في مؤتمر صحفي وتزامناً مع عرضه في دمشق ..”ابن باديس” وثيقة تاريخية مهمة
أكد سفير الجزائر بدمشق صالح بوشة في المؤتمر الصحفي الذي عقدته المؤسسة العامة للسينما والسفارة الجزائرية ظهر أمس في دار الأسد للثقافة والفنون على هامش عرض الفيلم الجزائري “ابن باديس” لمخرجه باسل الخطيب أن العلاقات الثنائية بين البلدين سورية والجزائر ليست فقط سياسية، بل هي علاقات ثقافية وفنية وقد أسعده أن الفيلم يعرض في سورية وقد تعافت من جراحها بفضل صمود شعبها وبطولات جيشها الذي سهر على تعافيها، وما الحراك السينمائي فيها برأيه إلا جزء من المؤشرات على أن المجتمع السوري اليوم بخير، شاكراً وزارة الثقافة ومشيداً بأعمال مخرج الفيلم باسل الخطيب التي ترقى لمستوى العالمية برأيه .
مناسبة عظيمة
حضر المؤتمر الصحفي الذي أداره الأديب نضال قوشحة إلى جانب السفير الجزائري ومخرج الفيلم باسل الخطيب وكاتب السيناريو رابح ظريف وبطل الفيلم يوسف سحيري والسيدة نبيلة زرايق مندوبة وزارة الثقافة الجزائرية التي وصفت عرض الفيلم في سورية بالمناسبة العظيمة، مؤكدة على دور وزارة الثقافة الجزائرية في دعمه ليرى النور وهو أمر ليس بجديد عليها، خاصة وأن السينما ضمن استراتيجياتها تسعى إلى تسليط الضوء على الشخصيات الوطنية والثقافية في الجزائر.
لا فن بدون خيال وإبداع
ولم ينكر المخرج باسل الخطيب بأن الفيلم كان تجربة صعبة وكان فيها الكثير من التحديات التي تم تجاوزها، منوهاً إلى العلاقة القديمة التي تربطه بالجزائر وهي علاقة تعود إلى وقت كان فيه طالباً في موسكو حين شارك بفيلم قصير في مهرجان قسنطينة، لذلك كان سعيداً بعودته ثانية لها من خلال ابن باديس، معترفاً أنه كان متهيباً منه لأنه يتناول شخصية معاصرة لا زالت حاضرة في أذهان الناس، لذلك كانت سعادته كبيرة حين لاقى الإعجاب في الجزائر بفضل التعاون الكبير من قبل جميع المشاركين فيه، وبيَّن الخطيب أن لا فن بدون خيال وإبداع وهو يفهم الواقع بأنه ليس فقط تلك الأحداث التي حدثت بل وكل ما يمكن افتراضه وفقاً لمعطيات ملموسة.. وبالنسبة لابن باديس فقد توفرت الوثائق الكافية عنه، إلا أنه كمخرج لا يمنعه وجودها من رغبته في التحليق من خلال حلول عديدة يقدمها.
حيادية كبيرة
أما كاتب السيناريو رابح ظريف فأشار إلى الجهود الكبيرةالتي قُدمت للفيلم وقد عدّه وثيقة تاريخية مهمة وهو من بين أسرع الأعمال الضخمة بمدة إنجازها في الجزائر، مبيناً أن تناول شخصيات جدلية وحياتية كابن باديس ليس أمراً سهلاً إلا أنه حرص على التعامل معها بحيادية كبيرة وكشخصية إنسانية وأحد رواد الحركة الوطنية في الجزائر الذي سعى بكل ما قام به لتحرير العقل والتأكيد على موضوع اللغة والوطن وهو الذي اشتغل في التربية والصحافة.
مسؤولية كبيرة
ورأى الفنان يوسف سحيري أن تجسيده لشخصية وطنية معروفة يعد رمزاً من رموز الوطن حمّله مسؤولية كبيرة، مؤكداً أن الفيلم حاول تقريب الواقع من المشاهد، معترفاً أن شخصية ابن باديس الهادئة والتي لا يوجد فيها منحنيات درامية جعلت مهمته كممثل صعبة، مشيراً إلى أن تجربته هذه مع المخرج باسل الخطيب مختلفة عن تجاربه السابقة، حيث أن لكل مخرج طريقته في العمل وقد استفاد في عمله معه من تجاربه السابقة في السينما لتقديم ابن باديس بأفضل شكل وبطريقة مرضية، ودعا سحيري إلى تشجيع الأعمال المشتركة بين سورية والجزائر البلدين اللذين تربطهما روابط تاريخية وفنية وثقافية مميزة .
الفيلم من إنتاج وزارة الثقافة الجزائرية والمركز الجزائري لتطوير السينما وذلك في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، 015 وبدعم صندوق ترقية الفنون والتقنيات السينمائية وبمساهمة الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.
أمينة عباس