الموت يغيب الفنان المصري جميل راتب
توفي صباح أمس الأربعاء الفنان المصري القدير جميل راتب، متأثرا بمرضه عن عمر ناهز 92 عاما، وقد أعلن هاني التهامي مدير أعماله نبأ وفاته عبر حسابه الشخصي بموقع فيسبوك، وقال: “البقاء لله.. رحل عن دنيانا الفنان والأب والصديق والممثل جميل راتب”.
ولد الفنان الراحل لأب مصري وأم مصرية صعيدية ترتبط بصلة قرابة بالناشطة المصرية الشهيرة هدى شعراوي (1879-1947)، في أسرة محافظة ميسورة الحال. وبعد انتهائه من الثانوية العامة (التوجيهي)، دخل مدرسة الحقوق الفرنسية، ثم سافر بعد السنة الأولى إلى باريس لاستكمال دراسته.
بدأ التمثيل منذ أن كان في مرحلة الدراسة، لكن أول ظهور سينمائي له كان في عام 1946 من خلال فيلم “أنا الشرق”، ثم غادر إلى فرنسا مرة أخرى ليواصل عمله الفني في السينما، ثم عاد إلى مصر مجددا منتصف سبعينيات القرن الماضي، وبدأ الظهور في السينما المصرية منذ ذلك الحين على نحو مكثف.
شارك في بطولة عدد كبير من الأفلام منها “كفاني يا قلب ولا عزاء للسيدات وحب في الزنزانة والبداية وطيور الظلام”، كما عمل أيضا في السينما التونسية والفرنسية، وعمل أيضا في الدراما التلفزيونية، ومن مسلسلاته يوميات ونيس، والراية البيضاء، وزيزينيا، ووجه القمر.
وأشار التهامي إلى أن الراحل كان قد طلب في وصيته ألا يكون هناك عزاء له.
لن تنسى شاشة السينما أو التليفزيون تلك الملامح البريئة الطيبة والمعقدة والشريرة في آن واحد، فقد حفر جميل راتب بتلك الملامح شخصياته التي جسدها في وعي المشاهد المصري والعربي. كما لن ينسى الجمهور ابتسامته المتهكمة الساخرة التي تنقل تعقيد العالم من حولنا، وتنقل جدلية الشر الذي لا يخلو من مبادئ راسخة بداخله، تعكس رحلة نشأة البطل الشرير، لذلك تميّز جميل راتب وقبله عادل أدهم ومحمود المليجي وتوفيق الدقن، في إحياء تلك الأدوار التي تتميز بالتجسيد الغني والعميق الذي يغوص داخل الشخصية، ولا يكتفي بملامحها الخارجية فحسب.