دراساتصحيفة البعث

ترامب يرى الجميع أعداء

 

ترجمة: علاء العطار

عن موقع “فانتي فير” 13/9/2018

مع توجّه إعصار فلورنسا نحو ولايتي كارولينا الشمالية والجنوبية، لا يزال الجناح الغربي في البيت الأبيض يناضل للتعافي من طوفان آخر من الأخبار الفظيعة. بالأمس القريب، أعلنت دار النشر “سايمون آند شوستر”، التي طبعت كتاب بوب وودوارد الجديد “الخوف”، أنه قد بيعت أكثر من 750.000 نسخة من هذا الكتاب، وهو في الطريق إلى طبعته التاسعة، وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة “سي إن إن” هذا الأسبوع أن نسبة تأييد ترامب قد انخفضت إلى 36%.

ومع اقتراب الانتخابات النصفية بموعد يقلّ عن الشهرين، يتهيّأ الجناح الغربي لخسارة الجمهوريين في مجلس النواب وحتى في مجلس الشيوخ، وفق ما ذكرت المصادر، وتشعر إيفانكا ترامب بالقلق حيال الاتهامات الموجهة لوالدها، كما أخبرني مصدر مقرب منها، وقال مسؤول سابق في البيت الأبيض: “إنه لأمر مروع”.

وفيما يزداد عدد حلفائه وموظفيه السابقين الذين انقلبوا ضده، أصبح ترامب يشعر بحنقٍ متزايد، وتبعاً للمصادر، استشاط ترامب غضباً من مستشاره الاقتصادي السابق غاري كوهين وسكرتير شؤون الموظفين روب بورتر لتعاونهما الواضح في كتاب وودوارد. وأخبرني أحد مستشاري ترامب أن “ترامب يعتقد أنه آوى غاري ووهبه عملاً عندما لم يكن لديه أمل في الارتقاء في السلم الوظيفي في شركة غولدمان ساكس”، وحسب المستشار، جعل ترامب كلاً من كوهين وبورتر يعلم أنه سيهاجمهما علانية إذا لم يكذّبا ما جاء في الكتاب، (وقام كلاهما بذلك يوم الثلاثاء). وقال مسؤول سابق في الجناح الغربي: “إن الرئيس قد ضاق ذرعاً بذلك”، و”عندما تُنشر مثل هذه الكتب، يميل إلى التوقف عن العمل ويستدعي أشخاصاً شاهدهم على التلفاز وهم يقولون أشياء جيدة عنه”.

لكن غضب ترامب بشأن كتاب وودوارد يتضاءل بفعل تركيزه المستمر على مقالة نشرت في صحيفة “نيويورك تايمز” لكاتب مجهول الهوية، وأبلغتني المصادر أن ترامب “مهووس” و”منفعل” و”مذعور” من فكرة أن من سرب المعلومات تلك ما زال داخل أروقة البيت الأبيض، وأبلغ ابنه دونالد جونيور الناس أنه قلق من أن ترامب لم تغفل له عين بسبب ذلك، وفق ما ذكر أحد المصادر، وقد حادت الاجتماعات عن مسارها بفعل ارتياب ترامب، وقال جمهوري مقرّب من البيت الأبيض: “إذا نظرت إليه بطريقة خاطئة، فسيقضي الساعات التالية معتقداً أنك قمت بكتابة ما جرى”، ومعظم ما يؤجج “بارانويا” ترامب هو أنه لم يجد طريقة واضحة لتحديد هوية كاتب المقال. وقال أحد المستشارين إن ترامب أصدر تعليمات لمساعديه بدعوة ذلك الكاتب المجهول بـ”الجبان” في العلن لإحراجه. وقال شخص مقرّب من ترامب: “سيستمر في إحراج هذا الشخص”، وسينهار الكاتب تحت الضغط أو سيقول في النهاية، “فليكن، إنه أنا”، ويبدو أن خطط إجراء اختبارات كشف الكذب للموظفين قد باءت بالفشل، قال مسؤول سابق “لا علم لأحد بهويته”.

والشخص الوحيد الذي لا يزال يثق به ترامب، إلى جانب أسرته، هو ستيفن ميلر، قال جمهوري مقرّب من البيت الأبيض: “لقد أثبت المقال وجهة نظر ميلر، والتي كانت وجهة نظر ستيف بانون أيضاً، بأن هناك “دولة تنفيذية” تحاول الإيقاع بترامب”. وأخبرني بانون: “هناك انقلاب، وهو ليس انقلاباً بطيئاً أو خفياً”، وقال شخص ألِفَ طريقة تفكير ترامب “يعتقد ترامب أن هناك انقلاباً”، وقال مسؤول سابق إن علاقة ترامب بوزير الدفاع جيمس ماتيس، المتوترة أصلاً، باتت معدومة تقريباً.

ويستعد الجناح الغربي لتفاقم الأوضاع، وأرجحية أن يُحقّق الديمقراطيون مكاسب كبيرة في الانتخابات النصفية أعْيَت جهود البيت الأبيض لإقرار الترشيحات في مجلس الشيوخ. وتبعاً لأحد المصادر، اشتكى جوني ديستيفانو، وهو مسؤول عن الموظفين، من أن كادر ميتش ماك كونل سيركزون فقط على إقرار القضاة قبل منتصف المدة، ما يترك العديد من المناصب المهمّة غير شاغرة، كتلك في مصرف التصدير والاستيراد. في الأثناء، تستمر إيفانكا وجاريد كوشنر في تحريض ترامب على استبدال رئيس الأركان جون كيلي برئيس أركان أكثر مرونة، وسألت إيفانكا صديقاً لها مؤخراً عن وين بيرمان، وهو مستشار سياسي جمهوري وعضو سابق في اللوبي السابق، وفق ما ذكر مصدر أحيط علماً بالمحادثة، وهناك اسم آخر ناقشته إيفانكا وهو المدعي العام الفيدرالي السابق مات ويتاكر، الذي يشغل منصب كبير موظفي مكتب المدعي العام جيف سيونس، كما أفاد موقع “آكسيوس” الإخباري أن ويتاكر مرشح أيضاً ليحلّ محل مستشار البيت الأبيض دون ماك غان