يوم الموسيقا العالمي التي أقامتها مديرية المعاهد الموسيقية والباليه بإشراف محمد زغلول بالمشاركة مع أوركسترا نفخيات معهد صلحي الوادي بقيادة دلامة شهاب وبدعم من مديرية المعاهد الموسيقية والباليه وتشجيع من معهد صلحي الوادي وإدارته متمثلة بمديره فادي عطية، أما المشاركة الثانية فكانت في يوم 6/9 بفندق قصر الشهبندر في المدينة القديمة وكان حفل الإطلاق الفعلي للأوركسترا، حيث قُدمت في الحفل مقطوعات موسيقية من كل العصور والثقافات العالمية المختلفة من أوربا إلى أميركا اللاتينية، وأهم إنجاز حققته الأوركسترا حتى الآن هو تشكيل أوركسترا أكاديمية للغيتار على غرار كل الأكاديميات والمدارس الموسيقية في العالم، إلى جانب العمل على البرامج التعليمية والموسيقية بالتوازي والتنافس مع أهم مدارس الموسيقى في العالم.

اختبار حقيقي

ويوضح يزن الجاجة أن الحفل الأخير للأوركسترا كان اختباراً حقيقياً للمدرّسين والإدارة وطلاب معهد صلحي الوادي، ولقدرة الجميع على تنظيم فعالية من هذا النوع وعزف برامج موسيقية على أعلى مستوى بالنسبة لأطفال صغار، وكانت ردود فعل الجمهور تأكيد جديد على أن جمهورنا السوري عموماً والدمشقي خصوصاً هو جمهور متذوق وحكَمٌ صعب، وهذا حمَّل الأوركسترا مسؤولية كبيرة اتجاه الأعمال القادمة لها، ولا ينكر الجاجة أن المشاريع القادمة للأوركسترا تتعلق  بالجهود التي ستبذلها الفرقة، مؤكداً أن الطموح هو أن تأخذ الأوركسترا موقعاً أكاديمياً على المستوى المحلي والعربي والدولي، خصوصاً وأن العازفين فيها من الأطفال، وهذا فخر لجميع السوريين لأنها أول أوركسترا في تاريخ المعهد كل أعضائها من الطلاب فقط، مبيناً أن وجود الأوركسترات الجديدة في معهد صلحي الوادي تهدف لخلق حالة أكاديمية وإنسانية بنفس الوقت من خلال تعليم الطلاب أهمية العزف الجماعي، وأن الموسيقى هي حالة جماعية بالدرجة الأولى ولصقل شخصياتهم على المستوى النفسي والاجتماعي والعمل من خلالها على تدعيم قدرتهم على التواصل والمحاكمة الاجتماعية والتناغم، وهذا أمر هام ومهم لأجيالنا القادمة، خصوصاً بعد الظروف الصعبة التي مرت علينا كشعب.

ولاستمرار هذه الفرقة وغيرها ينوه الجاجة إلى ضرورة رعايتها بشكل دائم من قبل الجهات الثقافية التي لم تقصّر بدعمها للفرقة حتى ترى النور كمديرية المعاهد الموسيقية وإدارة معهد صلحي الوادي، ومن الأهمية بمكان برأيه أن يسلط الضوء إعلامياً على نشاطها من قبل كافة وسائل الإعلام وتمويل تدريباتها وحفلاتها بحيث لتصبح أقوى وأكثر انتشاراً، وهذا جزء من دعم الطفولة في بلدنا، خاصة وأن أطفال الفرقة عملوا في ظروف صعبة وهم يستحقون التقدير.

أمينة عباس