نصر الله: “إسرائيل” ستواجه مصيراً لا تتوقّعه إذا فرضت حرباً على لبنـــان
أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، خلال إحياء يوم العاشر من محرم، في منطقة الكفاءات في الضاحية الجنوبية، وألقى خطاباً أكد فيه أن أوهام كيان الاحتلال الإسرائيلي لتحقيق أهدافه في المنطقة فشلت بسبب صمود محور المقاومة، وأوضح أن كيان الاحتلال يعلم أن محور المقاومة أقوى من أي زمن مضى، وأن دولاً وشعوباً جديدة أصبحت جزءاً من هذا المحور، وفي دائرة المواجهة مع العدو الصهيوني، ولهذا يتهيّب كيان الاحتلال أي معركة في المنطقة، وخصوصاً مع لبنان، لأنه يعلم أن نقاط ضعفه باتت مكشوفة، ويعرف نقاط القوة التي تمتلكها المقاومة.
وأشار السيد نصر الله إلى أن هناك متغيّرات كبرى حصلت في المنطقة، وأن المقاومة تملك إمكانيات تسليحية تجعل كيان الاحتلال الإسرائيلي يواجه مصيراً وواقعاً لم يتوقّعه إذا فرض حرباً على لبنان، و”الإسرائيلي يتهيّب أي معركة ويعلم أن أي حرب ستكون لها تداعيات كبيرة”، وشدد على أن “الجيش الإسرائيلي الذي كان يهدد باجتياح بيروت لم يعد موجوداً”، وأردف: “الإسرائيليون غاضبون لأن مشروعهم في المنطقة سقط بعد أن علّقوا آمالاً كبيرة على ما يجري في سورية والعراق لكن آمالهم ذهبت أدراج الرياح”، مشدداً على أن هناك متغيّرات كبرى حصلت في المنطقة لم يكن يتوقّعها العدو الصهيوني، و”هو يعرف أن التكنولوجيا وحدها لا تستطيع أن تحسم معركة والعنصر البشري بات مهما جداً”.
ودعا السيد نصر الله إلى دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة ما يتعرّض له من مخططات إسرائيلية وأمريكية ترمي لتصفية القضية الفلسطينية، وخاصة ما تسمى “صفقة القرن”، وأضاف: “نحيي مسيرات العودة في غزة والالتزام لدى الفلسطينيين برفض الاستسلام والخضوع”.
وشدد نصر الله على ضرورة “الوقوف إلى جانب الشعب اليمني المظلوم والمعذّب والمقاوم”، مؤكداً على أنه يجب أن يُكسر الصمت إزاء المجزرة اليومية التي تنفذها قوى العدوان الأميركي السعودي على اليمنيين، وأضاف: “نجدد وقوفنا إلى جانب الشعب اليمني المسالم الذي تحمّل كل الظلم والطعن والخناجر من السلطة ومن دول الجوار”، داعياً في الوقت ذاته إلى الوقوف إلى جانب إيران التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية بسبب رفضها أن يصادر أحد قرارها أو ينهب ثروتها وأموالها، كما يحصل مع دول أخرى، إضافة إلى وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، ومساعدتها في إفشال المشاريع التي تستهدف المنطقة.
وأضاف: “من واجبنا اليوم أن نقف إلى جانب الجمهورية الإسلامية في إيران حيث سيدخل بعد أسابيع قليلة الى استحقاق بدء تنفيذ العقوبات الاميركية على إيران”، معتبراً أن الإدارة الاميركية تسعى الى محاصرة الجمهورية الاسلامية وتضغط على الدول لتمنع تصدير النفط الإيراني، وأضاف: “علينا الوقوف الى جانب إيران سياسياً وشعبياً ومعنوياً في مواجهة الحصار والعقوبات والضغط”.
وفي لبنان أكد نصر الله على الدعوة المتواصلة الى الهدوء والحوار والتواصل وتشكيل الحكومة وتحمّل المسؤوليات في مواجهة الملفات، داعياً إلى تفعيل المجلس النيابي وتحمّل الجميع المسؤولية لتيسير كل الملفات في لبنان، وأضاف: “مهما كانت المخاطر الآتية سنواجهها بالعزم نفسه، وأياً تكن المخاطر الآتية لن تكون بسوء وعظمة ما جرى خلال العقود والسنوات الماضية، ولكن سنواجهها بذات العزم”.
وكان السيد نصرالله أكد الأربعاء أن الاتفاق الذي أعلن عنه في مدينة سوتشي الروسية حول إدلب هو خطوة على طريق الحل السياسي للأزمة في سورية، وقال: “إن ما تمّ التوصل إليه حول إدلب أمر جيّد ومعقول لكنه مرهون بالنتائج، وموقف حزب الله من هذا الاتفاق مرتبط بموقف القيادة السورية”، وأضاف: “إن بقاء الحزب في سورية مرتبط بالحاجة وبقرار القيادة السورية”، لافتاً إلى أن الاعتداءات المتواصلة من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي على سورية مرتبطة بفشل المشروع الأمريكي السعودي الإسرائيلي في سورية، مؤكداً في الوقت ذاته أن على محور المقاومة وضع حد لهذه الاعتداءات التي لم تعد تحتمل، وأشار أن ما يجري في المنطقة مصيري وتاريخي وله انعكاس على حاضر ومستقبل لبنان.
وحول عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم، قال نصرالله: “في كل يوم يثبت أن هناك جهات دولية ومحلية تشجع السوريين على عدم العودة إلى وطنهم”، متسائلاً: “من الذي يريد إيجاد “تغيير ديموغرافي” في لبنان وسورية نحن أم الدول والقوى السياسية التي تحول دون عودتهم”؟!.