ميركل تتجاهل جرائمه.. وتعاود بيع السلاح للنظام السعودي الحوثي: تحالف العدوان لن يرغم الشعب اليمني على الاستسلام
في خطوة مشابهة لما أقدمت عليه إسبانيا قبل أيام من تراجع عن حظر بيع القنابل الموجّهة للنظام السعودي، وافق مجلس الأمن الاتحادي الألماني، أمس، على تمرير صفقات سلاح إلى النظام السعودي على الرغم من حظر بيع الأسلحة له بسبب عدوانه المتواصل على اليمن.
وأرسل وزير الاقتصاد بيتر ألتماير وثيقة إلى اللجنة الاقتصادية في البرلمان الألماني “بوندستاغ” تفيد بأن النظام السعودي سيحصل على شحنة من أنظمة المدفعية يتمّ تثبيتها على المركبات، كما سمح مجلس الأمن الاتحادي الألماني ببيع 48 رأساً حربياً و91 جهاز رصد دفاعي للإمارات المشاركة أيضاً في تحالف العدوان على اليمن.
وانتقد نائب الكتلة البرلمانية عن اليسار الألماني سيفيم داغدلان الصفقات المبرمة مع الجانبين السعودي والإماراتي واصفاً إياها بأنها “غير مسؤولة وسوف تضع الحكومة الألمانية في خانة المتورطين في الجرائم”.
يشار إلى أن اتفاقاً جرى بين الأحزاب المشاركة في الحكومة الألمانية في آذار الماضي ينص على وقف صادرات السلاح لجميع الدول التي لها طرف في حرب اليمن وعلى رأسها النظام السعودي.
وكانت منظمات دولية عدة أكدت ارتكاب النظام السعودي جرائم حرب في عدوانه المتواصل على اليمن منذ آذار 2015.
في الأثناء، قالت وزارة النقل اليمنية: إن تحالف العدوان بقيادة السعودية منع وصول الطائرات المخصصة للحالات المرضية إلى مطار صنعاء الدولي حسب الاتفاق الموقع مع الأمم المتحدة، وأوضحت وزارة النقل في بيان صادر عنها أن اللجنة الطبية العليا سجلت وفاة ثلاث حالات مرضية كان من المفترض سفرها على تلك الرحلات للعلاج في الخارج، وأشارت إلى أن بقية الحالات ينتظرها المصير ذاته في حالة عدم تمكنها من السفر للخارج للعلاج وبشكل عاجل.
وأضاف البيان: “إن وزارة النقل تابعت باهتمام بالغ أخبار تسيير جسر جوي عبر مطار صنعاء الدولي للحالات المرضية بواقع رحلتين في الشهر الذي تبنته الأمم المتحدة وتم التوقيع على اتفاقية بذلك”، وأكد أن دول العدوان منعت وصول الطائرات إلى مطار صنعاء الدولي في تعنّت واضح وتحدّ لاتفاقيات الأمم المتحدة وبهدف قتل المزيد من المرضى، موضحاً أن قرار منع الطائرات تسبّب بخيبة أمل وتفاقم الوضع الصحي والنفسي للمرضى.
وطالبت وزارة النقل، الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والحقوقية بالوقوف ضد هذا الصلف والتعنت الذي تمارسه دول تحالف العدوان بقيادة النظام السعودي، مشدّدة على ضرورة إصدار قرار دولي يلزم التحالف بفتح مطار صنعاء الدولي أمام جميع الرحلات ولكل شرائح المجتمع، وأكدت أن الرحلات تم التنسيق لها مع الأمم المتحدة على الرغم من أنها لا تلبي أدنى الاحتياجات الإنسانية الضرورية للمرضى الذين هم بحاجة ماسة للسفر والبالغ عددهم أكثر من 200 ألف حالة مرضية حسب إحصائيات وزارة الصحة.
وفي السياق، ارتفع مستوى التوتر لدى التحالف السعودي بسبب احتمال تمديد مهمة فريق الخبراء في اليمن، بعد تقديم عدد من الدول الأوروبية في مقدمتها هولندا وبلجيكا بالإضافة إلى كندا، مشروع قرار إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يطالب بتمديد عمل فريق الخبراء الأممي الذي قدم نهاية آب الماضي، حيث اتهم المشروع دول التحالف السعودي بارتكاب انتهاكات قد ترقى إلى جرائم حرب، بينما يطالب مشروع آخر تقدّمت به دول العدوان بالاكتفاء بلجنة التحقيق اليمنية التي شكلتها حكومة هادي، والتي وصفها تقرير الخبراء الأممي بالانحياز وعدم المصداقية.
