الكوريتان إلى إعلان انتهاء الحرب
غداة إعلان “بيونغ يانغ” الصادر بعد انتهاء محادثات القمة بين رئيسي الكوريتين –وهي القمة الثالثة التي تجمعهما منذ تحسّن العلاقات بين البلدين مطلع العام الجاري- والذي بحثا خلاله سبل نزع السلاح النووي وتعزيز التعاون المشترك، أكد رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن: أن رئيس كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون أبدى رغبته في عقد لقاء ثانٍ مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قريباً وبعث رسالة جديدة إلى ترامب.
وأشار مون، أثناء مؤتمر صحفي عقده، أمس، في سيئول عند عودته من كوريا الديمقراطية، إلى أن كيم جدّد له التزامه باستكمال التفكيك النووي في أسرع وقت ممكن والتركيز على التطوّر الاقتصادي.
وأعرب كيم لرئيس كوريا الجنوبية عن أمله في أن يزور وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بيونغ يانغ قريباً، وعن تطلّعه إلى عقد لقاء قمة ثانية مع ترامب في القريب العاجل بغية المضي قدماً في موضوع التخلص من ترسانة بيونغ يانغ النووية.
وأكد مون أنه جاء من بيونغ يانغ برسالة خطية جديدة من كيم إلى ترامب، ومن المتوقّع أن يتم تسليمها للرئيس الأمريكي أثناء اجتماع بينهما على هامش الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل.
وأشار مون إلى أن أجندة مفاوضاته مع كيم تضم مسائل لم تذكر في الإعلان المشترك الرسمي الصادر، أول أمس، في بيونغ يانغ، معرباً عن نيته إطلاع ترامب على تفاصيل ذلك أثناء اللقاء.
وقال رئيس كوريا الجنوبية: “إن زيارته إلى بيونغ يانغ كانت مفيدة لتقدّم العلاقات وبناء الثقة بين الجارتين، وإنه من الممكن مناقشة تقليص الأسلحة والقوات العسكرية بين الطرفين”، وأشار إلى أن سيئول وبيونغ يانغ حريصتان على الإعلان رسمياً عن إنهاء الحرب في شبه الجزيرة الكورية قبل نهاية العام الجاري، واصفاً ذلك بأنه “نقطة الانطلاق لاتفاقية السلام”.
وذكر مون أنه يعتزم مناقشة هذا الموضوع مع ترامب، مشدداً على ضرورة أن تتخذ بيونغ يانغ وواشنطن خطوات متوازنة نحو بعضهما، قائلاً: “إذا اتخذت كوريا الديمقراطية إجراءات للتفكيك النووي فعلى واشنطن وقف العدوان ضد بيونغ يانغ”.
في الوقت نفسه، لفت رئيس كوريا الجنوبية إلى أن وجود قوات أمريكية في بلاده لا علاقة له بالإعلان عن انتهاء الحرب وإبرام اتفاقية السلام مع بيونغ يانغ، مشدداً على أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق السلام بين الكوريتين دون استكمال التفكيك النووي في بيونغ يانغ، حسب تعبيره.
وكان الرئيسان الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون والكوري الجنوبي مون جيه إن أعلنا، الأربعاء، أنهما اتفقا على السعي لتحقيق تقدّم حقيقي مطلوب لجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية وتهديداتها.
ووفقاً لإعلان بيونغ يانغ الذي وقّع عليه الرئيسان بعد انتهاء محادثات القمة بينهما في العاصمة الكورية الديمقراطية، ونقلته وكالة يونهاب، فقد تمّت خلال القمة مناقشة قضايا وتدابير عملية مطلوبة لتنفيذ إعلان بانمونجوم الموقّع في نيسان الماضي لرفع العلاقات المشتركة بين الكوريتين إلى مرحلة أعلى.