نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية
صدر حديثا عن مجمع اللغة العربية بدمشق كتاب “نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية” الطبعة الرابعة، لمؤلفه الدكتور مكي الحسني الجزائري.
ويضم الكتاب أربع حلقات، تضم كل واحدة منها عددا من الفقرات تتناول أهمية اللغة للأمة، وضرورة الاعتزاز بها والدفاع عنها، وأسباب تدني مستوى الأداء باللغة العربية لدى المتعلمين، إضافة إلى سبل التمكن من اللغة العربية، وكيفية الارتقاء بها، وعددا من الوسائل المساعدة.
ويضم الكتاب عددا غير قليل من المفردات التي تختلط على الكاتبين باللغة العربية، ومعانيها، بحيث يسهل على الكاتب إيراد الكلمة صحيحة في جملة بعد تبين معناها ووزنها واستعمالاتها، ومن الأمثلة التي ذكرها “لافت”، إذ أن اسم الفاعل من الفعل الثلاثي “لفت” هو “لافت”، وعلى هذا نقول: شيء لافت للنظر، ولا يصح استعمال: الملفت للنظر.
ومن الأمثلة التي ذكرها المؤلف أيضاً عبارة “أمعن في النظر”، فقد تصادف في الكتابات المعاصرة عبارات مثل: “لابد للقارئ المتمعن أن يلاحظ قصور التعريف المعطى”، يريد الكاتب: للقارئ المتنبه، المتيقظ، المدقق، ولكن جاء في المعجم الوسيط: تمعن: تصاغر وتذلل انقيادا!، وأمعن في النظر: بالغ في الاستقصاء، وأمعن النظر في الأمر: أطال الفكرة فيه.
كما ذكر المؤلف في مقدمة الكتاب أن إعداد هذه الحلقات بدأ عام ١٩٩٨، بعد أن رأى رئيس تحرير مجلة جامعة دمشق للعلوم الهندسية آنذاك “موفق دعبول”، أن تخص المجلة لغتنا العربية بركن في كل عدد من أعدادها يتحدث عن سبل أداء الكاتبين بها، والعلميين خاصة، والوسائل التي يمكن أن تساعدهم على ذلك، وينبه إلى الأخطاء النحوية، واللغوية الشائعة في الكتابات العلمية المعاصرة، ليبين وجه الخطأ والصواب فيها، ويذكّر بأهم القواعد النحوية والصرفية واللغوية التي تشتد حاجة الكاتبين إليها.
وتبيّن للكاتب خلال عمله في التعليم الجامعي، ضرورة استدراك مسائل لغوية كثيرة، وأنه انطلق في هذه الحلقات من اقتناعه بأن زملاءه المطلعين على بعض هذه المراجع، قلة، لذا فإن مايرد في الحلقات ليس كله جديدا، ولكن حتى الأخطاء التي عرض لها النقاد سابقا، عالجها المؤلف بأسلوب مغاير، أكثر فائدة لزملائه العلميين، ولغيرهم، وهذا ماشهد به بعض المختصين باللغة العربية.