وارتفعت حدة التوتر لدى الدول الأربع التي تسعى إلى حشد العدد الأكبر من أصوات الدول المؤلفة لمجلس حقوق الإنسان، وعددها 47، خلف مشروعها، بشكل كبير خلال الأيام الماضية مع ظهور ميل واضح لدى معظم دول المجلس للتصويت لمصلحة المشروع الأوروبي.
وأكدت مصادر شاركت في اجتماع الدول العربية مع التحالف السعودي أن السبب الرئيس لرفض مندوبي السعودية والإمارات والسودان تمديد عمل فريق الخبراء الأممي هو اللائحة السرية التي قدّمها هذا الفريق إلى المفوضية العليا لحقوق الإنسان، والتي تحوي أسماء مسؤولين كبار في هذه الدول متهمين بارتكاب جرائم حرب أو الوقوف خلف هذه الجرائم.
ومن المقرر أن يناقش مجلس حقوق الإنسان تقرير الخبراء الأممي حول اليمن في 25 و26 من الشهر الجاري على أن يطرح مشروعا القرارين للتصويت في نهاية النقاش.
يأتي ذلك فيما دعا السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أحرار الشعب اليمني إلى النفير العام والتحرّك الجاد للجبهات في الساحل الغربي ومختلف جبهات التصدي للغزو والاحتلال، وأكد ضرورة صمود وثبات الشعب اليمني في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن حتى يتحقق النصر، قائلاً: “إن العدو لن يجبرنا على الاستسلام مهما ارتكب من الجرائم والمجازر ومهما تمادى تحالف العدوان في الإجرام والوحشية فنحن صامدون ولن نستسلم نهائياً”.
وأوضح السيد الحوثي أن مشكلة تحالف العدوان معهم هي تمسّكهم بالحرية والكرامة، وأنهم معنيون اليوم ببذل كل جهد على كل صعيد حتى يتحقق النصر، مؤكداً موقف الشعب اليمني المبدئي المتمسك بقضايا الأمة الكبرى، وعلى رأسها فلسطين وحق الشعب الفلسطيني بالحرية، والوقوف إلى جانب المقاومة وأحرار الأمة في مناهضة الهيمنة الأمريكية والتصدي للعدو الإسرائيلي.
بدوره دعا مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين في كلمة مماثلة إلى مواصلة مواجهة العدوان السعودي بكل السبل، لافتاً إلى أن نصر الشعب اليمني “يلوح في الأفق”.
وكانت العاصمة اليمنية صنعاء شهدت أمس مظاهرة حاشدة إحياء ليوم العاشر من المحرم بمشاركة عشرات الآلاف، ردد خلالها المتظاهرون هتافات أكدت رفضها مخططات قوى العدوان.
ميدانياً، قتل عدد من مرتزقة العدوان السعودي وأصيب آخرون خلال قيام وحدات من الجيش اليمني واللجان الشعبية بتطهير عدد من المواقع والهضاب التي كان المرتزقة يتمركزون فيها قبالة جيزان، وقال مصدر عسكري بجيزان: “إن الجيش واللجان الشعبية نفذوا عملية هجومية على مواقع كان مرتزقة العدوان السعودي تمركزوا فيها شرق جبل النار قبالة جيزان”، وأكد مصرع وجرح عدد من المرتزقة خلال العملية، بينما لاذ من تبقى منهم بالفرار.
إلى ذلك أطلقت القوة الصاروخية بالجيش واللجان الشعبية صاروخي زلزال 1 على تجمعات مرتزقة العدوان السعودي في عسير، وأوضح مصدر عسكري أنه تمّ استهداف تجمعات المرتزقة غرب مجازة بصاروخين من نوع زلزال 1 مؤكداً تكبيدهم خسائر فادحة، وأشار إلى أن القوة الصاروخية والمدفعية استهدفت تجمعات مرتزقة الجيش السعودي في صحراء البقع بنجران ما أدى إلى إعطاب آلية عسكرية.