بوتين: الأمن العالمي لن يتحقق من خلال المؤامرات والدسائس
وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهمة أمام مجمع الدفاع، للشروع في العمل على نماذج واعدة من المعدات العسكرية، تحدّد مظهر القوات المسلحة الروسية على المدى الطويل خلال العقود المقبلة، وقال، خلال اجتماع للجنة العسكرية الصناعية: “من المهم لنا أن نتحرّك ونبدأ في التخطيط لتطوير وإنتاج أسلحة ومعدات واعدة للمستقبل، التي ستحدّد مظهر القوات المسلحة خلال العقود القادمة”.
وفي الوقت نفسه، أشار رئيس الدولة إلى أن الكثير في هذا المجال، يعتمد على قدرات شركات المجمع الصناعي العسكري.
وتحدّث عن العمل الحالي على الأسلحة الجديدة، قائلاً: “لقد بدأنا تنفيذ البرنامج الحالي (برنامج الأسلحة التابع للدولة)، وهو مصمم لنا حتى عام 2027 وقد شرعنا به هذا العام. وهو يأخذ بعين الاعتبار الاتجاهات الحالية في تطوير الأسلحة والمعدات العسكرية في العالم”.
ووفقا لرئيس الدولة فإنه نتيجة لتنفيذ هذا البرنامج، ينبغي أن تتلقى القوات العسكرية أحدث نماذج الأسلحة، بما في ذلك نظام صواريخ سارمات، ومقاتلات سوخوي 57 من الجيل الخامس، والدبابات شديدة التحصين على منصة أرماتا القتالية، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الصاروخي إس 500 وغواصات مشروع 677.
وفي رسالة تحية للمشاركين في معرض “ميونيخ – 38 على عتبة الكارثة”، أثناء افتتاح المعرض التاريخي الوثائقي، اعتبر رئيس روسيا أن دروس التواطؤ الذي ارتكبته دول غربية في ميونيخ قبيل الحرب العالمية الثانية، ما زالت راهنة، لأن الأمن لا يمكن تحقيقه بالدسائس والاتفاقات السريّة، وقال: إن “دروس تواطؤ ميونيخ تؤكّد بشكل قاطع أن الأمن العالمي لا يمكن تحقيقه من خلال المؤامرات وراء الكواليس والتواطؤ”.
وأضاف رئيس الدولة الروسية في الرسالة التي تمت قراءتها في افتتاح المعرض المكرّس للذكرى الثمانين لتوقيع اتفاق ميونيخ: “إن الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه آنذاك بين بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا فتح الطريق أمام تقسيم تشيكوسلوفاكيا، الذي شارك فيه ليس فقط النازيون ولكن أيضاً عدد من الدول الأوروبية، ودفع البشرية إلى الخط القاتل، وبداية الحرب العالمية الثانية، والتي جلبت معاناة لا توصف، ودماراً هائلاً، وتضحيات كبيرة”.
وخلص الرئيس بوتين للقول: “إن دروس ميونيخ ما زالت راهنة حتى يومنا هذا، وهي تؤكّد بشكل مقنع أنه لا يمكن تحقيق الأمن العالمي من خلال المؤامرات وراء الكواليس والتواطؤ، ولا من خلال تحقيق الطموحات الجيوسياسية والنفاق والمعايير المزدوجة، لأن كل هذه الأمور تؤدي بشكل دائم إلى عواقب وخيمة وتوترات متزايدة في العلاقات الدولية”.
وختم بوتين تحيته للمشاركين قائلاً: “أنا متأكد من أن هذا المشروع العلمي والتعليمي الهام، والذي هو معرض بلا شك ذو عبر تاريخية كثيرة، سوف يعطي تقييماً موضوعياً للأحداث التي سبقت الحرب، وسيساهم في حماية الحقيقة التاريخية، وسيكون موضع اهتمام كبير من قبل جمهور متعطّش لمعرفة الحقيقة”.