الوعري: مكان داخل كل شخص
“كـ مكان” عنوان المعرض الجديد للتشكيلي أحمد الوعري الذي افتتح في صالة الآرت هاوس أول أمس الاثنين، والمعروف أن الوعري تمكن من توظيف أدواته بالتصوير الزيتي بواقعية مدهشة بتجسيد شخوصه وفق أسلوب الفوتوغراف.
“كـ مكان” الحافل بالدلالات والرموز الرابطة بين الذات والأشياء والمكان، والموحية بتخبط الذات وصراعها للوصول نحو الأفضل، معتمداً على رمزية التفاحة التي تومئ إلى الحياة في إيضاح العلاقة بينها وبين الأنثى التي تحاول ترميم ذاتها وتجاوز خيباتها، إلى الكرسي العنصر الأساسي الدال على الاستقرار والذي وظّفه الوعري كركيزة استند إليها في إظهار مقومات الحياة الأمان والطعام والماء من خلال رمزية مقود الباب وكأس الماء وزجاجة الحليب لإشراك الطفل بحقه بحياة آمنة.
وبيّن الوعري أن الزمن يترك آثاره في كل شخصِ، فتتراكم في داخلنا لتغدو أشبه بالمكان وبالمدينة، لنصل إلى أن في داخل كل شخص منّا مكاناً، لذلك ارتأيت تسمية المعرض ب كـ مكان.
وتابع بأن المتلقي يقرأ ما يريد وفق ما يستشف من زوايا اللوحة، فالفنان يطرح الأسئلة في أعماله ويترك حرية الإجابات للمتلقي، لاسيما أن الفنان يتأثر بما يحيط به، وبالتأكيد الحرب التي عشناها انعكست على محيطنا مخلفة في ذاتنا أمكنة.
والملفت أن الألوان القاتمة تملأ خلفية اللوحة وتعكس قتامتها على هياكل الشخوص لتوافق المعاني والأفكار التي يتبناها الوعر، إلا أنه في الوقت ذاته مرر مساحة ضبابية من الضوء إيماءة إلى الأمل المنبعث من الذات والمحيط.
ملده شويكاني