دراساتصحيفة البعث

كم هو دنيء البدء بحرب عالمية ثالثة لدعم الإرهابيين في إدلب!

 

ترجمة: سمر سامي السمارة

عن موقع استراتيجك كالتشر فاونديشن  14/9/2018

في زمن النفاق والازدواجية الهستيرية، دعونا نركز على ما ينبغي القيام به، وهو إنهاء الحكومة السورية وحليفتها روسيا الحرب من خلال هزيمة العصابات الإرهابية في آخر معاقلها بمحافظة إدلب. تتمتّع الحكومة السورية بحق أخلاقي وسيادي لهزيمة الجماعات الإرهابية التي غزت سورية وارتكبت أبشع الجرائم على مدى السنوات الثماني الماضية. هؤلاء الإرهابيون الذين تحتفي بهم الحكومات الغربية ووسائل إعلامها على نحو سخيف، ليسوا نوعاً من “الانتفاضة المؤيدة للديمقراطية”!.

لا يتعدّى هذا الهراء تزوير الحقيقة، فالمسلحون في إدلب هم العصابات الإرهابية المختلفة التي تقوم القوى الغربية، ولاسيما الولايات المتحدة،  بتسليح عناصرها لاستخدامهم كوكلاء إجراميين للإطاحة بالحكومة السورية، فلا “متمردين معتدلين”، والمليشيات هم مرتزقة إرهابيون، يحاولون تحويل سورية إلى دولة فاشلة لإرضاء مآرب القوى الغربية الدنيئة ومكائدها الإمبريالية في الشرق الأوسط.

أدت مساعدة روسيا للدولة السورية إلى درء المصير الكارثي الذي أصاب دولاً أخرى دمرتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، وأصبح الجيش السوري الآن في وضع يسمح له بالقضاء على الإرهابيين المدعومين من الغرب في نهاية المطاف.

لذا لابد لسورية وحليفتها أن تباشرا الآن بإنهاء مهمّة تخليص البلاد من المرض الإرهابي الذي سرّبته واشنطن وشركاؤها المجرمون، وتجاهل وازدراء جعجعة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التي ضخمتها وسائل الإعلام الغربية، وما احتجاجاتهم ضد الهجوم الوشيك لاستعادة إدلب سوى نفاق!. تتخوّف واشنطن وحلفاؤها من “أزمة إنسانية” قبل الهجوم السوري، هذا النفاق الكاريكاتوري الذي تتحدث عنه قوى غربية هي التي كانت أطلقت حرباً سرية من خلال تسليح الجماعات الإرهابية، وقد جاء كلامهم المعسول في الوقت الذي تنفّذ فيه الطائرات الحربية السعودية المدعومة من الولايات المتحدة مجازر بحق المدنيين في اليمن.

الازدواجية في التفكير والأخلاق تثير الدهشة وينبغي رفضها، فالحكومات الغربية المجرمة لا تملك أية سلطة على الإطلاق تخوّلها تقديم المواعظ لسورية وروسيا حول “الخسائر الإنسانية”.

على أية حال، عملت القوات السورية والروسية على تخفيف المعاناة الإنسانية في سورية من خلال كسر الحصار الذي فرضته الجماعات الإرهابية الشنيعة التي تحتجز المدنيين وتمارس عليهم كافة أنواع الإرهاب.
ولعلّ تحرير حلب الشرقية في كانون الأول عام 2016 أوضح مثال على ذلك حتى الآن، حيث تمّ تحرير عشرات الآلاف من المدنيين من “المتمردين المعتدلين” الذين كانوا يقطعون الرؤوس عندما استعادت القوات السورية والروسية حلب، والآن عاد أهالي حلب لمواصلة حياتهم بسلام.

قبل تحرير حلب، كانت الحكومات الغربية ووسائل الإعلام تدين بشكل هستيري الجيش السوري والقوات الجوية الروسية لارتكابها “جرائم حرب وسفك دماء”. وقد تبيّن أن هذه الهستيريا ليست إلا كذبة. تمّ تحرير حلب مثل العديد من المدن والبلدات الأخرى، وتم إعادة السلام إليها. واليوم نجد الحكومات الغربية ووسائل إعلامها لا تنبس ببنت شفة عن حلب، لأن الحقيقة تدحض تماماً مواقفها المخادعة.

اليوم الأكاذيب نفسها تُستخدم حول إدلب، على الرغم من أنه يسود إحساس بأن القوى الغربية تعرف أن روايتها الكاذبة عن “حمام الدم” تبدو ضعيفة، ولعلّ سورية وروسيا تفعلان خيراً بأن تتجاهلا الاحتجاجات المنافقة وتمضيان قدماً بتوخي الصواب، وهو تدمير آخر القواعد الإرهابية المتبقية في ذلك البلد، وبالتالي السماح بإقامة سلام شامل.

ويتعيّن هنا الإشارة إلى الدور البغيض للأمم المتحدة، فقد التمس قادة الأمم المتحدة العذر للقوى الغربية بالتحدث عن تمثيلية القلق الإنساني، ويُعرب الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريس” ومبعوثه الخاص ستيفان دي ميستورا عن أسفهما إزاء الهجوم السوري المخطّط له، ويدعون لإجراء محادثات، في الوقت الذي يُذكر فيه أن تركيا تقوم بزيادة توريد الأسلحة للميليشيات الموجودة في إدلب، بينما تهدّد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بشن هجمات عسكرية على سورية.

سيكون من الأفضل لو أن إدانة غوتيريس وبيروقراطيي الأمم المتحدة ذهبت للإبادة الجماعية، التي لا ريب فيها، وتدعمها الولايات المتحدة في اليمن. في الواقع، كل المخاوف والازدواجية حول إدلب لا تتعدى أن تكون محاولة مشينة لكسب الوقت لصالح العصابات الإرهابية المتحصنة في المحافظة.

لماذا لا يتصدى أمناء الأمم المتحدة لتهديدات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التي تدعو لشن هجوم على سورية، وهي جريمة اعتداء على دولة ذات سيادة؟!.

تفيد تقارير إعلامية أمريكية بأن إدارة ترامب تدرس شنّ غارات جوية على الجيش السوري والمواقع العسكرية الروسية في سورية “في حال كان هناك تصعيد” لأي غرض؟ لحماية المدنيين؟ كلا، قوى الناتو مستعدة لخوض حرب في سورية لحماية بقايا الإرهابيين الذين قاموا بنشرهم سراً على مدى السنوات الثماني الماضية.

تمثل واشنطن وحلفاؤها ووسائل الإعلام الغربية وقيادة الأمم المتحدة وصمة عار، ولا تملك أي سلطة أخلاقية، ويبدو أن الولايات المتحدة مستعدة لبدء حرب عالمية ثالثة إذا هاجمت سورية وحليفتها روسيا للدفاع عن الإرهابيين في محافظة إدلب.

كم هو دنيء البدء بحرب عالمية ثالثة لدعم الإرهابيين الذين يقطعون الرؤوس! يجب ألا تحيد سورية أو روسيا، ولا تسمح للحكومات الغربية ووسائل إعلامها وخدم الأمم المتحدة الذين هم ليسوا أفضل من الإرهابيين الذين تقدم لهم المساعدة والتحريض بابتزازها. فمهمة هزيمة القوات البغيضة التي تهاجم سورية هي مهمة عادلة، ويجب إكمالها بشجاعة.