“الحرب المفتوحة وقضية فلسطين” في ندوة بدمشق
دمشق-صلاح الدين إبراهيم:
أقامت اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب العربي الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني، أمس، ندوة تحت عنوان “الحرب المفتوحة وقضية فلسطين”، أكدت خلالها الدكتورة ناديا خوست عضو اتحاد الكتاب العرب أن من يتفحص الأحداث في القرنين العشرين والحادي والعشرين يتبين له أننا وسط حرب مفتوحة نواجه فيها المشروع الغربي الصهيوني، ويستنتج وحدة الروح والعمل بين الكيان الصهيوني وأنظمة الخليج، اللذين أسسهما الغرب في منطقة النفط.
وأضافت: إننا اليوم أمام محورين: محور المقاومة الذي يمتد من سورية ولبنان والعراق وإيران إلى روسيا والصين والقوى السياسية والاقتصادية التي تجسّد واقعاً جديداً، يتميّز سياسيوه وشعوبه بسعة الرؤية ومقاتلوه بالتضحية والنبل، وفي الجهة المقابلة أنظمة الخليج و”إسرائيل” والغرب التي لا تعي أن الواقع تغيّر وتندفع صوب الحرب وتحرق الأرض والبشر، وهو تجمّع يتسم بالخيانة والنذالة، وفيه القتل وتدمير المدارس والمستشفيات ونشر الأمراض والكذب والاحتيال ودعس الثوابت الأخلاقية والمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية، وأشارت إلى أن النظام الاستعماري الغربي يوظّف علناً الكيانين الصهيوني والوهابي، وتجري في مدارهما أحزاب وأفراد وصحافة وجوائز وإعلام ومؤسسات، مشيرة إلى أن الموقع الاستراتيجي واكتشاف النفط ساق الأحداث في المنطقة نحو مسار دموي، وأن مجرى الأحداث هذا لن يتغيّر إلا بالوعي وتسيّد المؤسسات السياسية والثقافية والاقتصادية لمواجهة الحرب المفتوحة على البنية الإنسانية والوجدان العام والتراث الوطني والهوية والتعليم.
واستعرضت خوست تداخل المشروع الصهيوني مع المشروع الغربي تاريخياً، لافتة إلى أن الحرب المفتوحة بدأت في العصر الحديث بتفكك الدولة العثمانية لاقتسام الوطن العربي وغرس كيان صهيوني في فلسطين، ولذلك لا يجوز النظر إلى وعد بلفور منعزلاً عن سايكس بيكو، مبينة أن النفط قد أصبح المحرّك الأساسي للمصالح الحيوية الغربية، ودافعاً إلى التدخل الاستعماري والحرب المفتوحة على البلاد العربية، وأضافت: إن شهداء السادس من أيار هم أول ضحايا الصهيونية، وأن الغرب كان على اتفاق مع صهاينة الدونمة لإعدام تلك النخبة المثقفة المتنورة العلمانية التي كشفت الصهيونية ونبهت الى اقتسام الدول العربية بين الغربيين.
وأشارت إلى أنه بعد الاستقلال استمرت الحرب المفتوحة، عبر الضغط الغربي والانقلابات والأحلاف العسكرية والمؤامرات والحصار والتهديد بعدوان إسرائيلي وتركي، مشيرة إلى أن العرب ضيّعوا البوصلة طوال الفترة التي غاب فيها الصراع المركزي ودخلوا في صراعات هامشية تقدّمت فيها العواطف الشخصية على المصلحة الوطنية العليا، مؤكدة أن بوصلة السوريين لم تتبدّل، وأن استنهضت حرب تشرين الروح العربية وكسرت أسطورة الجيش الإسرائيلي وغروره، موضحة أن الأحداث تتالت بعد ذلك من اتفاق كامب ديفيد إلى الحرب الإسرائيلية على لبنان، وما تلاها من تراجعات على صعيد قضية فلسطين، مشيرة إلى أنه كان يفترض ألا يغيّب العدو الحقيقي لحظة عن عيون المؤسسات السياسية العربية، ولفتت إلى أن الحرب المفتوحة ليست فقط مؤامرات سياسية ومغامرات عسكرية وحصاراً اقتصادياً، بل هي في تجليها الناعم حرب ضروس لتدمير الثقافة والتراث المادي والفكري والمعايير الأخلاقية، لتغيير منظومة القيم الروحية والفكرية والأخلاقية في الوجدان.
وقدّم الحضور جملة مداخلات تركّزت حول ما يجري على الساحة العربية، وخاصة سورية والعراق واليمن وليبيا، وأشارت إلى أن الحرب كانت منذ البداية ما بين قوى رجعية يمينية متطرفة ومتآمرة وقوى يسارية تتطلع إلى بناء تنمية اقتصادية وثقافية واجتماعية وتسعى نحو الاستقلال واسترداد الحقوق المغتصبة، مؤكدة أن الحق سوف ينتصر على الباطل، وأنه مهما جرى على الساحة العربية ستبقى القضية المركزية البوصلة التي يتطلع إليها الشرفاء والأحرار من شعبنا العربي، وأن الأجيال العربية ستستمر في النضال من أجل الانتصار الحقيقي على الإرهاب والفكر التكفيري والمخططات الغربية والصهيونية في المنطقة.
حضر المحاضرة الدكتور محمد مصطفى ميرو رئيس اللجنة وعدد من أعضائها.