الأردن.. طرد وفود الحكومة يتكرّر في الزرقاء
تداول نشطاء أردنيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو من عدة محافظات، يظهر فيها مواطنون يهتفون بصوت عال “حكومة حرامية” بوجه وفود الحكومة القادمة لمناقشة قانون الضريبة، وذلك رغم أن حكومة عمر الرزاز لم تكمل بعد شهرها الرابع.
فقد قام مواطنون في محافظة الزرقاء، أمس، بطرد الفريق الوزاري من داخل الجامعة الهاشمية، حيث صرخوا منذ البداية بهتاف “براغ برا” و”حكومة حرامية”، رافضين سماع ممثلي الحكومة.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع طرد وفد حكومي آخر من محافظة الطفيلة جنوبي المملكة، وتكرّر مشهد الفوضى العارمة في جميع اجتماعات الحكومة في معان وعمان وإربد ومأدبا، ما اضطر الوفد الوزاري إلى الانسحاب في أكثر من مرة.
وعلّق رئيس وزراء النظام الأردني عمر الرزاز على هذه الأحداث قائلاً: “ما حدث خلال الأيام الماضية في المحافظات وأثناء اللقاءات الحكومية بشأن الاستماع للآراء حول قانون ضريبة الدخل، يستدعي دراسته”، وشدد على “أهمية الحوار البناء الذي تنتج عنه المقترحات والتوصيات واحترام الرأي وبمسؤولية وعدم التعدي على حرية الآخرين”.
ويرى الكثير من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي أن هذه التصرفات تعكس رأي الشارع الأردني بأن قانون الضريبة “المجحف” الذي طرحته حكومة الملقي، التي استقالت في حزيران الماضي بسببه، لا يزال هو نفسه، مشيرين إلى أن حكومة الرزاز خيبت آمال الأردنيين، وأنها لم تختلف كثيراً عن الحكومات التي سبقتها.
وكانت الاحتجاجات توقّفت في الأردن بتاريخ 8 حزيران الماضي، بعد إعلان الرزاز التوصّل إلى توافق على سحب مشروع قانون ضريبة الدخل، ودعا إلى الحوار والعودة إلى طاولة المفاوضات بعد اجتماع مع رئيس مجلس النقباء علي العبوس.
وعادت منذ أيام الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، لتنفيذ عصيان مدني في الأردن احتجاجاً على قانون ضريبة الدخل، ويحاول دعاة العصيان تطبيقه تدريجياً وعلى مراحل، بدءاً بمظاهرات احتجاجية كتحذير للحكومة لإجبارها على إلغاء القانون وليس تعديله، مبررين العصيان بـ “سوء نية الحكومة وسوء تقديرها” رغم منحها فرصة المئة يوم، كما يصرّون على العصيان متسائلين عن أسباب عدم دراسة الحكومة قانون التخصيص ومحاربة الفساد بدلاً من العمل على خداع الشعب بقانون الضريبة المنمّق.