تغيير من أجل التغيير
يبدو أن الخسارات المتلاحقة لمنتخبنا الوطني بكرة السلة، والتراجع الذي أصاب اللعبة بشكل عام، لم تزد اتحاده المتخصص إلا تمسكاً بآرائه، وتشبثاً بطريقة العمل التي داوم عليها خلال السنوات الماضية!.
فآخر صيحات الاتحاد كانت تأكيده على ضرورة إجراء تغيير ما، لكن ماهية التغيير كانت غريبة وعجيبة، فبدلاً من أن يكون التغيير شاملاً وكاملاً توجهت السهام نحو لجان الاتحاد التي يعتبر أغلبها شكلياً ولا يؤثر على النسق العام، ولا على القرارات المصيرية!.
فتغيير اللجان بات هو الطريق الأسهل للاتحاد في أية أزمة تواجهه، فخلال أقل من عام تبدلت اللجان ثلاث مرات، والحجة تطبيق مقترحات مؤتمر اللعبة!.
وغير بعيد عن ذلك استمر إصرار الاتحاد على عدم الحديث عن أسباب التراجع المخيف لمنتخباتنا، ورد الموضوع إلى عوامل الأزمة أمر لم يعد مقبولاً، فالمدرب الصربي أثبت فشله الذريع على كافة الأصعدة، فلا المنتخب الأول حقق النتائج المنتظرة، ولا المنتخبات العمرية تواجدت بالشكل المطلوب، حيث وضح افتقاره للخبرة اللازمة التي تؤهله لشغل المنصب، وربما كانت مهمته التي يبرع فيها هي المحاضرات النظرية للمستجدين على اللعبة.
كل ما سبق لا يعني أن تغيير الاتحاد ككل سينقذ سلتنا من حالة الموت السريري الذي تعيشه، لأن المطلوب أمر أكبر، فالخلافات بين كوادر اللعبة وخبراتها تخطت المقبول، وبات لزاماً أن نشاهد إجماعاً على طريقة عمل موحدة تجمع كل أصحاب الخبرة، والراغبين في العمل لتحقيق مصلحة اللعبة، وهذا الأمر ليس مستحيلاً، لكنه يتطلب أموراً تبدو غير متوفرة في أجواء سلتنا في الوقت الراهن.
مؤيد البش