بكين ترد على ترامب: رسوم على 5200 سلعة أمريكية

حذّر كثير من المراقبين من أن الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد شركائه التجاريين في العالم، ستكون سجالاً وستستمر على مبدأ الردّ والردّ المضاد حتى يخسرها في النهاية من أشعلها، فيما أعلنت بكين، أمس، أنها ستتخذ جملة من “التدابير المضادة”، للردّ على واشنطن، التي فرضت رسوماً جديدة على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار، بدءاً من مطلع الأسبوع المقبل.

وقالت وزارة التجارة الصينية: “من أجل ضمان حقوقها ومصالحها الشرعية في نظام التبادل الحر العالمي، ليس أمام الصين سوى اتخاذ تدابير جوابية مماثلة”، وأعربت عن أسفها الكبير لاتخاذ هذه الإجراءات، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات مضادة للدفاع عن مصالحها المشروعة وحرية التجارة الدولية.

وكان وفد صيني برئاسة نائب رئيس مجلس الدولة يعتزم التوجه إلى واشنطن، الأسبوع المقبل، ثم اضطر الجانب الصيني إلى تغيير خططه بسبب الخطوة الأمريكية الجديدة، إلا أن القرار النهائي لم يتم اتخاذه بعد.

وقالت لجنة التعريف الجمركية التابعة لمجلس الدولة الصيني: “الصين ستفرض اعتباراً من الـ 24 من أيلول الجاري رسوماً على ما قيمته 60 مليار دولار من السلع الأميركية”، فيما أشارت وزارة المالية الصينية إلى أن “رسوماً بين 5 و10 بالمئة ستدخل حيّز التنفيذ على نحو 5200 سلعة أميركية الاثنين المقبل في اليوم نفسه الذي يبدأ فيه سريان العقوبات الأميركية”، محذّرة من أنه “إذا أصرّت الولايات المتحدة على زيادة الرسوم الجمركية فإن الصين سترد بالمثل”.

بدورها أعلنت وزارة التجارة الصينية أنها قدّمت شكوى إلى منظمة التجارة العالمية بخصوص قرار ترامب، وقالت: “إنها ستضطر إلى اتخاذ إجراءات مضادة متزامنة ضد الرسوم الجديدة التي أعلنها ترامب”، معتبرة أن هذه الرسوم أضافت شكوكاً جديدة على مستقبل المحادثات بين الجانبين.

وأعلنت واشنطن، الاثنين، عن فرض رسوم بنسبة 10% على واردات صينية تشمل بضائع بقيمة 200 مليار دولار، لكنها استثنت بعض المنتجات الالكترونية والسلع الاستهلاكية من الرسوم الجديدة. وقال الرئيس الأمريكي في بيان أصدره البيت الأبيض: إن “الرسوم الجمركية ستدخل حيز التنفيذ في 24 أيلول، وستكون نسبتها 10% من قيمة المادة المستوردة، حتى نهاية العام، ليصار بدءاً من الأول من كانون الثاني 2019 المقبل إلى رفع هذه الرسوم إلى 25%”.

وفي إطار الردود، صرّح رئيس شركة “علي بابا” العملاقة جاك ما، بأن الحروب التجارية بين أمريكا والصين قد تستمر 20 عاماً، متوقّعاً أن تربح واشنطن معركة، ولكنها ستخسر الحرب التي ستكون “مبعث فوضى” للجميع.

وكان “جاك ما” الذي يتربّع على عرش أكبر شركة عالمية لتجارة الانترنت، يتحدّث خلال مؤتمر للمستثمرين تنظمه “علي بابا” بعد أن أعلنت واشنطن أنها ستفرض رسوماً جمركية على واردات صينية إضافية قيمتها 200 مليار دولار، وهو ما أعلنت بكين أنها ستردّ عليه.

وقال: إن من المرجح أن تؤثر التوترات التجارية سلباً في الشركات الصينية والأجنبية وبشكل فوري، وتوقّع أن تنقل الشركات الصينية الإنتاج إلى دول أخرى في المدى المتوسط للالتفاف على الرسوم الأمريكية على كل ما هو آت من الصين، وأضاف: “قد تفوز أمريكا في المعركة، ولكنها ستخسر الحرب.. في المدى المتوسط، سينتقل العديد من الشركات الصينية إلى دول أخرى”، مشيراً إلى أن ثمة حاجة لقواعد تجارة جديدة على المدى الطويل.

وخلص إلى القول: “حتى إذا تقاعد ترامب، فسيأتي رئيس جديد، وستستمر الحروب التجارية.. نحتاج إلى قواعد تجارة جديدة، ويجب أن نطوّر منظمة التجارة العالمية”.

واندلعت “الحرب التجارية” بين الجانبين في نهاية آذار الماضي، حين فرضت واشنطن رسوماً جمركية على الصلب والألمنيوم المستورد من الصين بنسبة 25 و10 بالمئة على التوالي، وردّت بكين بفرض رسوم مشددة على بضائع أمريكية بالقيمة ذاتها.

وطبّقت الولايات المتحدة رسوماً جمركية مشددة بنسبة 25 بالمئة منذ الـ 6 من تموز الماضي على واردات صينية بقيمة 34 مليار دولار، وردّت الصين بالمثل.