علا هلال.. فن يحتفي بالأمل في الحياة
تدهشنا الفنانة الشابة علا هلال بمواضيع أعمالها النحتية وبقيمة ما تذهب إليه من مواضيع عامرة بالوجدان والمحبة، وقد نفذت في ملتقى الفنانات السوريات في اللاذقية عملاً نحتياً جديداً تجسيداً لروح المرأة ونبل عطائها اللامحدود، وإصرارها على التمسك بالأمل والحياة لتمنح أبناءها الحياة، فالمرأة التي تعاني وتكابد الآلام بما تحمله من كينونة يترافق في روحها الألم والأمل بالخير القادم مع الصباح الوليد. هذا النحت الجميل الذي نفذته لا يختلف عن أعمالها السابقة التي عرفتنا على تميز هذه الفنانة الشغوفة بتشكيل الفكرة العذبة والشاعرية، على خامة نبيلة كالخشب وتطرزه أحياناً ببعض الزجاج الملون أو المعدن دون الوقوع في التزيين المباشر.
وعن عملها بشكل دقيق قالت الفنانة علا لـ “البعث”: عملي في ملتقى أوغاريت الأول للفنانات التشكيليات السوريات من خشب الصنوبر قياس 145×35، وهو عبارة عن رسالة موجعة لكل امرأة يمسها ألم وينتهك المرض جسدها، لكنها تأبى أن تضعف وتهزم، عملي عن المرأة المصابة بسرطان الثدي وعلاقتها النفسية مع هذا المرض الخبيث الذي يطال أغلبية النساء.
حاولت ترميز هذا المرض بالجدار الذي تغرزه مسامير، ملتصق به من الأسفل جزء من جسد المرأة والجزء الأعلى مبتعدة عنه ومتحررة منه، ونرى في التكوين أنها فاقدة لجزء من صدرها، أما الثدي الثاني فمشبوك بالمسامير وهذا دليل على الألم الكبير بالإضافة إلى علامات الحمل والشعر المتطاير ليدلان على إرادة الاستمرار والبقاء رغم الفقد وعدم المثول لهذا المرض، والقيد الذي يربط الجسد بالجدار يدل على احتمالية مساس هذا المرض بأي امرأة. وتختم علا بالقول: أهدي هذه المنحوتة لروح كل أنثى حاربت وانهزمت ولكل أنثى تحارب علّها تقوى على المرض.
الحقيقة، هذا هو النحت الذي يجعل من الزمان شاهداً على من مروا فيه، مخلدين روعة الوقت والموقف بما تحفل به الحياة من روعة إنسانها المبدع للجمال.
جمان بركات