سارة فرج “تغيّرت الأغنية اللبنانية لاختلاف الهدف”
أعادت المغنية سارة فرج بأدائها التعبيري المنسجم مع جمالية المفردة جمهور المركز الثقافي العربي في –أبو رمانة- إلى سحر ماجدة الرومي”ما حدا بيعبي مطرحك بقلبي” و “يا سارق مني مكتيبي، وغيرها من أغنيات إلى الفانتازيا الموسيقية لزياد الرحباني “أمنلي بيت” بصوت لطيفة التونسية القوي، لتعود سارة فرج إلى دلوني ع العيون السود لجورجيت صايغ.
رافقت فرج الفرقة المكونة من العود والكمان والقانون والطبلة والرق بإشراف وقيادة الموسيقي وضاح رجب باشا، وتمكنت من التناغم بين الإيقاع الصوتي والوزن الموسيقي معتمدة في مواضع على التكنيك الصوتي، والامتدادات الصوتية ” الكورنا” في القفلة في مواضع، وتميّزت الأمسية بحضور العود للعازف كمين النبواني.
وتفاعل الجمهور مع المنوعات اللبنانية التي سيطرت على الساحة الغنائية العربية حتى الآن رغم تغيّر مسار الأغنية اللبنانية المعاصرة، فطالبوا باستمرار الأمسية رغم تجاوز الوقت المحدد بنصف ساعة، ويعود ذلك إلى أن سارة التي تعلمت أصول الغناء الشرقي مع المدرس في المعهد العالي للموسيقا باسل صالح وطوّعت صوتها السوبرانو لأداء هذه الأغنيات التي تتطلب حنية بالصوت وطبقات متدرجة ومنخفضة، وبيّنت أن السوبرانو أعلى طبقة فتتمكن المغنية من أداء جميع الطبقات من الأعلى إلى الأدنى، وعن رأيها بواقع الأغنية اللبنانية الآن، أوضحت بأنها حققت شهرة كبيرة بكل المراحل ولها سحر خاص، والآن اختلفت مفاهيم الأغنية اللبنانية ومعاييرها، واتخذ الفن اللبناني مساراً آخر، باختلاف الزمن والهدف من الفنّ، وكما ترى أن الأغنية اللبنانية تقف عند فيروز وجوليا ونجوى كرم.
ويرى الباحث والموسيقي وضاح رجب باشا بأن الأغنية اللبنانية تميزت لأنها تعتمد على الجملة الموسيقية القصيرة وعلى لحن واحد، وعمل الملحنون على إيجاد أغنية ذات هوية خاصة بلبنان تتمتع بروح التراث اللبناني، وبأمسية اليوم استرجعنا أغنيات جورجيت صايغ وعايدة شلهوب وباسكال صقر وزكي ناصيف وجوليا بطرس، يجمعهم لون واحد باستثناء لحن زياد الرحباني، لأنه ألّف لحناً يتناسب مع صوت لطيفة القوي، أما اللحن الخاص لأغنية ياستي يا ختيارة فمأخوذ عن لحن يوناني.
ملده شويكاني